نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


من مكاتيب البريد الى أكفان بلا جيوب

بقلم / عبدالهادي الصالح



مشاكس مع صبيان الفريج ، حتى كانت والدته تصر على أبيه ان يأخذه معه الى دكانه في سوق البشوت ليعطيه مهمة جلب البريد الوارد ، ليستغل هذه المهمة "لمناشبة " اصحاب المكاتيب الواردة يترجاهم بإعطاءه الطوابع منها ، واستمرت الحياة معه سريعا كجرة خط قلم ، تتدرج فيه من كونه طالبا جامعيا ثم محاميا ثم نائبا ووزيرا للنفط ، وفي ذات الوقت كاتبا يقرأ له الجميع :

المتعاطف معه والمعترض عليه ، له غيرة لا يخفيها حتى اطلق عليه المنكويين من سلاطة قلمه لقب "الشيعي الليبرالي " !

رغم ان بعض أفكاره ليست بالضرورة مقبولة ، بل مرفوضة عند الطرفين ، لكن الجميع يشهد بأنه كان مدافعا شرسا عن مصالح الكويت ، حتى وفاته كانت في يوم ( عيد التحرير ).


رحمه الله كانت حقيقة الموت ماثلة أمامه ، وكأنه يذكر بحقيقة يعلمها الجميع ولا يعملون بها كلهم ، يدحرجها في سوق سراق المال العام متسائلا بقلمه رحمه الله تعالى :.... «هل أدخل القبر معه دينارا أو جنيها استرلينيا أو دولارا؟!»

الجواب لا.. فقد دفن كما ولدته أمه.

وهذه رسالة لحراميتنا الكبار ، سيحتويكم التراب في قبوركم من كل النواحي، ولن يكون هناك من يخدمكم أو تشترون به فنجان قهوة في تلك القبور، بل سيستمتع بالأموال أولادكم وأحفادكم، مع لعن واحتقار العالم لهم ليل نهار. فهل فكرتم بهذا قبل أن تُقبض أرواحكم؟!

وذممكم مشغولة بما سرقتموه من أموال هذا الشعب المبتلى بأمثالكم! فالأكفان ليس لها جيوب!».

( انتهى كلامه رحمه الله )


رحمك الله أبا احمد الاستاذ علي احمد البغلي غبت فجأة ، وستترك فراغا كبيرا بين الكتّاب الصحافيين وعند منصات القضاء الواقف ، وعند منتديات الوجهاء السياسيين والوزراء السابقين.

نعزي عائلته آل البغلي وأنسبائهم الكرام ، ومحبيه الكثر ، ولا حول ولا قوة الى بالله العلي العظيم ، انا لله وانا اليه راجعون.

الفاتحة



د. عبدالهادي عبدالحميد الصالح


2023/2/26