نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


د. بلقيس دنيازاد عياشي

24 يونيو 2020

وصف خبير الأوبئة الذي يقف وراء استراتيجية السويد لمكافحة فيروس كورونا -والتي اعتبرت مثيرة للجدل- عمليات الإغلاق المفروضة في بعض دول العالم، بأنها «شكل من أشكال الجنون». وقال أندرس تيجنيل، عالم الأوبئة في السويد، «إنه نصح بعدم فرض مثل هذه القيود على الحركة، بسبب الآثار الجانبية الضارة التي غالبًا ما تنطوي عليها».

وقالت تيجنيل في لقاء مع إذاعة سويدية، اليوم الأربعاء، وفق ما أوردته وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، «كان الأمر كما لو أن العالم قد جن جنونه، ونسي كل شيء ناقشناه، أصبحت القضايا كثيرة للغاية والضغوط السياسية أصبحت قوية للغاية، ثم وقفت السويد هناك لوحدها». يعترف تيجنيل بأنه أساء الحكم على الإمكانات المميتة للفيروس التاجي في مراحله المبكرة، لكنه رفض التفكير في التخلي عن استراتيجيته.

آثار مدمرة ويقول إن «تقييد الحركة إلى المدى الجذري الذي نشاهده في معظم أنحاء العالم يمكن أن يخلق مشاكل أخرى، بما في ذلك مشاكل اقتصادية وزيادة العنف المنزلي والوحدة والبطالة الجماعية». وأضاف: «بنفس الطريقة التي يكون فيها لجميع الأدوية آثار جانبية، فإن التدابير ضد الوباء لها أيضا آثار سلبية، في سلطة مثل سلطتنا، تعمل مع مجموعة واسعة من قضايا الصحة العامة، من الطبيعي أن تأخذ هذه الجوانب في الاعتبار».

وبدلاً من إغلاق المدارس والمتاجر والمطاعم، تركت السويد كل شيء مفتوحًا تقريبًا، وتم تشجيع المواطنين على مراعاة المبادئ التوجيهية للمسافة الاجتماعية، لكن الاستراتيجية تفترض أن السويديين سيغيرون سلوكهم طواعية دون الحاجة إلى قوانين.

ونصح تيجنيل أيضًا «بعدم استخدام الكمامات، بحجة أن هناك القليل من الأدلة العلمية التي تقول أن الكمامات مفيدة»، ويقول «إنه من الواضح أن إغلاق المدارس كان استجابة غير ضرورية للوباء، وهي فكرة تدعمها بالفعل دراسة فرنسية حديثة».

قلة فعالية حجة تيجنيل الأساسية هي أن فيروس كورونا لن يختفي في أي وقت قريب، مما يعني أن عمليات الإغلاق المفاجئة والشديدة ستثبت في النهاية أنها غير فعالة في معالجة التهديد على المدى الطويل، وفي الوقت نفسه، عاد الفيروس إلى الظهور في الآونة الأخيرة في عدد من الأماكن التي اعتقدت السلطات أنها سيطرت عليه، بما في ذلك بكين.

ويقول تيجنيل: «أتطلع إلى تقييم أكثر جدية لعملنا مما تم حتى الآن.. لا توجد طريقة لمعرفة كيف ينتهي هذا». هذا ووافق البرلمان السويدي على تكليف لجنة بالتحقيق في استجابة الحكومة لأزمة كورونا، ومن المقرر نشر نتائج التحقيق في أوائل عام 2022، قبل الانتخابات العامة المقبلة.

تظهر الاستطلاعات الأخيرة أن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوففين، الذي يرأس ائتلاف يسار الوسط الأقلية، شهد انخفاضًا في معدلات تأييد الناخبين وسط مخاوف بشأن سياسة مقاومة كورونا في البلاد.


للمزيد: https://alqabas.com/article/5782239