نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة أمام الجلسة العامة لمنتدى نادي فالداي للمناقشة في موسكو


27 أكتوبر 2022

فيديو الكلمة

https://www.facebook.com/rtarabic.ru...046551330/?t=0

إعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أنّ العالم يدخل في عقد "هو الأكثر خطورة" منذ الحرب العالمية الثانية، لافتاً الى أن الغرب يسعى الى إبقاء هيمنته على الكوكب.
وقال بوتين أمام منتدى فالداي في موسكو: "نحن عند لحظة تاريخية. نحن بلا شك نواجه العقد الأكثر خطورة، الأكثر أهمية، (العقد) الذي لا يمكن التنبؤ به" منذ 1945.

وأضاف أنّ "الغرب ليس في وضع يسمح له بقيادة العالم، ولكنه يسعى يائساً، ومعظم شعوب العالم لا تستطيع القبول بذلك"، مؤكداً أنّ الكوكب "في وضع ثوري".
وأشار بوتين إلى أنّ الهجوم على أوكرانيا جزء من هذا "التغيير للنظام العالمي بأسره".

وقبل ذلك بوقت قليل، وصف بوتين مواجهته مع الغرب، خصوصاً في سياق هجومه على أوكرانيا، بأنه معركة من أجل بقاء روسيا.
وقال إنّ "روسيا لا تتحدّى الغرب، روسيا تدافع فقط عن حقها في الوجود"، متّهماً الأميركيين والغربيين بأنّهم يريدون "تدمير (روسيا) ومحوها من الخريطة"، في اتهامات جديدة يسوقها ضدّ خصومه الجيوسياسيين الذين يؤيّدون ويسلّحون أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي.

"لعبة خطيرة ودامية"

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الغرب يمارس لعبة خطيرة ودامية"، مضيفاً أن "الدول الغربية ارتكبت أخطاء ممنهجة".

واعتبر أن ما وصفه بـ"انقلاب" 2014 في أوكرانيا، هو ما أدّى إلى "الأحداث المأساوية اليوم".

وذكر بوتين أن ما تقوم به روسيا ليس سوى دفاع عن "حقها في الوجود" في مواجهة القوى الغربية، وذلك على خلفية النزاع في أوكرانيا.

واعتبر بوتين أن النظام الغربي "قديم، فهو من أيام الاستعمار، إذ يعتبر الغرب الجميع بشراً من الدرجة الثانية، وهم في المرتبة الأولى"، لافتاً إلى أن الغرب "يطلقون الحروب الاقتصادية والحصارات، ويقومون بالانقلابات، ومنها ما حصل في أوكرانيا عام 2014"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي وقعت في أوكرانيا عام 2014، وأدّت إلى الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش حليف بوتين.

وبشأن ما يصفه بوتين بـ"العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، قال بوتين إن "روسيا كانت مضطرة للبدء بالعملية. لماذا نفذوا انقلاباً في أوكرانيا عام 2014؟"، مشيراً إلى أن "الانقلاب أدّى إلى الأحداث المأساوية اليوم"، مبيناً أن "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) "بدأ بضم مناطق في أوكرانيا منذ وقت طويل".

"أزمة عالمية"

وأضاف بوتين أن هناك أزمة عالمية تؤثر علينا جميعاً، مشيراً إلى أنه "تم استبدال القانون الدولي بقواعد مخترعة بشكل غير مفهوم"، معتبراً أن "النظام القائم على القواعد" الذي اقترحه الغرب، "مصمم لتمكينه من العيش دون قواعد على الإطلاق".

ولفت إلى أن "الأحداث في العالم مستمرة في التصعيد وفقاً لسيناريو سلبي"، منبهاً إلى أنه "في السنوات والأشهر الأخيرة، اتخذ الغرب عدداً من الخطوات للتصعيد، الوضع في أوكرانيا وتايوان والإخلال باستقرار أسواق الطاقة"، لافتاً إلى "أنهم ارتكبوا أخطاء منهجية".

وذكر بوتين أن الغرب "يسعى للسيطرة على العالم"، واصفاً ذلك بـ"اللعبة الخطيرة"، وأضاف:

"الغرب ينفي سيادة الدول والشعوب، ولا يأخذ في الحسبان مصالح الدول الأخرى".

وزاد: "لقد اقترحنا مراراً على الغرب بناء نظام قائم على الثقة والشراكة، لكنهم رفضوا الأمرين"، داعياً إلى "البحث عن الحلول التي لا تكون مثالية، ولكنها تكون كفيلة بجعل عالمنا أكثر أمناً واستقراراً".

وشدد على أن الغرب "سيتجه للتحدث عن مستقبلنا المشترك، وهذا مهم لنا جميعاً"، لافتاً إلى أن " ثقافة الإلغاء تمنع التطور في الفكر الحر".

وأوضح أن الغرب "في ظل هذا النظام الحالي وضع لنفسه أفضلية كبيرة، لأنه طور مبادئها وآلياتها، لكنه يغير قواعد اللعبة دائماً بحسب مصالحه"، لافتاً إلى أن "النظام الدولي يؤجج الفوضى، ويريد السيطرة على موارد العالم".

وأشار إلى أن "السياسيين الغربيين يقولون إنه لا بديل عن الديمقراطية، لكنهم يقصدون الديمقراطية الغربية وهو النموذج الليبرالي الغربي، وفي المقابل يرفضون بفوقية، كل أشكال الحكم"، لافتاً إلى أن "النموذج الليبرالي الجديد للولايات المتحدة يعاني من أزمة".

وتابع: "واشنطن تسمي النظام العالمي القائم بالليبرالي، ولكن هذا النظام يزيد الفوضى، ما جعله غير مقبول حتى بالنسبة للدول الغربية الأخرى"، مضيفاً أنه "يتم فرض عقوبات على أي دولة تحاول العمل باستقلالية خارج حدود هذا النظام".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن دول الغرب "ليس لديها مبدأ التطور الإيجابي"، مؤكداً أن تطبيق "نظام متعدد الأقطاب سيسمح للجميع باختيار طريقهم الخاص"، لذلك "لابد من ضمان حق الأكثرية باحترام قيمها، ولا يجوز للنخب الغربية نشر قيمها في المجتمعات الأخرى".

ولفت إلى أن "روسيا لا تتدخل في الشؤون الغربية وتتمنى أن تسود البراجماتية، وأن يستمر الحوار ويصبح عاملاً مهماً جداً لبناء عالم متعدد الأقطاب"، واصفاً ذلك بـ"الفرصة الوحيدة لتعزيز استقلالية أوروبا".

وقال إن أوروبا "باتت محرومة بنسبة كبيرة من سيادتها، فهناك دول تحاول أن تفرض إرادتها على دول أخرى، لكنها لن تنجح في رغبتها بالحفاظ على الهيمنة".

وأضاف: "سابقاً كانت القليل من الدول التي تتجرأ في الدخول في خلافات مع الولايات المتحدة، لكن الآن زاد عدد تلك الدول التي لا تتوافق مع مواقف واشنطن، التي تسعى لفرض إرادتها".

"ضمان وحدة أراضي أوكرانيا"

وقال فلاديمير بوتين إن روسيا فقط بوسعها ضمان وحدة أراضي أوكرانيا، وكرر مزاعم موسكو بأن حلف شمال الأطلسي والغرب هم المسؤولون عن إشعال فتيل الصراع.

وهاجم بوتين الغرب بسبب عدم الموافقة على حزمة من الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو قبل إطلاقها ما أسمته "عملية عسكرية.

كما دافع بوتين عن محاولات موسكو لضم أربع مناطق أوكرانية وقال إن منطقة دونباس "لم تكن لتنجو" بمفردها إن لم تتدخل روسيا عسكرياً في أوكرانيا.

استخدام الأسلحة النووية

وقال بوتين إن بلاده لم تتحدث قط عن استخدام الأسلحة النووية، مكرراً أن "كييف لديها تقنيات تسمح لها بصنع قنبلة قذرة وتفجيرها في أوكرانيا".

وقال بوتين إن الغرب، بمن فيهم ليز ترس رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، انخرطا في "ابتزاز روسيا نوويا" ورفض مزاعم أن القوات الروسية هاجمت محطة زابوروجيا للطاقة النووية، الواقعة في أرض تحت

سيطرة روسيا بجنوب أوكرانيا.

كما قال بوتين إن عقيدة روسيا العسكرية عقيدة دفاعية فحسب، رافضاً مزاعم أن روسيا ستستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن روسيا مستعدة لإعادة بدء المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الرقابة على الأسلحة النووية، ولكن لم يأت رد من واشنطن على مقترحات موسكو بعقد محادثات حيال "الاستقرار الاستراتيجي".

وقال الرئيس الروسي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتوجه إلى أوكرانيا "في أسرع وقت".

وأضاف: "تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تأتي. نحن مع ذلك، في أسرع وقت وعلى أوسع نطاق ممكن، لأننا نعلم أن السلطات في كييف تبذل ما في وسعها لتغطية آثار هذه الاستعدادات".