نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
• تل أبيب تعتبرها الخطر الأكبر وتهديداً للملاحة بالخليج والبحر الأحمر... وتبحث لها عن حلول

الجريدة - القدس

نشر في 04-12-2023

إطلاق طائرة شاهد 136 خلال مناورات عسكرية إيرانية دورية للجيش الأميركي في مياه الخليج سرب مقاتلات أميركية يقلع من حاملة الطائرات أيزنهاور في 29 نوفمبر (سنتكوم) لقاء العباسي وباقري في بغداد أمس (إرنا) علمت «الجريدة»، من مصدر أمني كبير، أن الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل تخشى مسيرات شاهد الانتحارية الإيرانية، معتبراً أن هذه المسيرات أصبحت، من وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي، الخطر الأكبر الذي تواجهه المنطقة، إذ إن هذه النوعية من الطائرات من دون طيار التي تنتمي إلى فئة الذخيرة المتسكعة، والتي استخدمت في أوكرانيا، لا يمكن التعامل معها تقنياً، كما يتطلب إسقاطها استخدام المقاتلات أو الصواريخ، وهو أمر مكلف جداً.

وقال المصدر إن حزب الله اللبناني يملك المئات من هذه المسيرات الانتحارية غير المكلفة، وقد أطلق بالفعل بعضها على إسرائيل خلال المواجهات المستمرة منذ 7 أكتوبر على الحدود الجنوبية للبنان، والتي استؤنفت بعد انهيار الهدنة في قطاع غزة. والعام الماضي، قدرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أسطول الطائرات المُسيرة التي يمتلكها «حزب الله»، بقرابة 2000 طائرة، حصل عليها من إيران، ومن التصنيع المحلي.

ويشير المصدر ذاته إلى أن هذا النوع من المسيرات، أطلق من سورية باتجاه إسرائيل أكثر من مرة خلال حرب غزة وقبلها، على يد الميليشيات الإيرانية أو عناصر «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري المتمركزين في سورية. وفي إحدى الحوادث المعروفة في بداية حرب غزة، أطلقت مسيَّرة من هذا النوع من سورية ومرت فوق الأردن إلى أن وصلت مدينة إيلات الساحلية على البحر الأحمر، حيث قال الإسرائيليون إنها أصابت مدرسة وألحقت أضراراً بالممتلكات.

وفي اليمن، استخدم الحوثيون هذه المسيرات في هجماتهم على سفن وناقلات مملوكة لإسرائيليين في بحر العرب وفي خليج عدن والبحر الأحمر، وكان آخرها إصابة ناقلة نفط يمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها. ولفت المصدر إلى أن مسيرات «شاهد» استخدمت في الهجوم ضد منشآت أرامكو بالسعودية في سبتمبر 2019، وكذلك ضد دولة الإمارات. وبحسب المصدر، باتت إسرائيل تمتلك معلومات وافية حول هذه المسيرات، التي تستخدم مرة واحدة وتعمل مثل الصاروخ، وهذا ما كشفته «الجريدة» قبل عامين، مبيناً أن تلك المسيرات تنطلق، بعد تحديد منطقة الهدف، مثل الصاروخ ولا يمكن تعطيلها تقنياً مثل أنواع أخرى من المسيرات، ولذلك فإمكانية مواجهتها ليست سهلة، ويستلزم إسقاطها استخدام منظومات عالية الثمن أو مقاتلة حربية.

