آخـــر الــمــواضــيــع

في السعودية .. إذا سألت أحد هل توظفت ؟ ... فهذا مخالف للذوق العام ويتم تسجيل مخالفة بقلم افلاطون :: السوداني: شعبنا عانى كثيرا بملف الخدمات ولاسيما في بغداد وأطرافها بقلم تشكرات :: اعتقال مزور للعملة الصعبة في أيسر الموصل بحوزته ورقة مليون دولار بقلم كشمش افندي :: تغريدة للنائب صالح عاشور أحرجت مدعي الليبرالية أحمد الصراف بقلم grand canyon :: أنواع الذئاب في العالم ... صورة بقلم كناري :: 107 آلاف وفاة في أميركا في 2023 جراء جرعات زائدة من المخدرات بقلم كناري :: مشعل الصباح.. هل يضع الكويت على طريق التطبيع.. برعاية بن سلمان وزايد؟! بقلم كناري :: حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن التجربة الديمقراطية؟ ... نقطة حوار من قناة bbc بقلم السماء الزرقاء :: إسماعيل هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس مع الفصائل ومحور المقاومة يسطر البطولات بمداد من ذهب بقلم السماء الزرقاء :: العميد توفيق ديدي: اليمن يُجهّز إلى عمل كبير جدا !! بقلم الخط السريع ::
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فلتشكر الله على آلامك!

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. Top | #1

    فلتشكر الله على آلامك!

    د. ساجد العبدلي

    sajed@sajed.org

    هل سبق لك أن شعرت بالمرارة، وربما الكراهية تجاه شخص ما، إلى الحد الذي صعُب عليك أن تفهم حتى كيف يمكن لك أن تصفح عنه أو تسامحه؟ لا أشك في ذلك، فلكل واحد منا في علاقاته مع الناس تجارب محزنة وأحياناً مؤلمة. يبلغ بعضها من الشدة أن يجعل صدر الواحد منا يشتعل ألماً وحرقة وغيظاً ممن أحزنوه أو آلموه، وقد يصل إلى حد كرههم، فيقرر أنه لن يصفح ولن يغفر لهم أبداً ما اقترفوه في حقه، والسبب في ذلك أننا نكون مدفوعين حينها بشعور أن 'الجرم' الذي وقع علينا هو من الفداحة بحيث لا يستحق من اقترفه أن يُصفح عنه أبداً، فنصدر قراراً في دواخل أنفسنا بأننا لن نغفر لهذا 'المجرم' أبداً، ولن نتوقف عن الشعور بالغضب تجاهه. لكننا في تلك اللحظة نكون نخلط بين شيئين مختلفين وللأسف، هما الصفح كشعور داخلي، والتنازل عن الحق كفعل خارجي.

    إن الصفح عن الآخرين لا يعني أبداً أن نتنازل عن حقوقنا، وأن نقبل بالخطأ أو الضرر الذي وقع علينا، وإنما يعني وبكل بساطة أن نتخلص فقط من ذلك الشعور الخانق الذي يعترينا تجاه من أخطؤوا بحقنا، فنقرر لأجله ألّا نصفح عنهم أبداً.

    عندما أغضب من 'فلان' من الناس، لأني كنت أحسبه صديقي، مثلاً، فإذا به لم يقدرني فيدعوني لحفلته مثلاً، فالحقيقة أن ما سيحصل هو أن هذا الفلان غالبا لن يكون الشخص الذي 'ستنفقع مرارته' غضباً مما حصل، ولن يكون هو الشخص الذي سيشعر بالحرقة في صدره ومعدته، بل سأكون أنا من يشتعل غيظاً وحنقاً ويختنق ضيقاً، وهكذا فإن إصراري على ألّا أتجاوز المسألة، على مستواها النفسي، لن يؤدي إلا إلى استمرار معاناتي من هذه المشاعر السيئة الثقيلة، والتي كلما أبقيتها في داخلي، ازدادت تركيزاً، والشعور بالكراهية، كما يقول المثل الغربي، كالقهوة، كلما ازدادت تركيزاً، زادت مرارتها.

    لنبسط المسألة لتتضح أكثر، إن فلاناً هذا الذي أخطأ في حقي هو واحد من اثنين: إما أنه شخص لا يكترث لأمري فعلا، وحينها لن يشعر بشيء البتة بل لعله لن ينتبه للمسألة برمتها، وسيعيش حياته الطبيعية، يأكل هانئاً، سليم المرارة والمعدة، وسينام قرير العين، وإما أنه شخص مظلوم فعلاً، وأن ما حصل كان خطأ غير مقصود، فإن كان هو الأول، فهذا شخص لا يستحق أن أغضب منه ولا يستحق أن أتجرع مرارة كل هذا الألم لأجله، وإن كان هو الثاني، فهذا يستحق في النهاية أن أصفح عنه وأسامحه.

    وبطبيعة الحال، فإن ما أقوله هنا لا يعني أن تتبلد مشاعر الإنسان، فيصبح كلوح من رخام، لا يتأثر بما يدور حوله، وإنما المقصود هو أن ينظر إلى هذه الآلام التي تلم به من زاوية أخرى، وألّا يسمح لنفسه بالاستغراق في تجرع مرارتها، وإنما أن يعمل على تجاوزها بأسرع ما يمكن، بعد أن يكون قد استقى درسه منها، والمهم أن يتذكر أن كل ألم يمر به في حياته، هو الوجه الأول من عملة، وجهها الآخر هو الخبرة والحكمة والمعرفة التي يجب أن يكون قد اكتسبها من هذه التجربة، وهنا، وهذه هي المفارقة الجوهرية، سيستحق هذا الألم، وبعد أن يتجاوزه أن يشكر الله عليه لأنه جعل منه شخصاً أفضل!

    يقول الدكتور فريدريك لاسكين، صاحب كتاب 'سامح للأبد'، إن الدراسات أظهرت أن الناس الذين يرفضون الصفح عن الآخرين هم الأكثر تعرضاً لاضطرابات النوم وانعدام الشهية وضمور الطاقة الحيوية، وأنهم الأكثر تعرضاً للأمراض، لذا هل ترون هذه الحقيقة المضحكة، وهي أننا وعندما نغضب من الآخرين ونرفض أن نصفح عنهم، فإننا في الواقع نحرق أنفسنا نفسياً وجسدياً أكثر بكثير مما قد نفعله بهم، وكفى بالإنسان حماقة أن يفعل ذلك!


  2. Top | #2

    تاريخ التسجيل
    Jan 2017
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.19
    المشاركات
    495
    الحمد لله على كل حال

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان