المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البارق_الهمّال
يا أخي لو كلّفت نفسك عناء البحث ولو قليلاً مع مراعاة الانصاف و خشية الله فيما تنقل لاتضح لك الأمر
الغريب أنكم تتهمون الشيعة ( أعزهم الله ) بتحريف القرآن و هذه كتبكم تزخر بروايات التحريف ولا من مُتكلّم ..!!
نذكر هنا ما ورد في البخاري وغيره من الصحاح في تحريف القرآن
- أخرج أبو عبيد في الفضائل وابن مردويه وابن الأنباري ، عن عائشةقال : " كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائتي آية ،فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن " . (الدر المنثور : 5 / 180 ، تفسير القرطبي : 14 / 113)
عن عبد الله . . . ( وما اوتوا من العلم إلاقليلا ) قال الاعمش : هكذا في قراءتنا (صحيح البخاري رقم 125 وغيره). والمذكور في المصاحف الشريفة : ( وما أوتيتم(
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، عن أبي بن كعب قال : كم تقرأون سورةالأحزاب ؟ قال : بضعا وسبعين آية ، قال : لقد قرأتها مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل البقرة أو أكثر منها ، وإن فيها آية الرجم( مسند أحمد بن حنبل : ج 5 ص 132
عن ابن عباس : كان عكاظ و . . . فنزلت : ( ليس عليكم جناج ان تبتغوا فضلا منربكم في مواسم الحج ) (صحيح البخاري رقم 1945 كتاب البيوع .). وعن المعلق : انهخلاف المشهور فهي قراءة شاذة لها حكم حديث الاحاد ، فتكون تفسير الآية وليست بقرآن . وفي سنن أبي داود بعد نقل الحديث : فحدثني عبيد بن عمير انه كان يقرأها في المصحف !
وعن انس . . . فكنا نقرأ : ( ان بلغوا قومنا ان قد لقينا ربنا فرضي عناوأرضانا ) ثم نسخ بعد . . . (صحيح البخاري رقم 2647 كتاب الجهاد .) وعنه أنزل فيالذين قتلوا في بئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد : ( بلغوا قومنا ان قد لقينا ربنافرضي عنا ورضينا عنه ) (صحيح البخاري رقم 2659 كتاب الجهاد ). والفرق بين النقلينظاهر في الموردين في أول الآية وآخرها (انظر صحيح مسلم 5 : 178(
في قراءة عبدالله : ( ونادوا يا مال ) مكان ( يا مالك ) (البخاري رقم 3058 كتاب بدء الخلق)
وقرأ ابن عباس : ( امامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما صحيحالغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ) (صحيح البخاري ذيل 3220 كتاب الانبياء(. وفي صحيح مسلم مثله بزيادة : سفينة صالحة (صحيح مسلم 15 : 142(
عن علقمة . . . فقرأت عليه : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى ) قال واللهأقرأنيها رسول الله من فيه الى في (صحيح البخاري رقم 3532 كتاب فضائل الصحابة ،وانظر صحيح مسلم 6 : 109 و 110 . ومسلم : 1533). مازال بي هؤلاء حتى كادوايستنزلوني عن شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وهذا الحديث يدل على انكلمة ( ما خلق ) في القرآن زيادة ، ولكن اجماع المسلمين على خلافها .
وعن ابنعباس انه يقرأ : ( الا انهم تثنوني صدور . . . ) (صحيح البخاري رقم 6 - 4405 كتابالتفسير . (.
وعنه لما نزلت : ( وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين ) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . فنزلت : ( تبت يدا أبي لهب وتب وقد تب ) هكذا قرأها الاعمش (صحيح البخاري رقم 4687 كتاب التفسير ، صحيح مسلم 3 : 82 و 83(
عن ابن عباس : قال عمر لقد خشيت ان يطول بالناس زمان حتى يقول قائل : لا نجدالرجم في كتاب الله . . . (صحيح البخاري رقم 6441 كتاب المحاربين ) وعن عكرمة . . . قال : لولا ان يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي (صحيح البخاريبعد رقم 6748 كتاب الاحكام .). وعنه عن عمر - في حديث طويل - ثم انا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : ( أن لا ترغبوا عن ابائكم فانه كفر بكمان ترغبوا عن آبائكم ) أو ( ان كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم . . . ) (صحيح البخاريرقم 6442 كتاب المحاربين(
عن أبي ذر . . . ثم قرأ صلى الله عليه وسلم : ( ذلكمستقر لها ) في قراءة عبد الله ( كتاب التوحيد ) وفي المصحف الشريف لمستقر لها .