وأضاف أنه بسبب طبيعتها المنخفضة السرعة والارتفاع، وصعوبة تمييزها عن الفوضى مع بصمة حرارية ضئيلة، يصعب على منظومات الدفاع الجوي تحييد «شاهد 136» في معظم الحالات، لافتاً إلى أن إسرائيل مازالت تبحث عن حلول لمواجهة تلك المسيرات. ويشير المصدر إلى أن تزويد إيران للتنظيمات والميليشيات الموالية لها بمسيرات «شاهد» يشكل، من وجهة نظر إسرائيل، خطراً على المنطقة بأسرها، لا على المصالح الأميركية والإسرائيلية فقط، كما يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج، لافتاً إلى أن تلك المسيرات استخدمت ضد دول عربية وخليجية، كم استخدم الجيش الروسي بكثافة مسيرات من طراز «شاهد 136» في الحرب على أوكرانيا. وكانت «الجريدة» كشفت أنه تم إنشاء معمل لتصنيع تلك المسيرات في روسيا بمشاركة إيرانية، وهو ما أعاد الدفء إلى العلاقات بين طهران وموسكو وعزز التحالف بينهما. وبحسب وكالة أنباء فارس شبه الرسمية المقربة من الحرس الثوري هناك أنواع متعددة من عائلة تلك المسيرات، من بينها «شاهد 129»، وشاهد 136، وشاهد 171، وشاهد 181، وشاهد 191، وشاهد 161، وشاهد 147.

تصعيد كبير في البحر الأحمر اقتربت نيران حرب غزة من منطقة الخليج مع إعلان الجيش الأميركي اعتراض طائرة إيرانية مسيّرة فوق مياه الخليج، بالتزامن مع إعادة تفعيل جبهتي سورية والعراق، بعد انتهاء الهدنة في القطاع الفلسطيني، في حين ارتفع منسوب التوتر بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب مع إطلاق صواريخ ومسيّرات من اليمن صوب المدمرة الأميركية «كارني» وسفن تجارية في البحر الأحمر بينها سفينة بريطانية. وجاء الاحتكاك الأميركي ــ الإيراني غداة تلقي طهران أول خسارة بشرية منذ بدء حرب غزة بمقتل مستشارين إيرانيين بقصف يُعتقَد أنه إسرائيلي على دمشق، في حين أفادت المعلومات عن تعرض سفن تجارية ومدمرة أميركية أمس لهجوم بالمسيّرات في مضيق باب المندب. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر يمنية، أن الهجوم أصاب إحدى سفينتين يُعتقَد أنهما إسرائيليتان استهدفتهما جماعة «أنصار الله» الحوثية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي زار طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين، وبينهم نظيره حسين أمير عبداللهيان. وتتزامن زيارة البوسعيدي مع اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في قطر تحضيراً للقمة الخليجية التي تستضيفها الدوحة غداً، وبعد تقرير وكالة بلومبرغ عن عرض سري خليجي لإقناع طهران بعدم توسيع الحرب في المنطقة.

إلى ذلك، وسّع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الهجوم على قطاع غزة، في حين أعلنت إذاعة الجيش بدء عملية عسكرية برية في منطقة خان يونس جنوب القطاع، في وقت شملت أوامر الإخلاء خلال اليومين الأخيرين ربع مساحة القطاع، وأصبح 80 في المئة من سكانه بمثابة نازحين، حسبما أعلنت مؤسسة أممية.

وليل السبت ــ الأحد، أقر نتنياهو بوجود خلافات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وبضغوط دولية متزايدة عليه لعدم مهاجمة المنطقة الجنوبية المكتظة بنحو 1.8 مليون نسمة، أغلبهم نزحوا من شمال القطاع. وتكبّدت إسرائيل خسائر قوية أمس، إذ أعلنت «كتائب القسام» قتل 8 جنود إسرائيليين على أطراف مدينة خان يونس، وتفجير فتحة نفق أرضي في مجموعة من الجنود شرق بلدة بيت لاهيا.

وقبل ذلك بساعات أعلنت «القسام» أكبر هجوم ميداني ضد الجيش الإسرائيلي منذ توغله في غزة، مستهدفة تمركزاً لـ 60 جندياً شرق جحر الديك جنوب مدينة غزة. وعلى الحدود الشمالية، كشفت تقارير عبرية عن وقوع 11 إصابة من جراء استهداف «حزب الله» اللبناني آلية عسكرية بصاروخ موجّه في بيت هيلل بالجليل الأعلى.


اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/46626