8 ديسمبر 2019

ندوة «ريكونسنس للبحوث والدراسات»: الكويت بديموقراطيتها سبقت بلداناً خليجية بأميال


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ديبورا جونز وجون ديوك وعبدالعزيز العنجري وهلال الساير

أشاد المؤسس والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية، د. جون ديوك أنتوتي، والسفيرة الأميركية السابقة لدى البلاد ديبورا جونز، بما تتمتع به الكويت من مميزات وخصوصيات في المنطقة. جاء ذلك في الندوة التي نظمها مؤخرا مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات».

وبينما قال ديوك إن الكويت بامتلاكها برلمانا حقيقيا ودستورا متماسكا وصحافة حرة سبقت بلدانا أخرى في الخليج بأميال، وصفت جونز الكويت بأنها مجتمع صغير يعرف بعضه جيدا ويتسم بالثراء والنجاح، ليس النجاح الداخلي فقط، بل ايضا في التعامل مع الدول الكبرى من الجيران عبر معرفة كيفية التحرك رغم النقاط الملتهبة المحيطة.

استهل الندوة رئيس مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات، عبدالعزيز العنجري، كمدير للحوار بسؤال إلى جونز عن قصة المذكرة السرية في 2011، التي نوقشت على نطاق واسع وسربتها ويكيليكس، بزعم أنها توقعت زوال الكويت في عام 2020.

وردت جونز بأنها قصة مشوهة من قبل بعض الأطراف، موضحة أنها في رسالتها كانت تعكس مفهوم العملية الاكتوارية من ناحية اقتصادية، فقارنت بين أرقام ومصادر الدخل والنمو الديموغرافي بالكويت، وحجم المصروفات وزيادتها سنوياً، في ظل غياب استثمارات أجنبية مباشرة إضافية، وعدم الانفتاح وتنويع الاقتصاد، وبينت أن الكويت بحلول 2020 ستفتقر إلى توافر أموال كافية للحفاظ على مستويات معيشة المواطن الكويتي الحالية، وأن الحكومة ستضطر الى سد العجز بالسحب من الاحتياطي العام.

وهذا هو الحاصل حاليا، وأتى كلامي سابقا مصدقا للواقع الحالي. تصحيح الوضع ‎وتابعت جونز «ما نسب إلي من أقاويل ليس دقيقا، وأنا سعيدة بنيلي الفرصة بعد كل هذه السنوات لشرح حقيقة القصة، فقد كان يُمنع علينا قانونيا كسفراء في ذلك الوقت، التعقيب على هذا التسريب او غيره. ويسعدني جداً القول وبعد قرب 2020 إن كثيرا من النقاط التي تحدثنا عنها أخذت بعين الاعتبار في خطة 2035 لتنمية الكويت وتبقى الآن الحاجة الماسة لتصحيح الوضع من دون اضاعة المزيد من الوقت او هدر المزيد من الفرص، فالكويت مازالت افضل بكثير من غيرها وفرص النجاح مازالت متاحة».

وعن آخر ما يتعلق بمستقبل النفط بشكل عام والوجود الاميركي في المنطقة، وتأثير ذلك في الكويت، أجابت جونز قائلة: ‎«البترول حيوي جداً ويكتسب أهميته من حركته بين البلدان، لا يهم إذا كان متجهاً للولايات المتحدة أو أوروبا أو للصين، المهم انه دائما سيجد طريقه للحركة والوصول لمستهلكه، طالما ظلت الأرض مفتوحة، وأتمنى ألا تقرر الإدارة الأميركية سد كل المنافذ أمام أحد، حتى لا يتحتم علينا مواجهة ردة فعل غير متوقعة منه، فحينما لا يجد لنفسه مهربا سيهاجمك بكل تأكيد، وهذا ما حدث في سوريا وإيران».