عن أبي يونس . . . فأملت عائشة علي ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاةالعصر وقوموا لله قانتين ) قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم 1 : 130 ، سنن النسائي 1 : 236 وغيره).
عن أبي هريرة . . . مننسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فان الله قال : ( أقم الصلاة لذكري . . . ) . قاليونس : وكان ابن شهاب يقرؤها : للذكرى (صحيح مسلم 5 : 183).
عن عائشة انهاقالت كان فيما انزل من القرآن : ( عشر رضعات معلومات يحرمن ) ثم نسخ بخمس معلومات ،فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن (صحيح مسلم 10 : 29 و 30 كتاب الرضاع ، سنن أبي داود 2 : 230).
عن عمر بن الخطاب . . . فكان مماأنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلنا ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلمورجمنا بعده ، فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل : مانجد الرجم في كتاب الله . . . وان الرجم في كتاب الله حق (صحيح مسلم 11 : 191 كتاب الحدود).
قال أبوداود : قراءة ابن مسعود : ( يسئلونك النفل ) مكان ( عن الانفال ) (سنن أبي داود 3 : 78 كتاب الجهاد(.
قرأ مطرف : ( فئة تقاتل في سبيل الله ببدر ) (سنن أبي داود 3 : 154 كتاب الخراج .).
عن عائشة : لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشرا ،ولقد كانت في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنابموته دخل داجن فأكلها (صحيح البخاري رقم 1945 كتاب النكاح . (.
عن أبي مسعودالانصاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أحد الواحد الصمد ) تعدل ثلثالقرآن (سنن ابن ماجه رقم 3789 كتاب الادب . ).
عن ابن مسعود أقرأني رسول اللهصلى الله عليه وسلم : ( اني أنا الرزاق ذو القوة المتين ) (جامع الترمذي 3 : 15/). في المصحف الشريف : ( ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
عن رجل ، عن ربيعة قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . ثم قرأ : ( . . . ماتذر من شئ اتت عليه إلا جعلته كالرويم ) (جامع الترمذي 3:109).
عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ان اللهأمرني أن أقرأ عليك القرآن ، فقرأ عليه ( لم يكن الذين كفروا ) وقرأ فيها : ( انالدين عندالله الحنفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعملخيرا فلن يكفره ) وقرأ عليه : ( لو ان لابن آدم واديا من مال لابتغى اليه ثانيا ولوكان له ثانيا لابتغى اليه ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا تراب ويتوب الله على منتاب ) (صحيح سنن الترمذي 3 : 245).
- نقل عن ابن مسعود أنه حذف المعوذتين منالمصحف ، وقال : إنهما ليستا من كتاب الله . (الدر المنثور : 6 / 416).
عن أبيالاسود قال : بعث أبو موسى الاشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجلقد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ، ولا يطولن عليكمالامد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم . وانا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها فيالطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير اني قد حفظت منها : ( لو كان لابن آدم واديان منمال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) . وكنا نقرا سورة كنانشبهها باحدى المسبحات فأنسيتها غير اني حفظت منها : ( يا أيها الذين آمنوا لمتقولون ما لا تفعلون تكتب شهادة في اعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) (صحيح مسلم 7 : 140 كتاب الزكاة . (.
وهذا ايضا جاء به كتب السنة فنحن لانأخذ احاديثنا بدون ادلة قرآنية ومناقشة علمية وعقلية كما يفعل بقية المذاهب السنية.
أما بكتاب ( فصل الخطاب ) للعلامة النوري الطبرسي فقد ذكر الشيخ أن الهدف من هذا الكتاب هو الرد على من يقول بتحريف القرآن الكريم لا كما يعتقد البعض ، وهذا مايستشفه القارئ لكتابه و لكن المصيبة أنكم تؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض .. ولا حول ولا قوة غلا بالله .
حقيقة سورة النورين المزعومة
منشأ هذه التهمة :
زعم كيخسرو اسفنديار مؤلف كتاب " دبستان المذاهب " أن الشيعة تقول بتحريف القرآن ، و قال فيما قال :
... و بعضهم يقول إن عثمان أحرق المصاحف و أسقط سوراً كانت نازلة في فضل أهل البيت ، منها هذه السورة : ...
ثم ذكر جملاً ركيكة مفترية زعم أنها سورة الولاية ، فصار قول هذا الكاتب و كتابه مصدراً معتمداً لدى أعداء الشيعة و خصومهم .
من هو كيخسرو اسفنديار :
كيخسرو اسفنديار هو مؤلف كتاب " دبستان المذاهب " و هو من ولد آذر كيوان مؤسس الفرقة الكيوانية على عهد أكبر شاه التيموري 963 ـ 1014 في الهند .
