د.عبدالمحسن يوسف جمال

يلاحظ المتابعون لشبكة الإنترنت ارتفاع سقف الحرية الصحفية في الحوار حول الكثير من القضايا الشائكة ولاجتياز المتحاورين الخطوط الحمراء للكثير من القضايا التي كانت في السابق مناطق محظورة··

الحوار الجريء والطرح المباشر الذي يمس سياسة أغلب البلاد العربية ويمس حكامها ويتكلم عن مستقبل قياداتها بل يرشح هذا ويهاجم ذاك أصبح ديدن الحوارات السياسية على شبكة الإنترنت··

ويقوم بعض الشباب الكويتي بطرح قضايا تمس مستقبل بلادهم بشكل واضح وصريح للمرة الأولى وبطريقة لا نقرأها في صحافتنا بل لا نسمع الكثير منها في مجلس الأمة··

قضايا تمس النظام السياسي في البلد وترتيب الأمور فيه، وقضايا تتناول التدخلات السياسية في الانتخابات العامة وتجيير بعض الأشخاص، وتبني بعض النواب قضايا تتكلم عن الفساد وتفشيه الى غير ذلك من الأمور··

والسؤال هنا - كيف حدث هذا مع أن المتحدثين معروفون ويطرحون أسماءهم بكل جرأة؟

الواضح أن الغرب وبالأخص الولايات المتحدة سئمت من التعامل مع حكومات جامدة غير متجددة وبدأت تضغط لتحريك الشارع العربي ومن ثم تحريك الواقع السياسي وهو أسلوب سياسي ونظرية سياسية تسمى بـ "نفض السجادة" أي تنظيفها بمعنى إذا أردت أن تعرف ماذا على السجادة فما عليك إلا رفعها وتحريكها بقوة ليتساقط كل ما عليها ثم تقوم بإعادة ترتيبها من جديد··

وهذه السياسة الجديدة بدأت تطبق في البلاد العربية·· فأصبحت التوجيهات هي السماح للبعض بطرح بعض المحرمات السياسية والقفز عليها وإخراج بعض المخبوء والحديث حوله لمعرفة ردود الفعل ورصد الانفعالات ورسم المستجدات··

كل ذلك يحدث من العديد من الناس ومن أفراد هم أقرب ما يكونون الى السلطة ولكن دورهم الحالي هو تحريك السجادة وتنظيفها··


* * *


عودة نادي الاستقلال وجمعية الثقافة الاجتماعية لأصحابهما لم يعد حديثا خجولا، بل أصبح حقا لابد أن يرجع إلى أصحابه··· وعلى وزارة الشؤون أن تكون أكثر إنصافاً مع المواطنين وأن تعيد الحق الى أصحابه·· فكما أنها تشكر على إعطاء المواطنين جمعيات جديدة فلابد أن تنصف المواطنين المسلوب حقهم·· ولعل ما يحدث من عراك وطني وشعبي في العراق ومصر خير مشجع لحكومتنا الفتية·· فهل من جواب يا وزارة الشؤون؟