نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نجيب الوقيان: أهم قضية ترافعت فيها.. محاولة اغتيال بوش في الكويت


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نيفين معرفي: موكلتي تنازلت عن كل حقوقها الزوجية مقابل الاحتفاظ بكلبها


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


هند العنزي: جاءني يريد رفع قضية على الحكومة ليحصل على نصيبه من النفط


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


إبراهيم الأثري: رفضت الترافع عن متهمين لاشمئزازي من وحشية جريمتهما


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مديحة العماني: اتهمها موظف سابق في محلها زوراً بخطفه وضربه.. فكادت تعدم


ليلاس سويدان


في أروقة المحاكم وأوراق قضايا المحامين قصص وحكايات، بعضها يمر كغيره وينسى وبعضها الآخر يظل في الذاكرة والبال، ربما لغرابته أو طرافته، أو ربما لأن تفاصيله وأحداثه كانت غير عادية ومؤثرة عاطفيا أو إنسانيا. كل يوم قصة وقضية جديدة تمر على المحامي، فما القضية التي بقيت في باله؟

المحامي نجيب الوقيان الذي ترافع في أكثر من 3600 قضية جنائية يؤكد أن قضية محاولة اغتيال الرئيس الأميركي جورج بوش في الكويت هي القضية التي لا تنسى بسبب أهميتها واسم المجني عليه:

- هذه القضية أثرت بي كثيرا ولا تزال في ذاكرتي حتى الآن لما بها من أحداث ولكونها أخذت زخما إعلاميا كبيرا جدا لكون المجني عليه هو الرئيس السابق جورج بوش.

هذه القضية الاستثنائية كانت مرافعاتها تبدأ من التاسعة صباحا وتمتد إلى التاسعة ليلا. والمتهمون فيها هم عراقيون وكويتيون قالوا انهم كانوا يأوون العراقيين، ولم يكونوا يعرفون أنهم يحملون متفجرات وأحزمة ناسفة، وأن الغرض من العلاقة بهم كان شراء الخمور.

التحقيق في هذه القضية كان يتم على مستوى كبير جدا ومتقدم سواء من الطرف الكويتي أو الأميركي وإجراءات المحاكمة كان بها الكثير من الاحترافية. في المحكمة الدرجة الأولى كان القاضي شديدا جدا وحكم على جميع المتهمين بالإعدام، لكنهم أخذوا فيما بعد حكما بالبراءة من محكمة التمييز بسبب خطأ إجرائي من المحكمة أثرته أنا في ورقة واحدة وهو استجواب كل متهم على حدة. قبل هذه المحاكمة لم يكن في محكمة أمن الدولة تمييز واستئناف وكانت درجة واحدة، لكن صدر قانون يجيز التمييز فكانت أول قضية تعرض أمام محاكم التمييز بأمن الدولة.

القضية جرت متابعتها إعلاميا بشكل كبير، وأذكر أنه كان يجلس في الصفوف الخلفية في قاعة المحاكمة مراسلو «سي. إن. إن» و«بي. بي. سي» المحطتين اللتين كانتا تنقلان أحداث المحاكمة على الهواء مباشرة، وهذا يبين عدالة القضاء في الكويت الذي لم يهتم بحجم التركيز الإعلامي على القضية ولا باسم المجني عليه أو رئيس الولايات المتحدة.

وقد ضمنت هذه القضية كتاب «أشهر الجرائم السياسية في الكويت»، وطلبت مني مؤسسة نشر أميركية تأليف كتاب عن هذه القضية فقط. وبعد صدور الحكم وجهت إليّ صحيفة الواشنطن بوست دعوة لإلقاء محاضرة عن القضية في واشنطن.

الشيء الأخير الذي يبقى ببالي وأنا أتذكر هذه القضية هو ميلاد ابني فارس وقت تدوالها، وهو الآن يدرس القانون في الولايات المتحدة.