ولد المؤلف في بلدة " بتنه " من أعمال الهند في أواسط العقد الثالث من القرن الحادي عشر للهجرة ، و كان عائشاً حتى ما بعد العقد السابع ، حسبما يبدو من التواريخ المسجَّلة قيد كتابه .
و كان المؤلف داعية للمذهب الكيواني القائل بوحدة الوجود و رفض المذاهب ، و الاجتماع على كتاب " الدساتير " الذي زعمه أم الكتب و مجتمع الشرائع كلها ، نسبه إلى نبي يقال عنه أنه " ساسان " .
و من ثم فان المؤلف في كتابه " الدبستان " يحاول تضعيف عقائد أصحاب الملل و الترويج ـ في خفاء و التواء ـ لمذهب أبيه آذر كيوان الجديد التأسيس .
و أول من أشاد بشأن الكتاب هو " فرنسيس غلادوين " ترجمه إلى الإنجليزية عام : 1789 م ، و في عام 1809 م ـ ذو القعدة 1224 هـ طبع الكتاب لأول مرة في " كلكتا " بأمر من مندوب الإنجليز " ويليام بيلي " ، و هكذا استمرت طباعته على يد عملاء الاستعمار في الهند و إيران و كذا تراجمه في سائر البلاد .
(صيانة القرآن من التحريف : 192 ، لأستاذنا العلامة المحقق آية الله الشيخ محمد هادي معرفة حفظه الله ، الطبعة الثانية : 1418 هجرية ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ، قم / ايران . )
نعم هذه هي قصة كيخسرو اسفنديار و كتابه " دبستان المذاهب " الذي يعتمد عليه أعداء الشيعة .
نص السورة المزعومة :
أما نص السورة المزعومة فهو :
" بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي و يحذرانكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض و أنا السميع العليم . إن الذين يوفون بعهد الله و رسوله في آيات لهم جنات نعيم . و اصطفى من الملائكة و الرسل و جعل من المؤمنين أؤلئك في خلقه يفعل الله ما يشاء . قد خسر الذين كانوا عن آياتي و حكمي معرضون . و إن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . ما نحن عن ظلمه بغافلين . يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بيِّنات فيها من يتوفَّاه مؤمناً و من يتوليه من بعدك يظهرون . و لقد أرسلنا موسى و هارون بما استخلف فبغوا هارون . فصبر جميل . و لقد آتيناك بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين . و جعلنا لك منهم وصياً لعلَّهم يرجعون . إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة و يرجو ثواب ربّه . قل هل يستوي الذين ظلموا و هم بعذابي يعلمون " .
( دبستان المذاهب : 1 / 246 ـ 247 ، تحقيق : رحيم رضا زاده ملك ، طبعة : طهران / ايران ، نقلاً عن : صيانة القرآن من التحريف : 188 . )
و الجدير بالذكر أن النوري الذي ينسب إليه القول بتحريف القرآن ، و الذي يتمسك أعداء الشيعة بقوله لاتهامهم بالقول بالتحريف يقول في كتابه " فصل الخطاب " معلقاً على هذه السورة المزعومة بقوله : " لم أجد أثراً لها في كتب الشيعة سوى ما يُحكى عن كتاب " المثالب " المنسوب إلى ابن شهر آشوب : أنهم أسقطوا تمام سورة الولاية ، فلعلها هذه السورة .
(فصل الخطاب : 179 ـ 180، برقم ( سح 68 ) من الدليل الثامن ، كما عن صيانة القرآن من التحريف : 188 . )
كتاب المثالب :
نعم لدى البحث و التحقيق و التتبع يتضح أن المصدر الأساسي لهذه النسبة إنما هو كتاب " المثالب " المنسوب لأبن شهر آشوب ، و الذي ليس له أي وجود خارجي و لم يره أحد .
قال اُستاذنا العلامة المحقق آية الله الشيخ محمد هادي معرفة حفظه الله : أما كتاب " المثالب " الذي حُكيت عنه تلك العبارة فلم يره أحد إطلاقا ، و لا ذكره أصحاب التراجم ، سوى ما جاء في عرض كلام ابن شهر آشوب نفسه في كتاب " معالم العلماء " عند ترجمة نفسه ، فذكر كتاباً ضمن تآليفه بهذا الاسم ، إلا أنه هل خرج إلى التبييض ، و هل انتشرت نسخته ؟ فهذا شيء لم يذكره أحد و لا شاهده ديار .
