3

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


آية اللّه العظمى السيد علي الموسوي البهبهاني ( قدس سره )
(1302 - 1395هـ)

ولادته ونشأته :
ولـد فـي (بهبهان) عام 1302 او 1303 هـ ,ونشأ في اسرة عرفت بالعلم والفضل والتقوى, اذ تخرج مـنها العديد من العلماء والفضلاء والمدرسين, منهم والده السيد محمد البهبهاني, الذي كان من علماء مدينة بهبهان المعروفين .

دراسته وتدريسه :
ـ درس الـمـقـدمـات والسطوح على يد علماء مدينة بهبهان الكبار من امثال: الشيخ محمد حسن البهبهاني والشيخ عبد الرسول البهبهاني والسيد محمد ناظم البهبهاني .
ـ نتيجة لامتلاكه ذاكرة قوية, بحيث كان يحفظ اعقد المسائل, فقد اصبح مؤهلاً للاجتهاد, ويعني ذلك له القدرة على استنباط بعض الاحكام الشرعية .
ـ فـي اواخـر عـام 1327 هـ هـاجـر الى النجف الاشرف لغرض اكمال دراسته, عند مـراجـعـهـا الـكـبـار من امثال : الشيخ الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي والسيد محمد الكوهكمري التبريزي, وبقي فيها ست سنوات .
ـ قبل بلوغه سن الرابعة والعشرين حاز على درجة الاجتهاد، وعاد الى محل ولادته (بهبهان ).
ـ مـنـذ وصـولـه الى بهبهان اخذ يشتغل بحلقات التدريس, ولشدة تواضعه في العلم وعدم تكبره بدأ بتدريس الكتب المبسطة في الحوزة .
ـ في عام 1329 هـ عاد مرة ثانية الى النجف الاشرف لغرض التدريس, وبقي هناك مدة سنة, و بـسبب وضعه الصحي عاد الى بهبهان و ظل فيها مدة سبع سنوات, مشغولا بالتدريس واداء واجباته الدينية .
ـ فـي عـام 1338 هـ استدعاه استاذه السيد محسن الكوهكمري الى النجف الاشرف لغرض التدريس, فذهب الى هناك للمرة الثالثة .
ـ وبـسـبب مواجهته لبعض المشاكل, عاد الى ايران وذهب الى مدينة رامهرمز, و ذلك في عام 1339 هـ .
ـ فـي عـام 1362 هـ سافر الى العراق لغرض زيارة العتبات المقدسة, وخلال زيارته لمدينة كربلاء المقدسة طلب منه آية اللّه حسين القمي البقاء فيها لغرض التدريس, فاستجاب لطلبه وظل في كـربـلاء الـمقدسة مدة سنتين, ثم ذهب الى النجف الاشرف وبقي فيها مدة سنة وستة اشهر, يلقي دروسه في البحث الخارج .
ـ في عام 1365 هـ عاد الى مدينة رامهرمز في ايران, بناءً على طلب اهاليها واستجابة لاقتراح آيـة اللّه الـسيد ابي الحسن الاصفهاني بالذهاب الى هناك, وبقي في المدينة مدة خمس سنوات .
ـ في عام 1370 هـ سافر الى الاهواز بناءً على طلب بعض الاطباء بسبب وضعه الصحي, فاقام فيها وأسّـس حوزة دراسية هناك بالاضافة الى انشغاله بتدوين علوم الفقه والاصول .
ـ بـعد ان اصبح معروفا في اوساط الحوزات العلمية قام بعض اهل العلم والفضل بدعوته الى مدينة اصفهان لتغيير مـحـل سـكـنـاه في (فصلي الربيع والصيف ), والعودة الى الاهواز في (فصلي الـخـريـف والشتاء), واستمر السيد البهبهاني على هذا البرنامج منذ سنة 1386 هـ, وفي فترة اقـامته في اصفهان كان يقيم صلاة الجماعة, ويجيب على اسئلة الناس ويحل مشكلاتهم, بالاضافة الى اشتغاله بالتدريس .

صفاته واخلاقه :
و يمكن ايجاز صفاته بما يلي :
(1) تواضعه واحترامه لطلابه :
كـان الـسيد البهبهاني يحترم طلابه ويتواضع لهم , وخاصة الطلاب المبتدئين في دراسة العلوم الدينية, فقد كان يستمع الى استفساراتهم واشكالاتهم ويقوم بالاجابة عليها بكل رحابة صدر, وكان كثير التواضع للعلماء الكبار, ولا يجادلهم ولا يقوم بفرض رأيه على احد منهم .

