نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


"الأخ الأكبر" هي الشخصية الخيالية في رواية جوج أورويل (1984) تلك الشخصية الدكتاتورية الغامضة التي تدير دولة مفترضة "أوقيانيا" والتي تجعل المجتمع في حالة حرب وتعبئة دائمة، يحاول جعل المجتمع فاسداً يلغي منه العقل، ويجرد منه انسانيته وحقوقه، عبر الخوف والقهر والتعذيب والسجون السرية.

وفي فصول الرواية يشار إلى "حكم الطغاة" بسلب حرية الإنسان وتفضح خصوصياته ويصبح محاصراً في أدق تفاصيل حياته عبر وسائل الرصد والمراقبة حتى داخل البيوت.

في الكويت ومنظومة مجلس التآمر التي تتجه إلى كونها دول بوليسية يعتقد السكان أنهم يعيشون تحت حجم مراقبة وتجسس كبيرين، بما يمكن أن يُعتبر سجناً كبيراً.

ويتعرض فيه الذين يعبرون عن آرائهم إلى الإخفاء القسري والتعذيب ثم مسرحيات من المحاكمات السياسية.

وعادة ما تشير وسائل الإعلام والحسابات الرسمية للمحاكم والنيابات على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن "الأخ الأكبر" يراقبك وأن القوانين سيئة السمعة قد تودي بك إلى السجن وربما الإعدام.

والأخ الأكبر ( الذي يشير إليه أورويل في روايته) لا يعني أنه شخص بل قد يعني أنه منظومة وجهاز أمني يتحكم بمؤسسات الدولة ويسيرها لصالحه، مطلقاً على "الدعاية والكذب وتزييف الحقائق والوقائع" وزارة الحقيقة. وعلى القمع وتكميم الأفواه وزارة السعادة. وعلى حظر حرية الرأي والتعبير ورفض الحوار وزارة التسامح.

وسياسة جهاز الأمن في بلدنا تشبه سياسة "الأخ الأكبر"، عبر أنظمة المراقبة والتجسس والقوانين القمعية، والجواسيس في المدارس والمعاهد والهيئات الحكومية والخاصة، ومطاردة واعتقال من يتحدثون في السياسة واعتقالهم حتى لو كانوا مقيمين يعبرون عن آرائهم في أحوال بلدانهم لا تتوافق مع سياسة "الأخ الأكبر".

حيث لا يصبح "لا شيء ملكك سوى سنتيمترات مكعبة قليلة داخل جمجمتك" قد يحكم عليك بالإعدام إذا كتبت على ورقه وعِلم بها "الأخ الأكبر" حسب ما قال "ونستون سميث" الشخصية المحورية في الرواية.

وسط كل هذا القمع و"الرعب" يوجد مناضلون يطالبون بإصلاح الوضع كضوء بسيط في نفق مظلم.

اضطروا إما للفرار أو أمسكت بهم السلطات ووضعتهم في السجون أو توفوا بالتعذيب والانتهاكات.

وفوق كل ذلك استمر الإعلام ومؤسسات الدولة الأخرى بالعمل لصالح "الأخ الأكبر" في تشويه صورتهم واستهداف عائلاتهم وذويهم والمقربين منهم، فكل ما يقوله الإعلام ليس حقيقياً بل يخدم بقاء جهاز الأمن وسلطته القمعية.

وفي كل نهاية لمثل هذه الكيانات والأنظمة ينتهي استبداد "الأخ الأكبر" ويبقي الشعب وينتهي الظلم والاضطهاد.