( صيانة القرآن من التحريف : 189 . )
و قال أيضا في موضع آخر : " أما العبارة المحكية ، فلم نجد من ادعى مشاهدتها ، سوى نقلها بلفظ " حُكي " مجهولاً ، كما وقع ذلك في عبارة النوري و الآشتياني ".( صيانة القرآن من التحريف : 189 .)
و قال المحقق الآشتياني صاحب الحاشية بعد نقل هذه السورة المزعومة : " ... و لم أقف عليها في غير هذا الكتاب ، سوى ما يقال عن كتاب " المثالب " لابن شهر آشوب ... " .
( بحر الفوائد في شرح الفرائد : 1/ 101 ، هذا و أن المؤلف فرغ من تأليف الكتاب سنة : 1307 هجرية بطهران ، و طبع الكتاب سنة : 1314 هجرية . )
و قال العلامة المحقق البلاغي رحمه الله لدى التعرض لهذا الاتهام و الافتراء و الذي عبر عنه بالمهزلة ، قال بعد ذلك :
" ... و إن صاحب " فصل الخطاب " من المحدثين المكثرين المجدِّين في التتبع للشواذ ، و أنه ليعدّ أمثال هذا المنقول في " دبستان المذاهب " ضالته المنشودة ، و مع ذلك قال : إنه لم يجد لهذا المنقول أثراً في كتب الشيعة ، و في أي كتاب لهم وجدها ؟ أفهكذا يكون النقل في الكتب ؟! فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب !! .
( مقدمة تفسير آلاء الرحمن في تفسير القرآن : 1 / 24 ـ 25 ، الأمر الخامس ، للعلامة المحقق الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، المتوفى سنة : 1352 هجرية ، طبعة مكتبة الوجداني ، قم / ايران . )
تقييم السورة المزعومة :
أما تقييم هذه السورة المزعومة و المفترية و إثبات كونها من المفتريات و الأكاذيب المجعولة فلا يتطلب جهداً ، فكل ذي لب عربي اللسان يكتشف زيفها بمجرد قراءتها ، و هي بذاتها تشهد على نفسها بالبطلان و الاختلاق .
قال اُستاذنا العلامة المحقق آية الله الشيخ محمد هادي معرفة حفظه الله :
" من المختلقات العاميَّة المرتذلة ما نسبه صاحب كتاب " دبستان المذاهب " إلى فئة غير معروفة من الشيعة زعم أنها تقول بتحريف القرآن ، قال : و بعضهم يقول إن عثمان أحرق المصاحف و أسقط سوراً كانت نازلة في فضل أهل البيت ، منها هذه السورة .
( صيانة القرآن من التحريف : 187 )
و قال في موضع آخر : " أما السورة المزعومة ذاتها ، فهي تنادي بأنها حديث مفترى لا تعدو سوى تلفيقات ركيكة و تعبيرات هجينة لا تمت إلى أب صالح و لا أم صالحة . إنها خالفت قواعد الإعراب فضلاً عن الأدب الرفيع ، الأمر الذي يؤكد غرابة نسبتها إلى أي فئة من فئات الشيعة ، و هم على مختلف طبقاتهم كانوا و لا يزالون أئمة النقد و التمحيص ، و أساتذة الأدب و البيان ، و المضطلعين بالعلوم العربية على طول التاريخ . و لا ريب أنها سفاسف سخيفة حاكتها عقول غير ناضجة ، يتحاشاها ذوو الأحلام الراجحة .
نعم سوى أحقاد جاهلية تبعث على هذا الافتراء الكاذب ، قال تعالى : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ... } ( سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 105 ) . إنه سفه و حمق إلى جنب خبث السريرة ، الأمر الذي يشكل طابع صاحب الدبستان الصعلوك المسكين .
( صيانة القرآن من التحريف : 189 ، للعلامة المحقق الشيخ محمد هادي معرفة ، الطبعة الثانية : 1418 هجرية ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ، قم / ايران )
و قال المحقق الآشتياني صاحب الحاشية بعد نقل هذه السورة المزعومة : " ... و لكنك خبير بأنها ليست تضاهي شيئاً من القرآن الحكيم المنزل إعجازاً على قلب سيد المرسلين ، إذ من المقطوع به أن كل أحد يمكنه تلفيق هكذا ألفاظ و كلمات لا رابط بينها و لا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيح ، و قد قال تعالى بشأن القرآن العزيز : { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } " ( سورة الاسراء ( 17 ) ، الآية : 88 ) .
