بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم نواصل عرض المقارنات التي طرحها سماحة الشيخ جعفر السبحاني في كتابه : سيد المرسلين .. حول ما ورد حول الأنبياء في التوراة المحرفة و القرآن الكريم
و اليوم اكتب لكم .. عن النبي يعقوب عليه السلام .. حيث ذكر الشيخ سبحاني في ص238 من الجزء الأول :

إن (التوراة) تصف النبي العظيم يعقوب عليه السلام بأنه رجل كذاب مخادع ، أخذ النبوة من أبيه بالمكر و الخداع ، " فعندما شاخ اسحاق و كلت عيناه عن النظر دعا عيسو إبنه الأكبر ، و طلب منه أن يصطاد له صيداً ، و يصنع له طعاماً جيداً حتى يباركه ، و يعطيه النبوة ، و لكن يعقوب ( ابن اسحاق من رفقة زوجته الأخرى ) بادر إلى صنع طعام لذيذ لأبيه و تظاهر بأنه عيسو ، لابساً ثياب عيسو ، و قطعاً من جلود جديي المعزى على عنقه لأن عيسو كان مشعراً و كان يعقوب أملس الجسد ، فبارك اسحاق ابنه يعقوب و منحه النبوة ، و بعد ذلك قدم عيسو من الصيد ، فعرف اسحاق بأنه خدع ، و أن يعقوب أخذ منه النبوة بالمكر ، فارتعد اسحاق ارتعاداً عظيماً جداً و قال لعيسو متأسفاً : قد جاء أخوك بمكر ، و أخذ بركتك " (1)

هذا هو حال يعقوب على لسان ( التوراة ) المحرفة !!

و اما القرآن الكريم فإنه يقول عن هذا النبي الطاهر :
( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) (الأنعام:84)

( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأيْدِي وَالْأَبْصَارِ . إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ . وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ) (ص : 45-47 )



* الهوامش :
1- سفر التكوين : الإصحاح السابع و العشرون 1-46 . و قد ذكرنا هذه القصة من التوراة بتلخيص .