(2) زهده :
كانت حياته ـ رحمه اللّه ـ حياة بسيطة في جميع جوانبها من حيث المأكل والملبس والمسكن, لا يهتم بالامور المادية, ومن الانـصاف ان نقول بان زهده وتقواه كان درسا كبيرا ومؤثرا لطلابه في جميع الجوانب المادية و المعنوية .

(3) عبادته :
بـالاضـافة الى مداومته على اقامة صلاة الجماعة في ثلاثة اوقات, كان يهتم بالعبادات المستحبة, مثل النوافل اليومية وصلاة الليل وقرأة القرآن الكريم.
ومن مميزاته الاخرى صبره و تحمله, و الـرضـى بـقضاء اللّه, والوقار والادب, واحترام العلماء وتوقيرهم, وعدم الاعتماد عـلى الحقوق الشرعية في سد احتياجاته المعاشية, وتعلقه الشديد باهل البيت (عليهم السلام), وبالخصوص الامام الحسين (عليه السلام).

مواقفه السياسية :
(1) عارض بشدة قانون الانتخابات العامة والمحلية الذى اصدره الشاه,وبهذه المناسبة اصدر بياناً استنكر فيه هذا القانون الجائر.
(2) استنكر اعتقال الامام الخميني من قبل سلطات الشاه بعد احداث المدرسة الفيضية (1963م) في قم ,و ذهب الى طهران و قاد حملة الاستنكار بالتضامن مع مجموعة من العلماء ,مما ادى الى اطلاق سراح الامام خوفاً من سخط الجماهير.
(3) اصدر بياناً استنكر فيه العدوان الاسرائيلي على الدول العربية في حزيران 1967م ,و شجب مساندة امريكا و بريطانيا لليهود, و على اثر ذلك تم اعتقاله من قبل قوات امن النظام ,ثم اضطرت الى اطلاق سراحه خوفاً من الاضطرابات .
(4) عندما امتنع نظام الشاه عن طبع الرسالة العملية للامام الخميني قام بطبعها باسمه تحت عنوان (جامع المسائل لآية الله البهبهاني).


خدماته :
قام بمشاريع خيرية كثيرة نوجزها بما يأتي :
(1) بناء مدرسة (دار العلم) للعلوم الدينية في الاهواز.
(2) بناء وتعمير عدة مساجد وحسينيات في مدينة الاهواز.
(3) بناء اربعين مسجدا في محافظة كهكيلويه وبوير احمد.
(4) بناء مدرسة علمية في ياسوج والى جانبها مسجد ودار لسكن امام الجماعة .
(5) تشييد كـثـير من المساكن لطلبة العلوم الدينية, بالاضافة الى المساكن التي بناها لمتضرري السيول والفيضانات في عام 1381 هـ .
(6) بناء مدرسة ابتدائية واخرى اعدادية للبنات في الاهواز.
(7) فتح مؤسسة باسم: مؤسسة آية اللّه البهبهاني للتبليغ والارشاد الاسلامي .
(8) بناء مسجد الامام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف في اصفهان .
(9) بناء مسجد الامام الرضا (ع ) في شيراز.
(10) بناء مسجد في مدينة شاهين شهر, وآخر في مدينة كنكاور .
(11) بنى مستوصفا خيريا مع مركز فحص بالاشعة .
(12) بنى مسجدا في قرية هاردنك من توابع لنجان .
(13) مساعدة متضرري السيول والفيضانات وبناء مساكن لهم في قرية اشن .

مؤلفاته :
نذكر منها:
(1) مـصـبـاح الهداية في اثبات الولاية .
(2) الاشتقاق .
(3) القواعد الكلية .
(4) اسـاس الـنـحو .
(5) عشرون سؤالا مع اجوبتها باللغة الفارسية.
(6) ثلاثون سؤالا مع اجوبتها باللغة الفارسية .
(7) التوحيد الفائق في معرفة الخالق.
(8) حـاشية على العروة الوثقى .
(9) حاشية على وسيلة النجاة .
(10) جامع المسائل (رسالة عملية باللغة الفارسية).

اقوال العلماء فيه :
قال فيه العلامة السيد عباس الكاشاني: لقد كان السيد امة في رجل, فقد جسد معاني العبارة الاتية بكل ابعادها الحقيقية وهي (كان جامعا للمعقول والمنقول).

وفاته:
انتقل السيد البهبهاني الى رحمة اللّه في 18 / ذي القعدة / 1395 هـ ، وذلك في احدى مستشفيات مدينة الاهواز, على اثر مرض الم به لم يمهله طويلا, وتم دفنه في مدرسته (دار العلم ) في الاهواز طبقا لوصيته رحمه اللّه تعالى .



بقلم: عبدالمجيد السيمري