في حوار لفضل الله لـ"السياسة


* هل صحيح أن التدخين لا يفطر في شهر رمضان كما تقولون سماحتكم؟

ـ لعلّ الذين أثاروا الجدل حول هذه الفتوى لم يدقّقوا في حدودها، فإنني من الفقهاء الذين يحكمون بحرمة التدخين في الليل وفي النهار وفي كل الزمن، لأنه مضرّ، وكلُّ ما يضرّ البدن فهو حرام، وقد بلغ من ضرره حسب المتخصّصين، أنه أصبح المسؤول بدرجة كبيرة عن سرطان الفم والرئة والحنجرة، ما يعني أنه يعرض الجسم للتهلكة، والله تعالى يقول: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة:195]، ويقول أيضاً في سبب تحريم الخمر والميسر: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}، والمراد من الإثم الضرر، وكل ما كان ضرره أكبر من نفعه فهو حرام.

ولكن التدخين مع كونه محرماً فهو غير مفطر، لأن المفطرات هي الأكل والشرب والجنس التي تحدّث عنها القرآن، وهناك أمور أخرى مما اختلف فيها العلماء. لذلك فالتدخين ليس مفطراً، لأن دخول الدخان إلى الفم لا يفطر، فلو أن الإنسان مرّ على شخص يشوي لحماً أو سيارة تطلق دخاناً ودخل الدخان إلى فمه فإنه لا يفطر.

ولكننا في الوقت نفسه نقول إنه يحرم على الإنسان أن يُدخِّن، ولكنه لو دخَّن وعصا الله في تدخينه فإنه لا يفطر، تماماً كما نقول إنه يحرم على الإنسان الغيبة، ولكنه لو اغتاب لا يفطر، فهو يأثم ولا يفطر.

فبعض الناس يأخذون بعض الكتاب ويكفرون ببعض، لأنني في الوقت الذي أقول إن التدخين لا يفطر، فإنني أقول لا يجوز التدخين، وأضيف إلى ذلك أن التدخين في شهر رمضان محرم أولاً من جهة حرمته الذاتية، وثانياً لأنه يؤدّي إلى هتك حرمة شهر رمضان، فهو حرام من الجهتين.




عمر البردان
بيروت:10 رمضان 1425هـ الموافق 24 تشرين أول - أكتوبر 2004م