نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


فبراير ٢٥, ٢٠٢٠

حالة تخبط شديدة تعيشها السعودية في ظل عاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، تكشفها التعديلات الحكومية التي لم تشهد لها المملكة مثيل منذ نشأتها قبل 88 سنة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ حالة تخبط شديدة تعيشها السعودية في ظل عاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، تكشفها التعديلات الحكومية التي لم تشهد لها المملكة مثيل منذ نشأتها قبل 88 سنة.

ويرى مراقبون أن حالة التخبط تلك سببها العدوان العسكري على اليمن، فبعد مضي 5 سنوات على إعلان السعودية عدوانها الغاشم على اليمن في إطار ما يسمى بتحالف عربي بقيادتها، وتسنده كل قوى الشر العالمي، إلا أنها لم تحقق شيئاً يذكر، بل على العكس فقد غرقت في رمال اليمن الموحلة، وتفاجئت بصمود اسطوري تحول مع الأيام والشهور من دفاعي إلى هجومي مثير للدهشة، فراح الملك ونجله إلى إلهاء الشارع السعودي وحتى العربي من خلال إجراء تعديلات حكومية بصورة مستمرة ومثيرة للسخرية.

ومن المؤكد إن التغييرات التي أعلنت اليوم بمرسوم ملكي، كان الهدف منها صرف الأنظار عن الضربات الموجعة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، وكشفت عنها يوم الجمعة الفائتة.

ولا تزال قرارات ملك المملكة العربية سلمان بن عبد العزيز في التغييرات الوزارية والإعفاءات من المناصب سارية ومستمرة، فمنذ وصوله إلى سدة حكم المملكة في يناير من العام 2015 بدأ عهده بسلسلة قرارات وتعيينات في أهم مناصب الدولة.

وبحسب محللين سياسيين فإن إجراءات التغيير تم وصفها بالانقلاب على عهد سلفه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

تغييرات الملك سلمان لعبت دورًا مهمًا في تسهيل طريق نجله ولي العهد محمد للوصول إلى السلطة فيما بعد، خاصة وقد منحه صلاحيات كبيرة، بدء من وزير دفاع للمملكة إلى ولي لولي العهد الامير مقرن بن عبد العزيز، ثم وليًا للعهد بشكل رسمي.

لم تقف تغيرات الملك سلمان عند حد أو وقت معين، فمع مرور كل عام تشهد السعودية تغييرات كبيرة ومفاجئة، خاصة بعد قيام السعودية بتشكيل تحالف شنت من خلاله عدواناً على اليمن، حيث أصبحت التغييرات الوزارية والقرارات الملكية أبرز صفات حكم الملك سلمان.

فبراير من العام 2018، شهدت السعودية تغييرات متسارعة في الشأن العسكري، استهدفت قطاعات في القوات المسلحة وشملت مواقع عسكرية مهمة وتم إعفاء مسؤولين من مهامهم واستبدالهم بمسؤولين من جيل الشباب في العائلة المالكة.

وكان من بين من أزيحوا من مناصبهم رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبد الرحمن بن صالح البنيان الذي أحيل إلى التقاعد وعين بدلا منه الفريق فياض بن حامد الرويلي. كما أقيل قائد قوات الدفاع الجوي، محمد بن سحيم، وعين الفريق ركن مزيد العمرو بدلاً عنه، وأعفي الفريق ركن فهد بن تركي آل سعود من منصبه قائداً للقوات البرية، وجرى تعيين الفريق الركن فهد المطير بدلا عنه.

كما عين الفريق الركن مطلق سالم نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، والفريق الركن تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود قائداً للقوات الجوية والفريق ركن جارالله العلوي قائداً لقوة الصواريخ الاستراتيجية.

رأس السنة تغييرات شاملة

وشهد ديسمبر من العام 2018م، تغييرات كبيرة حملها رأس السنة شملت إعادة تشكيل مجلس الوزراء الذي يتولى رئاسته الملك سلمان، وإعادة تشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان، بالإضافة إلى تغيير في منصب وزير الخارجية بتعيين إبراهيم العساف بدلًا من عادل الجبير، الذي تم تعيينه وزير دولة للشؤون الخارجية. وكان العساف وزيرا للمالية.

العدوان على اليمن.. فشل عسكري سعودي

مع ولوج العام الجاري 2020 عاد العاهل السعودي الملك سلمان لإصدار قرارات جديدة، تضمنت تغيير عدد من الوزراء والمناصب ودمج بعض الوزارة وإعادة تسميتها.

تأتي هذه التغييرات في ظل استمرار الحرب على اليمن، وفشل السعودية في تحقيق أي انتصارات عسكرية على الأرض، واقترابها من ولوج عام سادس دون نتائج فعلية على أرض الواقع، في الوقت الذي قلب فيه الجيش واللجان الشعبية موازين المعركة وتحولوا من نمط الدفاع إلى الهجوم وتكبيد التحالف السعودي خسائر في الأرواح والمنشآت الرئيسية التي تُمثل عمود اقتصاد المملكة كقصف شركة أرامكو النفطية ومدينة ينبع الصناعية ومطارات أبها وجيزان .

التغييرات المتسارعة والمتواصلة من قبل النظام السعودي، تهدف إلى إشغال الشعب السعودي ودول الجوار عن تلك الخسائر وتعرض الاقتصاد السعودي لضربات مؤثرة، حيث باتت قرارات الملك سلمان أمر روتيني ومتكرر خلال العام الواحد، وهو ما يؤكد اهتزاز العرش السعودي الذي لم يشهد جملة من هذه القرارات قبل العام 2015 وبالتحديد قبل شن الحرب على اليمن بدون مبرر.

أبرز قرارات سلمان 2020

هذا وشملت قرارات العاهل السعودي أوامر بتعيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح وزيرًا للاستثمار، وأحمد بن عقيل الخطيب وزيرًا للسياحة، وتكليف ماجد بن عبد الله وزير الإسكان بعمل وزير الشؤون البلدية والقروية بالإضافة إلى عمله.

وكذلك أمر الملك سلمان بأن يعين الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل آل سعود وزيرًا للرياضة، وإعفاء تركي الشبانه من منصب وزير الإعلام وتكليف ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة بالقيام بعمل وزير الإعلام بالإضافة إلى عمله، وكذا إعفاء سليمان بن عبد الله الحمدان من منصب وزير الخدمة المدنية.

كما أمر الملك بأن تحوّل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة باسم “وزارة السياحة"، وكذلك أن تحول الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة باسم “وزارة الرياضة”، وتحويل الهيئة العامة للاستثمار إلى وزارة باسم “وزارة الاستثمار”.

وأمر الملك بأن تضم وزارة الخدمة المدنية إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ويعدل اسمها لتكون وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

ومن بين أوامر الملك سلمان تعيين منير بن محمود بن إبراهيم الدسوقي مساعدًا لوزير الاتصالات وتقنية المعلومات بالمرتبة الممتازة، وتعيين محمد بن عبدالله بن صالح العميل نائبًا للأمين العام لـمجلس الوزراء .