( بحر الفوائد في شرح الفرائد : 1/ 101 ، هذا و أن المؤلف فرغ من تأليف الكتاب سنة : 1307 هجرية بطهران ، و طبع الكتاب سنة : 1314 هجرية )
تقييم كتاب دبستان المذاهب و مؤلفه :
قال محقق كتاب " دبستان المذاهب " الأستاذ رحيم رضا زاده ملك : " ما أثبته المؤلف في كتابه عن الأديان و المذاهب أكثرها جوانب عامّية مأخوذة من أفواه أناس أو شاهدها في تصرفات بعض المعتنقين لتلك الأديان في الأسواق و المقاهي و الأندية العامة ، و ربما على حواشي الطرق و الأسفار ، فكان يجتمع مع أؤلئك العاميين و يتناقل معهم الحديث ثم يسجلها قيد كتابه الذي تأليفه بهذا النمط خلال عشرين عاماً أو أكثر ما بين سنة : 1040 ـ 1065 ، و من ثم كان لفيف من المشعوذين من أهل الاستهواء حيث أحسّوا منه الرغبة الملحَّة في جمع الغرائب و العجائب ، جعلوا يتزلفون إليه ، رغبة في أكلة دسمة أو منحة أو صلة ، فيحيكون له أكاذيب و أقاصيص مجعولة ، و كان من سذاجته يسجلها في كتابه ، و أحياناً عن لسانهم مشفوعة بعناوين و ألقاب فخيمة ترفيعاً من شأنها حسب زعمه ، الأمر الذي نشاهده في كتابه كثيراً من قضايا و مسائل منسوبة إلى مذاهب و أديان لا أساس لها ذاتاً ، و ما هي إلا مغبة أن الرجل كان قد جعل نفسه موضع مهزلة المشعوذين ممَّن يروقهم الاستحواذ على سذَّج العقول أمثال هذا المؤلف المسكين ".
( رحيم رضا زاده ملك ، دبستان المذاهب : 2 / 126 و 129 ، قسم التعليقات ، طبعة طهران ، سنة : 1362 هجرية )
و قال العلامة و المحقق الكبير الشيخ آقا بزرگ الطهراني قدَّس الله نفسه الزَّكية حول كتاب " دبستان المذاهب " و مؤلفه :
" دبستان مذاهب " أو " دبستان " في الملل والنحل ، فارسي طبع في بمبئي : 1262 مرتب على اثنى عشر تعليما ، و في كل تعليم أنظار ، و فهرس التعليمات على الترتيب :
1. پارسيان .
2. هندوان .
3. قراتبتيان .
4. اليهود .
5. النصارى .
6. المسلمين .
7. الصادقية .
8. الواحدية .
9. روشنينان .
10. الإلهية .
11. الحكماء .
12. الصوفية .
و بما أنه لم يذكر المؤلف اسمه فيه ، اختلف في مؤلفه كما ذكره السيد محمد على داعي الإسلام في أول كتاب " فرهنك نظام " فحكى عن سرجان ملكم في تأريخ إيران إن اسم المؤلف محسن الكشميري المتخلص في شعره بفاني و حكى عن مؤلف مآثر الأمراء إن المؤلف اسمه ذو الفقار علي و حكى عن هامش نسخة كتابتها ( 1260 ) أنه مير ذو الفقار علي الحسيني المتخلص بهوشيار ، و اختار هو انه لبعض السياح في أواسط القرن الحادي عشر أدرك كثيرا من الدراويش بالهند و حكى عنهم الغث و السمين في كتابه هذا .
أقول : و يحكى عن بعض المستشرقين إن في مكتبة بيروكسل نسخة دبستان المذاهب تأليف محمد فاني وذكر فيه انه ورد خراسان ( 1056 ) و رأى هناك محمد قلي خان المعتقد لنبوة مسيلمة الكذاب ، و كما انه أخفى المؤلف اسمه كذلك تعمد في إخفاء مذهبه لئلا يحمل كلامه على التعصب .
( الذريعة : 8 / 48 : للعلامة الكبير المحقق الشيخ آقا بزرك الطهراني قدَّس الله نفسه الزَّكية )
هذه هي الحقيقة بالنسبة إلى هذه السورة المزعومة بصورة مختصرة .
فكيف يجوز للعاقل الحصيف أن يُصَّدِقَ هذه المزعومة و يتجاهل اهتمام الشيعة الكبير و العريق بالقرآن الكريم الذي يعتقد به المسلمون في جميع العالم ، ذلك الاهتمام الذي لا ينحصر بالقراءة و الحفظ بل ينسحب على نشاطاتهم و مناحي حياتهم ، فهم يهتمُّون به قراءةً و حفظاً و تفسيراً و طبعاً و نشراً ، و في مجال الفقه ، و العقيدة ، و علم الأخلاق ، و التربية ، و غيرها من المجالات .
المفضلات