من مريم الخواجة إلى الريس مرسى

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



تاريخ النشر: 2012/08/31


المصدر: الكاتبة والناشطة السياسية نوارة نجم

قامت السلطات المصرية بمنع السيدة مريم الخواجة، الناشطة الحقوقية البحرينية، من دخول مصر فى يوم 16 أغسطس.


بقى هالله هالله عالجد والجد هالله هالله عليه، ما هذا الموقف المخزى الحقير المنحطّ من ثورة البحرين دونًا عن كل الثورات العربية؟

بالطبع لا أزعم أن الثورة المصرية ساعدت أيا من الثورات العربية،

سواء فى ليبيا أو اليمن أو سوريا أو تونس، وهذا تسجيل للتاريخ، عشان ماحدش ييجى بعد تلاتين سنة يتخانق مع ليبيا على ماتش كورة فيعيّر بقية الثورات العربية كما عوّدنا الراحل والمخلوع، السادات ومبارك: وياما ساعدناكو، وقمصانى وبنطلوناتى بتاخدهم وتأيّفهم على مقاسك. إلا إنه ليس هناك عداء مُشهَر ضد الثورات السالف

ذكرها، حقيقة أننا كان بإمكاننا توفير مشقة التحالف مع الناتو على الليبيين لو أننا تطوعنا للمساعدة، وحقيقة أننا بكل دم بارد نمرر من قناة السويس بوارج القتل إلى بشار ثم يعلق المسؤولون: اتفاقيات! وأننا تجاهلنا ثورة اليمن، أما ثورة تونس فهى سابقة علينا ولم يكن بيدنا ما نفعله سوى نقل الحقائق عن النشطاء التونسيين، وهو ما فعله بعض النشطاء المصريين فى أثناء فترة حكم مبارك. لكن

الموقف اللا إنسانى واللا أخلاقى من ثورة البحرين أراه غامضا بحق، وأحاول البحث حثيثا عن سببه، هل يعود الأمر إلى القروض السعودية؟ أم إلى سيطرة السلفيين على الخطاب الدينى الطائفى الذى يحظر على إنسان تعاطفه مع إنسان آخر يتعرض للقتل والتعذيب والقمع؟ طب ما دى فلوس السعودية برضه… هو فيه احتلال سعودى ولا إيه يا جدعان؟

أنا كنت نايمة ساعة ما السعودية احتلت البلد؟

قال الأستاذ نادر بكار ناصحا الرئيس مرسى بعدم زيارة إيران إنها تساعد بشار السفاح. صحّ، حقيقةً إيران تسلح القاتل بشار ضدّ شعبه، عدَّاك العيب، تماما كما سلّحَت السعودية على عبد الله صالح ضد

شعبه، وكما أرسلت السعودية درع الخليج لقتل الثوار فى البحرين، وبالمناسبة قامت قوات السعودية بفعل كل ما فعله بشار ضد شعبه من حرق مصاحف وقصف مساجد، هذا بخلاف استضافة السفاح بن على، والتدخل لحماية الخُبُؤّ القاتل اللص محمد حسنى مبارك، فلماذا لم يطلب نادر بكار من مرسى عدم زيارة السعودية خصوصا أن السعودية تعتقل أكثر من 1500 مصرى، من بينهم أحمد الجيزاوى الذى تم تلفيق تهمة الاتجار بالمخدرات له، وتقوم بجلد المصرية نجلاء وفا لخلافات نشبت بينها وبين أميرة سعودية؟

ثم إن مرسى زار الصين التى ترسل السلاح لإيران التى تقوم بدور البوسطجى، حتى بالأمارة أول ما وصل جزء من سور الصين العظيم هُدم، ريّسنا أبو الهدد. ختم بكار حديثه فى برنامج «على مسؤوليتى» بأن إيران من الآخر كده مزعَّلة الخليج… هاااار إسود! هى بقت كده؟!

وبناء عليه، فقد تقرر إعلاميا وحكوميا الامتناع التام عن أى تنويه من قريب أو بعيد بثورة البحرين، ذلك لأنها «مضايقة الخليج»، ولولا ثلة من اليسار «المتشرذم» المهجوس أمنيا إياه لما علمنا بأن فى البحرين ثورة.

عبد الهادى الخواجة ناشط حقوقى، وليس رجل دين شيعيًّا يرغب فى نشر المذهب الشيعى، لاجئ سياسى للدنمارك لا لإيران، مختص فى القضايا العمالية وحقوق الإنسان، لا الطائفية، اعتُقل فى البحرين فى فبراير 2011 فى أثناء مشاركته فى الثورة البحرينية ضد نظام الحكم المستبد، وتَعرَّض للضرب والتعذيب ونُقل إلى

المستشفى، طلبت السلطات الدنماركية ترحيله إلى الدنمارك بوصفه مواطنا دنماركيا فرفضت السلطات البحرينية، أضرب عن الطعام لمدة 110 أيام وتدهورت حالته الصحية ونُقل إلى المستشفى.
فى طريقها إلى جنوب إفريقيا، ارتأت مريم الخواجة، ابنة عبد الهادى الخواجة، زيارة أصدقاء لها فى القاهرة لبضع ساعات قبل أن تستقل طائرتها المغادرة إلى جنوب إفريقيا، فتم توقيفها فى مطار القاهرة، والتحقيق معها، ومنعها من دخول مصر، حيث أخبرتها السلطات

المصرية بأنها خطر على الأمن القومى! وأضافوا أنهم لن يستطيعوا إخبارها بكيفية خطورتها على الأمن القومى المصرى لأنهم هم أنفسهم لا يعلمون، هُما قالولهم يقولوا لها كده.
كتبت مريم الخواجة رسالة مفتوحة إلى الرئيس مرسى تسرد فيها نشاطها كقائم بأعمال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، حيث إن الرئيس الفعلى للمركز، نبيل رجب، معتقَل فى البحرين، وتذكره

بالأخوّة فى العروبة، وبأنه هو ذاته تَعرَّض لما يتعرض له والدها وزميله نبيل رجب، وبأنها لا تفهم اتهامها بالخطورة على الأمن القومى إلا فى إطار اتهام الرئيس مرسى بذات التهمة فى فترة حكم مبارك. رسالتها مليئة بالاندهاش، تقرأ الرسالة وتشعر أنها تحملق وترفع حاجبيها صدمة كدهُو…

هاه يا ريس؟

نوارة نجم