نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


عبداللطيف الدعيج

الإيرانيـون الطف شعوب العالم

انتوني بوردين ، صحفي أمريكي عمل مع قناة السي أن أن. كان لديه برنامج يتناول أوضاع وحياة شعوب العالم ويتعرف على ثقافتها ومطابخها أو أكلاتها وطريقة معيشتها . بسبب هذا البرنامج ، زار السيد بوردين كثيرا من بلدان العالم . وبحكم طبيعة البرنامج فقد دخل الى بيوت مضيفيه وتعرف على أسلوب معيشتهم وتذوق أكلهم وهذا كان الغالب على طبيعة البرنامج .

حسب رأي السيد بوردين فإن ألطف شعب وأكثر الناس وداً .. وهذه صدمة أرجوا أن يتحملها البعض ، هو الشعب الإيراني . الطف وأرق شعوب العالم وفقا لشهادته . طبعا هذا رأي فرد ، لا أحد ملزم بالإيمان به ولا حتى بالرجوع إليه . لكن يبقى أن السيد بوردين وبحيادية طبعا اكتشف أن الإيرانيين شعب ودود ومسالم بغض النظر عن الخلافات السياسية العميقة بين حكومته الأمريكية وبين القادة الإيرانيين .
في العالم القديم ، ما بين النهرين ، قامت أولى الأمبراطوريات والحضارات العالمية .

بالطبع كانوا حسب الإدعاء عربا . البابليون والآشوريون والعموريون والعبيد – في الكويت - ، هؤلاء الذين حضَروا العالم، استخدموا سياسة صارمة في التعامل مع الشعوب التي يحتلونها . فقد كانوا يعملون على تهجير وتغيير مواقع سكن كل من يقع تحت سيطرتهم من البشر . وقصة السبي البابلي معروف ، حيث نقل البابلي نبوخذ نصر الكثير من اليهود من سكان فلسطين إلى بابل حيث أجبروا على البقاء فيها عقودا من السنين. ويزعم بعض التاريخيين إن الكتاب المقدس أو التوراة تمت كتابتها في تلك الفترة في بابل .

لم يكتف حكام بلاد ما بين النهرين بتهجير الخاضعين لهم بل هم منعوا العبادة والتدين بغير ما يعتقدون هم به . أي ممنوع على الشعوب الأخرى أن تعبد آلهتها وأربابها .

بعدها هيمنت الإمبراطورية الفارسية بقيادش كورش أو كسرى كما في العربية على المنطقة . فكان أن بدأ "التسامح" . فلم يهجر أحد من موطنه . بل أعيد اليهود الى فلسطين وتم رفع الحظر عن العبادات ، وأصبح الإنسان تحت حكم الفرس الزرادشت حرا في عبادة من يشاء والواقع أن "الزرادشتية" التي أصلها فارسي والتي تأثر بها كاتبوا ما يسمى بالكتب السماوية كانت تتسامح مع بقية الأديان وتبيح لـ " الآخر" حرية المعتقد . لكن بالطبع الأديان الإبراهيمية قضت على ذلك فيما بعد .

القصد هنا ، إن إصرار البعض على التخوف من الإيرانيين وإظهار الشعب الإيراني أو الفارسي على أنه شعب حقود وهمجي وخطر على المنطقة لا يتوافق لا مع الواقع ولا مع التجارب والخبرات التاريخية ولا مع شهادة السيد بوردين إن كان لشهادته قيمة.

الفرس أو الإيرانيون بشر مثل غيرهم. وأستطيع أن أقول بأنهم على الأقل أرق وأكثر مدنية من أغلب العرب والتاريخ أثبت ذلك . فرجاء كفوا أيها المتنمرون وأيها المصابون بعقدة النقص من إطلاق الترهات والمزاعم وتقبلوا إخوانكم في الإنسانية مهما كانت أعارقهم وأجناسهم

بمناسبة كورونا والهجمة السخيفة التي أشعلها البعض ضد الإيرانيين بوصفهم المتسببون بها أو بوصولها الى الكويت . نذكر السادة بفايروس كورونا أو Middle East respiratory syndrome

وهو فايروس أصاب العالم منذ قريب جدا 2012 . وموطنه لم يكن الصين أو إيران بل بلاد الحرمين الشريف وناقله كما يعتقد العلماء هو الحيوان المقدس عند العرب والمسلمين الجمل " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت " . وللعلم فإن الفايروس لا يزال نشطا .

وآخر تقارير منظمة الصحة العالمية وحكومة المملكة تشير الى أنه أصيب به 19 شخصا في سنة 2019 . يعني بالعربي الفايروس وكورونا بالتحديد يصيب سكان مكة كما يصيب سكان قم .



https://duaijkw.blogspot.com/2020/03/blog-post_7.html