الأربعاء 2019/5/8 المصدر : الأنباء

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نبيلة العنجري

إعداد: رباب الجوهري

زاوية رمضانية تعدها «الأنباء» مع مسؤولي الشركات وأصحاب القرار بالاقتصاد الكويتي يتحدثون فيها عن تجاربهم الخاصة بعالم الاقتصاد، ويشاركون القراء العبر والدروس منها

أعتبر أزمة المناخ التي مرت بها الكويت في عام 1982 من أكثر الأزمات التي أثرت في مسيرة حياتي الاجتماعية أنا والكثير من الأسر الكويتية في ذلك الوقت، حيث كنت حينها حديثة التخرج ولا أعمل في المجال الاقتصادي أو أي مجال آخر ولكنني كنت زوجة.

هذه الأزمة القوية أثرت علينا لسنوات عدة سواء على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي، وأرى أنها إن دلت على شيء فإنما تدل على هشاشة الأسواق في ذلك الوقت، لاسيما أن غالبية الناس كانت تدخل أسواق الأسهم دون دراسة مسبقة ومن دون وعي وثقافة بأبعاد الاستثمار في هذا المجال، حتى الدولة حينها لم يكن لها دور فعال في حل الأزمة التي أصبحت بعد كل هذه السنوات مثالا تضرب به الأمثال.

ورغم مرور السنوات إلا أن أزمة المناخ تظل الأشد وطأة على الناس، وأتمنى أن توضع تلك الأزمات في الاعتبار ويتعظ الجميع منها، ولكن للأسف أرى أن لا حياة لمن تنادي، الجميع لا يتعظ، فبعد 10 سنوات يأتي جيل جديد لا يتعلم من دروس الأمس.

مررت في حياتي بالعديد من التجارب الفاشلة وشرعت في تأسيس الكثير من المشاريع غير الناجحة رغم أنني كنت في بداية حياتي العملية أعمل موظفة ولكن أحرص على تجميع المال لكي أدخل به في مشاريع أيا كان نوعها، ولكن للأسف كلها فشلت.

فعلى سبيل المثال قمت بشراء محل لبيع الاكسسوارات والأدوات المنزلية الفاخرة من إيطاليا والمشروع لم يستمر عاما وذلك لعدة أسباب، وأحد تلك الأسباب هو عدم وجود دراسة كافية لتلك المشاريع، بالرغم من أن كل المقومات كانت متوافرة، علاوة على عدم التفرغ للعمل بسبب الأعباء الأسرية وعدم الانتظار لفترة طويلة وعدم وضع المنافسة في الاعتبار، لذلك خسرت المحل والمبالغ وقمنا بتوزيع البضاعة الموجودة في المخازن لفترة طويلة وتخلصنا منها رغم فخامتها التي كانت ستحقق مبيعات لولا عدم وضوح الرؤية.

ولهذا، أرى أنني لو قمت بهذه التجربة في وقت آخر لكانت حققت نجاحا، ولكنني حينها لم يكن لدي من أستشيره في الأمور التجارية.

لا شك أن تلك التجارب أفادتني لاسيما أن الكثير من العناصر النسائية في الكويت مررن بتجارب مشابهة في ذلك الوقت لاسيما في ظل وجود ملاءة مالية وانتشار المولات، ولكن للأسف المجتمع حينها لم يكن يسمح للمرأة بإدارة المحلات لفترات طويلة علاوة على ظروف الأسرة والبيت والأولاد والسفر والحياة المختلفة التي كنت أعيشها في تلك الفترة.

كما هو معروف أن التجارة ربح وخسارة، لكن من يخاف من العمل التجاري لن يصبح تاجرا، ولا شك أن التجارة مخاطرة ولكن قبل الدخول في المخاطرة يجب دراسة الخطوة جيدا.

وأعتقد أننا كمجتمع يحمل في جيناته خام التجارة كان يجب أن تدرَّس تلك المهنة في المرحلة الثانوية، بينما حسب معلوماتي بعض التخصصات التجارية التي تدرّس في المدارس ليست بالقدر الذي يمكن الشخص من أن يكون إنسانا ناجحا فيها.

إذا نظرنا الى واقع صناعة المطاعم في الكويت، نجد أن المنافسة قوية جدا بسبب كثرة عدد المطاعم التي اعتقد أن هناك الكثير منها سيغلق قريبا جدا، لعدة أسباب منها حجم المصاريف وشراء معدات فاخرة من دون عمل دراسة.

هناك إغراق للبلاد بالمطاعم والملاحظ أن العديد من أصحابها يستعينون بأمهر الشيفات وأحدث الأدوات، لكنهم يغلقون بعد فترة بسيطة وسط تدني المستوى وإهمال ملاكها في إدارتها شخصيا والاعتماد على الموظفين، وعلى هذا المنوال نقيس كل المجالات الأخرى.

نصحية أوجهها للشباب: ان اي عمل ستقوم به ليس لمجرد التقليد لأخي او أختي او ربعي، بل المشروع يجب ان يبدأ خطوة خطوة والمال المستثمر يجب الا يتعدى حدود الطاقة وان تكون هناك خطوات ثابتة لرفع رأس المال تدريجيا تجنبا للخسارة، لأننا لا نعرف ما الظروف، ثانيا يجب البحث عن المجال المتخصص الذي يتعلق بك وتحبه لأن التجربة المكررة والمنقولة قد لا تعرف أسرارها، فتجارة الملابس والاكسسوارات والمطاعم وغيرها إذا لم تكن انت صاحب المشروع فلن تنجح، وهناك اكبر الشركات بدأت من البيت، ولكن مع الأسف هناك من يبدأ عملا لمجرد التباهي فتجده ينتقي أغلى الأماكن وأفخر الأدوات دون أن تكون لديه دراية بالسوق ويبدأ ثم يتكبد الخسائر تلو الخسائر.

النصحية الأخرى يجب أن تدير عملك التجاري بنفسك مهما كانت مهارة المدير المسؤول أو العاملين فيه، لاسيما أنك بعد فترة يمكن أن تكون السبب في إغلاق المحل، لا تتكاسل في متابعة عملك الخاص ولا توكل بيزنسك لأحد.



نبيلة العنجري الوكيل المساعد لشؤون السياحة في وزارة الاعلام سابقاً

https://www.alanba.com.kw/ar/economy...AC%D8%B1%D9%8A