نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


2020/12/05

تحدث السفير الايراني في بغداد ايرج مسجدي، عن تفاصيل زيارة قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية اللواء اسماعيل قاآني للعراق.

قبل اسبوعين نشرت بعض وسائل الاعلام الخارجيية انباء عن قيام قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية اللواء اسماعيل قاآني بزيارة الى العراق مدعية بان الهدف من الزيارة كان اللقاء مع قادة فصائل المقاومة .

ولم تكتف وسائل الاعلام هذه بهذا المقدار بل ادعت انه وخلال هذه الزيارة التي جاءت بطلب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي طلب اللواء قاآني من زعماء المقاومة بان لا يقوموا باي اجراء ضد المصالح الامريكية حتى رحيل ترامب من البيت الابيض .

بهدف الحصول على معلومات دقيقة في هذا الخصوص وتسليط الضوء على اهداف واسباب هذه الزيارة وكذلك تقييم ادعاءات وسائل الاعلام الاجنبية، اجرت قناة "العالم" مقابلة مع السفير الايراني في بغداد ايرج مسجدي .

وفيما يلي نص الحوار..

توجه قائد قوات القدس الحاج اسماعيل قاآني قبل أسبوعين إلي العراق حيث اجتمع بالمسؤولين العراقيين رفيعي المستوي. بمن اجتمع اللواء قاآني و حول ماذا دارت المباحثات بين الجانبين في العراق؟

مسجدي: تقلد اللواء قاآني بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني هذا الملف وهذه المهمة وهو يمثل الجمهورية الإسلامية رسميا في التعامل مع العراق ويقوم بتلك المهمات السابقة والاتصالات، ولم تختلف الأمور عما مضي، كما لم يحدث طارئ علي علاقات البلدين بعد استشهاد الشهيد سليماني. السيد قاآني يزور بغداد بتنسيق مع المسؤولين العراقيين ويلتقي بمختلف المسؤولين كالرئيس العراقي ورئيس الوزراء والمسؤولين السياسيين و مسؤولي الأحزاب والشخصيات المختلفة. وفي هذه الزيارة الأخيرة أيضا التقي السيد قاآني بعدد من المسؤولين العراقيين.

هل التقي أيضا رئيس الوزراء العراقي؟

مسجدي: نعم، التقي برئيس الوزراء وأيضا الرئيس العراقي وعدد من المسؤولين! بالطبع تدور مباحثاته حول تعاون البلدين ومتابعة عدد كثير من القضايا؛ يتباحثون حول القضايا السياسية والأمنية كما يتباحثون حول تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، ويتناولون بالبحث بعض الملفات الاقتصادية ويشددون عليها. بالطبع السيد قاآني لا يخوض كثيرا في الجزئيات، لكن بما أنه مسؤول عن العلاقات بين البلدين ويمثل الجمهورية الإسلامية في هذا الشأن فإنه يبحث مع المسؤولين العراقيين ما يحتاجها البلدانِ والعلاقات بينهما.

ثمة أنباء عن التقاء قاآني بقيادات المقاومة في العراق وأنه طلب منهم وقف إطلاق النار وعدم استهداف القوات الأمريكية في المدة المتبقية من ولاية ترامب. ما مدي صحة هذه المقولات؟

مسجدي: جميع المجموعات والأحزاب التي لها مؤسساتها و تكتلاتها أو مكاتبها وتمثيلياتها ولها قياداتها سواء منها المجموعات السياسية أو ما يُعرف منها بمجموعات المقاومة؛ هذه المجموعات والأحزاب لها علاقاتها الإيجابية بالجمهورية الإسلامية ولا ينكر أحد هذه الحقيقة. لكن سياسات الجمهورية الاسلامية ظلت وماتزال قائمة علي ثلاثة مواضيع وإن السيد اللواء قاآني هو أيضا يؤكد هذه القضايا والمواضيع: الأولي هي عدم تدخل ايران في شؤون هذه المجموعات. نحن لا نتدخل مطلقا في شؤون هؤلاء لكنهم يرغبون في استشارتنا ومعرفة وجهة نظر الجمهورية الاسلامية والسيد قاآني، كما هم راغبون في أن نعرف آراءهم ووجهات نظرهم. وهذا طبيعي للغاية.

القضية الثانية هي تعزيز الحكومة؛ فلا تهدف الجمهورية الاسلامية ولا مباحثات اللواء قاآني إلي إضعاف الحكومة العراقية لاسمح الله، بل علي العكس من ذلك تهدف الجمهورية الاسلامية لتعزيز حكومة العراق والتعاون معها. ويتصدر جدول أعمالنا الالتقاء برئيس الوزراء. بعبارة أخري الجمهورية الاسلامية فيما تقدم من مشاورات وما تقوم به من مباحثات إنما ترمي إلي خلق الوئام والتعاون والعلاقات الحميمة بين مختلف الأحزاب، بين الأكراد والشيعة وبين السنة والشيعة وبين الشيعة والآخرين. التشجيع علي الاتحاد والوحدة والتعاون، هذا ما نجده من مطالب داخل ايران واللواء قاآني أيضا يؤكد هذا ويشدد عليه.

