يقوم معتقد أخناتون على الأيمان بإله واحد للبشرية جمعاء، وهو طاقة صافية لا تتخذ شكلا ما، ولكنها تتبدى في الظواهر بقرص الشمس الذي يعطي الحياة والحركة للجميع. ومن هنا فإن الشعوب والأمم جميعا تتساوى امام آتون. يقول أخناتون في إحدى ترتيلتيه، (في جميع الأصقاع، في سورية والحبشة وارض مصر، أعطيت لكل مكانه) .. وهذه أول مرة تذكر فيها البلدان الأجنبية قبل مصر في النصوص الفرعونية، الأمر الذي يشير إلى غياب الأفكار التعصبية للأمة من معتقد أخاتون، والدعوة صراحة إلى أخوة البشر، وذلك لأول مرة في التاريخ..)).. انتهى نص فراس السواح.

لم تعجب ديانة إخاتون كهنة الديانة الفرعونية القديمة، فقاموا بالتمرد عليه، ومقاومته، حتى أضطروه إلى التنحي، في نهاية الأمر. وما أن مات، بعد سنوات من عزله، حتى قاموا بمحو كل آثاره، وهكذا ضاعت، أو كادت أن تضيع، ديانة أخاتون في شعاب التاريخ، إلى أن تم التعرف عليها مؤخرا، نتيجة للكشوفات الأثرية الحديثة. فالصراع الذي دار بين كهنة آمون وأخناتون يحتاج إلى مقاربات تحليلة. فقد كان ذلك الصراع جزءا من عملية انتقال مركز الأسطورة، وقوة تأثيرها، من الديانة المصرية القديمة، إلى الفضاء المعرفي للديانات الكتابية. والديانات الكتابية، بدأ باليهودية، لم تقض على الأسطورة، وإنما وضعتها في إطار جديد، ووظفتها توظيفا جديدا.