فرص الشباب سئلت جونز عن مخاوف الشباب بشأن إمكانية تحقق مشروع الكويت 2035، فقالت: وجود قيادة متفائلة وطموحة أمر شديد الأهمية للبلدان، وعلينا دوماً رفع معدل التفاؤل ودعم الأمل وإلا لماذا سيتبعنا أحدهم؟ ‎ثانياً هناك تطور مذهل في وسائل التواصل وانتقال المعرفة، أعتقد أن التحدي الذي يواجهنا جميعاً سواء في الكويت أو في أميركا أو أوروبا، هو قدرتنا على منح الفرصة وخلق مساحات أكبر لهؤلاء الشباب، فهم ليسوا صبورين ويريدون حل الأزمة الآن وليس غداً، الشاب هنا في الكويت سافر ورأى واطّلع واشتبك عبر الانترنت مع العالم بأسره، وبحكم هذا التراكم المعرفي أصبحت تطلعاتهم للحرية أكبر بكثير من الأجيال السابقة.

دورنا ليس اسكاتهم أو قمعهم بل الاستماع إليهم وتهيئة المناخ لهم وتوفير الفرص ليكونوا شركاء في الحوار، هذا أساس لا بد منه، يجب عدم إغفال اهمية إشراكهم في بناء مستقبلهم. ترامب وأوباما ‎وحول سياسات الإدارة الأميركية الجديدة قالت: اعتقد ان هناك شيئا مشتركا بين إدارة أوباما وترامب، وهو أن كليهما يدرك جيداً خطورة التورط في حروب خارجية لما لها من تأثير سلبي في مجتمعنا وسلامته النفسية. وأنا أرى أن من العبث قطع الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة كبيرة كإيران.

وأعتقد أن سياسية ترامب الحالية هي (دعهم يسوون امورهم مع بعضهم بأنفسهم) وسنتعامل نحن مع النتائج لاحقا. «فالفرق بين أوباما وترامب في جزئية رفض التورط في حروب خارجية هو في كيفية العرض، أحدهما يعرضها بشكل مثالي والآخر بشكل ربما أيديولوجي». عزل ترامب وسئلت جونز عن حجم رد فعل الشارع الأميركي ونوعه من قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس فقالت «نسبة كبيرة من الأميركان غير متابعين لما يحدث بالشرق الأوسط، خصوصا أن الوضع هناك شبه مجمد لسنوات ومن دون اي تغيير يُذكَر، وأصبح هاجس المواطن الاميركي مشكلات بلده وأثرها في معيشته ومستقبله ولا اثر حقيقيا أستطيع نقله حول قرار ترامب.

واستدركت بقولها «هناك شق ديني من مؤيدي الرئيس ليسوا بقلّة، يؤمنون بان عودة القدس كعاصمة لإسرائيل خطوة دينية مهمة لهم، والشعب الاميركي شديد التدين والعوامل والمؤثرات الدينية تلعب دورا مهما في تفكيره، ومع كل ذلك فإن هذا القرار لم يغير كثيرا من حقائق الواقع». وحول إمكانية عزل الرئيس ترامب، قالت جونز «ما سأقوله رأيي الشخصي ولا ينسحب على الإدارة الأميركية أو أي حزب سياسي، فالقطاع الأكبر من الاميركان يرى أن الوسيلة الأفضل لعزل رئيس عبر الصندوق الانتخابي كآلية ديموقراطية، اضف الى ذلك ان الاقتصاد الاميركي يتحسن بشكل ملحوظ، وتاريخيا حينما يتحسن الاقتصاد تزداد فرص فوز الرئيس بفترة ولاية ثانية».

‎صباح الخالد نظيف وأنصحه بالشفافية مع الشعب ردا على سؤال، نصحت السفيرة جونز، رئيس الحكومة الجديد سمو الشيخ صباح الخالد بالشفافية، وقالت: نصيحتي الاولى والاهم له هي «الصدق والوضوح مع الشعب» فالكويتيون يحترمون ذلك، ولا بد من شرح كل الامور للشعب، خصوصا اننا نتحدث عن شعب واع وذكي. وأضافت: انا اعلم بنظافة يده وحرصه واتوقع مزيدا من الخير على يديه للكويت، فلا يمكن أن نحكم عليه من دون اتاحة الفرصة المناسبة له، واعتقد انه كرئيس جديد للحكومة لديه فرصة كبيرة للنجاح بناء على خبراته ودرايته بالتركيبة الكويتية. مجتمع يتميز بالتواصل وصفت السفيرة جونز المجتمع الكويتي بأنه ذكي ومتماسك وقادر على التواصل بعضه مع بعض، والحديث معاً ومشاركة الأفكار فالتواصل ميزة عظيمة تمتلكونها.


للمزيد: https://alqabas.com/article/5732657