خلال هذه الاستشارات هل قدمت ايران استشارات لفصائل المقاومة العراقية بشأن وقف اطلاق النار وعدم استهداف القوات الامريكية في الفترة المتبقية من ولاية ترامب ؟ وفيما يخص لقاء مصطفي الكاظمي فهل تم بذل جهود لتقريب وجهات نظر قيادات المقاومة وحكومة مصطفي الكاظمي؟

مسجدي: تيارات المقاومة في العراق مستاءة للغاية من الأمريكيين بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس وتعتبر هذا العمل الإرهابي جريمة كبري في حق الشعب العراقي وفي حق الحشد الشعبي. لهذا فهي مستاءة للغاية ومطالبها واضحة ومعينة. الأمر ليس بخفي أنه يتمثل في انسحاب القوات الامريكية من العراق. هذا هو موقف هذه التيارات والفصائل. الجمهورية الاسلامية وموقفها الرسمي الحازم الذي أعلنته مرارا وتكرارا إنما هو المطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة برمّتها. نحن لا نهدف إلي التدخل في شؤون العراق أو شؤون باقي الدول. هذه هي وجهة نظر الجمهورية الاسلامية.

إيران تعتقد أن أمن المنطقة يجب أن توفره دول المنطقة ، المنطقة التي نقولها تشمل العراق وغير العراق ، لكن ما الذي يحدث وهل ينسحب الأمريكيون أم لا ، وكيف ينسحبون ، هذه كلها تتوقف على حكومات المنطقة. نعم مواقفنا واضحة تماما ، نحن نعتبر وجود القوات الأمريكية مدعاة شرللمنطقة وسببا للتدخل في شؤونها، وسببا لانعدام الأمن فيها، ونعتبر وجود الأمريكيين ذريعة في أيدي الآخرين. هذا هو موقف ايران الرسمي والشفاف وقد أعلنته على الدوام.

فيما يتعلق بالصعيد المحلي العراقي، فإننا نوصي جميع التيارات السياسية وجماعات المقاومة والإقليم الكردي بالتكاتف مع حكومة العراق والتعاون وخدمة الشعب العراقي ، إذا كانت هناك خلافات في الرأي فيما بينهم ، فهذا أمر لا شأن لها بالجمهورية الإسلامية. دعوني أضرب مثالا ، ألا توجد خلافات في الجماعات السياسية الشيعية نفسها؟ ألا توجد خلافات في المجموعات الكردية؟ ألا توجد خلافات بين الاقليم وبغداد؟ هذه الخلافات أمر طبيعي.

إذا كان البعض يعتقد أننا نثير هذه الخلافات أو على سبيل المثال نؤكد هذه الخلافات بين مجموعات المقاومة ونعززها، فهذا غير صحيح ، فهم أنفسهم أصحاب آراء و ذوو خبرات.

جماعات المقاومة لديها الكثير من المشاكل مع الأمريكيين ، مشكلتهم تكمن في أن الأمريكيين عليهم أن يغادروا هذا البلد ، لماذا؟ لأنهم اغتالوا قائدنا أبو مهدي المهندس، لأنهم اغتالوا ضيفنا الحاج قاسم، لأن وجودهم يشكل خطرا علينا ، أحيانا تصل جماعات المقاومة رسائل ومعلومات مفادها أن الأمريكيين يرصدون أعضاء المقاومة أو يقومون بتهديدهم ما يؤدي إلي قلق هؤلاء.

البعض يتحدث عن الفترة المتبقية لتواجد ترامب في البيت الابيض ، والبعض الاخر يتحدث عن عدم تقديم ذريعة لترامب حتى لا يتصيد في الماء العكر ويستغل الظروف الامنية الراهنة في العراق .

مسجدي : ترامب هو الذي يقدم الذرائع للاخرين ، يجب على ترامب ألا يهدد احدا ويقوم باعمال استفزازية ، ان تحقق هذا الامر فمن الطبيعي الا تقوم الجمهورية الاسلامية الايرانية ولا اي جهة اخرى باي اجراءات ضد امريكا. موقفنا واضح جدا ، سواء في الوقت الراهن وفي المستقبل ، ستكون رهنا بظروف ومواقف واجراءات امريكا ، الامريكان ارتكبوا جريمة اغتيال داخل الاراضي العراقية واغتالوا الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما ، طيب بعد هذا قامت ايران بالرد ، هل الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت قد قامت بأي اجراء قبل ذلك ؟ والان ايضا لم يتغير اي شيء ، ان ارتكب الامريكان اي خطأ ضد ايران او قاموا باي اجراء ضدنا فلا شك بأننا سنرد بحزم ، ما الذي يتوقعونه ان قاموا باي عمل ضد تيارات المقاومة ، وهددوا وهاجموا زعماء وقواعد المقاومة ؟ لا شك ان المقاومة ستبدي رد فعل وتدافع عن نفسها وهذا حق طبيعي لكل شخص بأن يدافع عن نفسه .

/انتهى/