الزوجة العظيمة عندما تحتضر!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الخميس 2020/1/16المصدر : الأنباء


بقلم : د .عبدالهادي الصالح


مبهر لقيادات نسائية تجاوزت هم الذات إلى هموم الأمة لتسجل موقفا صامتا ولكن دلالته عظيمة.

في التاريخ ان سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام عندما دنت منيتها - بعد فترة زمنية قصيرة من وفاة أبيها صلى الله عليه وآله - طلبت زوجها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لتوصيه بأشياء في قلبها المكلوم، فجلس عند رأسها، وأخرج من كان في البيت ثم قالت: «يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني»؟ فقال علي عليه السلام: «معاذ الله أنت أعلم بالله، وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لابد منه، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله...».

ثم بكيا جميعا ساعة، وأخذ الإمام رأسها وضمها إلى صدره ثم قال: «أوصني بما شئت فإنك تجديني وفيا أمضي كلما أمرتني...» فقالت عليها السلام: «جزاك الله عني خير الجزاء، يا بن عم أوصيك أولا: أن تتزوج بعدي، فإن الرجال لابد لهم من النساء» ثم أوصته عليها السلام بألا يشهد أحد تشييع جنازتها إلا القلة من الصحابة المعدودين رضوان الله عليهم، وتأكيدا لذلك أوصت أن يكون دفنها ليلا «.. إذا هدأت العيون ونامت الأبصار». ولذلك لا يعرف لحتى الآن على وجه العلم واليقين أين قبرها، رغم الإجماع على أنها سيدة نساء العالمين بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله.

وهذه إشارة لسخطها، وحزنها وغضبها لما جرى في الأمة بعد وفاة أبيها، من فتنة مؤسفة، ما زلنا نعاني منها حتى الآن!

(ذكرى استشهاد مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام).


a.alsalleh@yahoo.com

https://www.alanba.com.kw/kottab/abd...A%D8%B6%D8%B1/