الجمعة 2019/8/9 المصدر : الأنباء

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

بقلم : سامي الخرافي

يخبرني صديق قبل عشر سنوات عن حادثة غريبة حصلت له سيظل يذكرها طوال حياته حيث يقول: اتصل مسؤولي المباشر في العمل وقال لي: تم ترشيحك إلى بعثة خارج الكويت لمدة سنتين؟ فقلت له: معقولة؟! أخاف تصورون الكاميرا الخفية، ويمكن «تشابه» أسماء نفس ما يحصل في جوازات المطار وأكيد «غلطانين» لأن ماعندي واسطة كبيرة واسمي الأخير مافيه «ال» وكله «بدليات»!! فقال لي: إذا عندك «شك» راجع مدير الإدارة.

ولأنني «خواف» ومدير إدارتنا «يخرع» لأنه الابتسامة محرمة عليه «دوليا» وكله معصب ويشبه الممثل «أبو كلبشه» رجل الشرطة في المسلسل السوري صح النوم، عندها قرأت الآية قبل دخولي للمدير (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)، فكان في استقبالي مدير مكتبه الذي هو أسوأ من المدير «نفسه» وشايف نفسه ويكلمك بتعال وفوقيه! فقلت له: هل المدير «فاضي»؟ فأجابني باستهزاء: عنده اجتماع لمدة ساعة علما بأنني اسمع أصوات الضحك تتعالى داخل غرفته!

فرجعت بعد ساعة واستطعت الدخول إلى حضرة المدير وعندها قال: احمد ربك إني رشحتك لهذه الدورة بدون واسطة، وبدأ يذلني بهذه البعثة وكأنها منحة من حسابه «الشخصي».. ويضيف صاحبنا: أقمت عزيمة كبيرة للموظفين في إدارتي بمناسبة تلك البعثة وكلفني ذلك مبلغا كبيرا، ومن هول فرحتي وسعادتي عزمت إدارات أخرى للمشاركة بهذه المناسبة ولو يحصل لي أعزم المراجعين وحتى الوزير والوكيل... حتى يشعروا بأن الواسطة مرفوضة في وزارتنا والكفاءة هي المعيار الرئيسي للاختيار، وقبل سفري بأسبوع جاءني اتصال من مسؤولي المباشر يقول بأنه تم إلغاء «بعثتي» لأسباب غير معروفة! وتبين لي أن السبب غيرالمعروف هو «الواسطة» من قبل عضو مجلس أمة، حيث تدخل لدى الوزير آنذاك وتم ترشيح «ولدهم» المعين قبل سنة على حساب صاحب الخبرة الطويلة.

كنت في وضع «محرج» بسبب الخسائر اللي دفعتها والهدايا القيمة التي حصلت عليها من زملائي والعار اللي أصابني أمام أسرتي وأصدقائي ووكالات الأنباء.. لقد ضاع «حلمي» بسبب تفضيل واسطة عضو مجلس أمة على حساب الكفاءة والخبرة وكنت أقول في قرارة نفسي: «معقولة» اروح بعثة من دون واسطة؟!

samy_elkorafy@hotmail.com


https://www.alanba.com.kw/kottab/sam...8%D9%84%D8%A9/