عقد عرفي

بعض القضايا لا ينساها المحامي لشدة سذاجة الموكل، أو لكبر المأساة الانسانية التي لن يستطيع القانون إيجاد حل لها ومنها قضية تحدثت عنها المحامية نيفين معرفي:

- تزوجت امرأة بعقد عرفي وعاشت مع زوجها ست سنوات وهي تجهل ان هذا العقد غير قانوني. ولما حملت هرب الزوج وتخلى عنها، فاخذت تبحث عنه كثيرا لكنها لم تجده.

أثار استغرابي ارتباطها برجل لا تعرف بياناته ولا محل سكن أهله ولا أي شيء عنه. وبعد أن يئست من البحث، ذهبت الى الخارج ووضعت طفلها الذي لن تستطيع إدخاله إلى الكويت لأنه بلا شهادة ميلاد ولا جواز سفر، والولد يكبر ولا حل للموضوع.

موكلتي والكلب

قضية أخرى تذكرتها نيفين معرفي لطرافتها ولما أخذ من أولوية في طلبات موكلتها وهي تنفصل عن زوجها:

- كانت أوروبية متزوجة من عربي، وعندما اختلفت معه وأرادت الانفصال عنه تخلت عن كل شيء وتركت ذهبها وحتى ملابسها وطالبت فقط بأن تأخذ كلبها.

واستغل الزوج حبها الشديد للكلب وساومها على كل شيء، وقال لها ان الكلب يتعذب ومحبوس في قفص في أحد المناطق النائية. فذهبنا أنا وهي الى المخفر لعمل إثبات حالة للكلب، فرفض المخفر عمل الإثبات، وضحك العاملون فيه لأن كل الناس يفكرون بأولادهم أو أموالهم وقت الطلاق لا الكلب.

وبقيت أدور وأبحث مع موكلتي أسبوعين عن زوجها إلى أن وجدناه بالصدفة في مكان يتردد عليه، وتحدثنا معه عن رد الكلب مقابل رد المهر والهدايا وكل شيء. كانت موكلتي متعلقة بالكلب جدا وأرتني صوره، وحكت عن جماله وحنانه ووداعته كأنها تحكي عن ابن لها وبتأثر شديد، لدرجة أنني بكيت!

أول القضايا

أحيانا تكون القضايا الأولى التي يتعامل معها المحامي هي التي تبقى بذاكرته بعد أن تمر السنوات ويتعامل مع قضايا كثيرة وتصبح كلها متشابهة.

المحامية هند العنزي تذكرت أول قضايا تعاملت معها في بداية حياتها المهنية، أو في سنة أولى محاماة كما يقال، وكانت أغلبها قضايا قتل كما قالت، مما جعلها في السنوات التي تلتها تحاول الابتعاد عن هذه القضايا والتوكل فيها لشعورها بالاشمئزاز منها. ومن هذه القضايا قضية قتل هذه أحداثها:

- ثلاثة شباب قتلوا شابا بعد أن أخذوه الى البر واغتصبوه، وقد ترافع فيها المكتب الذي كنت أعمل فيه إضافة الى محام أحضره المتهمون من مصر.

ما حدث في هذه القضية أن المتهمين جعلوا أحدهم، وهو قاصر، يعترف أنه القاتل حتى يأخذ أقل عقوبة، لأن أقصى عقوبة للقاصر هي عشر سنوات، بينما أخذوا هم عقوبة المؤبد.

حصة من النفط

القضية الأخرى التي تذكرها الأستاذة هند هي قضية طلب أحد الأشخاص أن ترفعها له على الحكومة، وبقدر غرابتها إلا أن الدافع لرفعها به جانب انساني مؤثر:

- جاءني ذات يوم إلى مكتبي شخص شعرت بأنه غير طبيعي او غريب الأطوار، وبعد أن سلم علي وجلس، سألته عن القضية التي يريد رفعها فقال انها قضية على الحكومة حتى تعطيه حقه من البترول الذي تبيعه. وتساءل: لماذا لا توزع الحكومة حصصا على المواطنين من بيع النفط في الخارج؟

لم أعرف ماذا أفعل، فأرسلته إلى محام زميل وكبير مكتبه في المبنى نفسه حتى يتصرف معه. المحزن في الموضوع أن هذا الرجل مصاب بمرض السرطان وفي أيامه الأخيرة ويريد أن يؤمن أسرته أو أهله ماديا بعد وفاته، ولا يدري ماذا يفعل، وكان يقول لي انه يريد مليون دينار فقط من الحكومة ليحل هذه المشكلة.

زوج قاسٍ

قضايا الأحوال الشخصية تظل دوما الأكثر تأثيرا لما فيها من تفاصيل خاصة وحساسة، بها قسوة أو ظلم أو عنف أو نزاع على أطفال أو انفصال. تروي العنزي هذه القصة أيضا التي تكالبت على بطلتها آلام المرض مع ظلم الزوج:

- لن أنسى بكاء موكلتي التي جاءتني تريد رفع قضية نفقة على زوجها، فهذه المرأة أصيبت بمرض السرطان وتم استئصال ثديها وعانت من المرض وحدها بعد أن تخلى عنها زوجها ساعة أن احتاجت إليه أن يقف بجانبها، وفوق هذا كله كان يضربها ويسبها ويعايرها بمرضها ولا يعاشرها. المسكينة لم تطلب الطلاق وما أرادته هو فقط النفقة لأبنائها.

وحشية وبشاعة
المحامي ابراهيم الأثري روى تفاصيل قضية لم ينسها هو ولا يمكن أن ينساها أي شخص يقرأ تفاصيلها:
- أحد الأيام جاءني شخصان يريدان توكيلي في قضية قريبين لهما حكما بالإعدام في محكمة أول درجة وثاني درجة وبقي التمييز. ودفعا بالفعل نصف الأتعاب وطلبت ملف القضية لقراءته. لكن بعد قراءتي للقضية ثلاث مرات كان شعوري أنني لو كنت قاضيا لحكمت على المتهمين بالإعدام.
الجريمة كانت من البشاعة بحيث تقشعر لها الأبدان فعلا، فالمتهمان أخذا صديقا لهما الى البر، وهناك طلبا منه ممارسة الفاحشة معه، ولما رفض هدداه بالسكين فاستسلم لهما، وبعد ذلك فر راكضا في الصحراء والعتمة عاريا.
لاحقاه بالسيارة ولما وجداه صدماه بها فطار في الهواء ثم سقط على مقدمتها، لكنهما لم يكتفيا بذلك، ولكي يتأكدا من موته داساه بالسيارة عدة مرات جيئة وذهابا حتى سوياه بالأرض.
لم أتمكن نفسيا من الدفاع عنهما، وطلبت من القريبين الحضور الى المكتب وأعدت لهما مبلغ الأتعاب الذي دفعاه. كان شعوري كإنسان أن الإعدام لهذين المتهمين قصاص عادل، وأنهما غير قابلين للإصلاح بعد ارتكاب هذه الجريمة الوحشية.

البراءة الصعبة

القضية التي تذكرها المحامية مديحة العماني جيدا هي قضية حصلت فيها على البراءة لموكلة كان كل المحامين يرون أنها قضية خاسرة:

- حتى المستشارون في المكتب كان رأيهم أن الموكلة ستأخذ حكم إعدام في قضية خطف بالقوة بقصد الابتزاز والتهديد. فقد اتهمها موظف هندي سابق في محلها أنها خطفته وأخذته الى مكان ناء وضربته لتبتزه في مسألة لها علاقة بالنقود، وأبلغ النيابة ووجهت إليها تهمة عقوبتها الإعدام، خصوصا أن هناك شهودا من أهله وشهودا آخرين محايدين.

كانت القضية صعبة فعلا، لكنني نقضت أقوال الشهود ونقضت ادعاءه بالابتزاز لأن الابتزاز يعني أخذ أموال الغير، ولكنه قال انها أرادت أن تودع في حسابه نقودا لترجع وتسحبها. وأخذنا البراءة في محكمة أول وثاني درجة وفي التمييز.