آخـــر الــمــواضــيــع

بايدن سيقوم بزيارة عاجلة إلى السعودية للإلتقاء بزعماء الخليج للحصول على موافقتهم على التطبيع بقلم شكو ماكو :: أمانة مسجد الكوفة المعظم تقرر فتح أبواب المسجد على مدار 24 ساعة بقلم تشكرات :: البرلمان العراقي يقر قانوناً بتجريم العلاقات المثلية والتحول الجنسي بقلم الحاجه :: واشنطن تقر بخسارة 3 مسيرات ثمينة قبالة سواحل اليمن بتكلفة 90 مليون دولار بقلم أمير الدهاء :: إيران سترسل صواريخ أخرى لحل مشكلة الإزدحام ..بقايا الصاروخ البالستي الايراني أصبح مزاراً للإسرائيلين بقلم المصباح :: مجتهد: ولي العهد وراء إشاعة وفاة الملك سلمان.. ودخوله المستشفى كان “فخا” للأمراء وكبار الضباط بقلم yasmeen :: المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف حيفا بقلم yasmeen :: هل أمريكا تحكم على أسس دينية أم علمانية كما تزعم..الساسة الامريكان يستندون على الانجيل لدعم إسرائيل بقلم قاهر النفاق :: الحراك ينتقل إلى بريطانيا ... طلبة كلية لندن ينظمون وقفة احتجاجية وسط الحرم الجامعي تأييدا لفلسطين بقلم أمان أمان :: العجل الذهبي و"سفر الخروج" من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاين "لاهوت تحرير" يهوديا جديدا؟ بقلم بشير ::
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مواضيع Motrqb_d313 عن المهدوية والادوار الرسالية وفقهاء الاسلام

  1. Top | #1

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    مواضيع Motrqb_d313 عن المهدوية والادوار الرسالية وفقهاء الاسلام



    من فقهائنا ثقة الاسلام الكليني مجدد مذهب اهل البيت (عليهم السلام)

    الاستاذ السيد ثامر العميدي
    مجلة فقه اهل البيت العددالاول.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين. وبعد: الحديث عن شخصية لامعة في سماء الفقه والحديث كشخصية الكليني (قدس سره الشريف) لا شك انه واسع الاطراف، متعدد الجوانب، خصب الميادين; اذ لم يكن الكليني رحمه‏الله فقيها ومحدثا فحسب، بل كان اول مجدد لمذهب اهل البيت (ع) على راس المائة الثالثة وقد شهد بذلك كبار العلماء من الطرفين كما سياتي في بيان ثناء العلماء عليه.
    ثم ان استجلاء معالم شخصية الكليني الفذة النادرة، ورسم ابعادها العلمية في صحائف معدودة - مع ما لثقة الاسلام من مقام عال، ومنزلة رفيعة، وشان جليل، وتضلع في الفقه، وشهرة في الحديث، وتتبع عبقري في الرجال، وعطاء زاخر على مر الاجيال - لابد وان يكون على حساب ابعاد خصبة اخرى، وعندها فلن يعطى الكليني من الدراسة حقه. ولكن ما لم يدرك كله، لا يترك جله; وان تعذر علينا امر الاحاطة بحياة وعطاء علم من ابرز اعلام هذه الامة، فلا اقل من التعرض ولو لبعض ملامح تلك الحياة وذلك العطاء الخالد، فنقول:
    بيئته:
    عاش ثقة الاسلام الكليني في حقبة حاسمة من تاريخ العصر العباسي الثاني امتدت من اوائل النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وحتى الربع الاول من القرن الرابع الهجري، وذلك في بيئتين مختلفتين، هما الري، وبغداد، وقد امتازت تلك الحقبة الزمنية - الى جانب تدهور الاوضاع السياسية كثيرا - انتعاش الحركة الفكرية التي استمرت بعطائها قوية نشطة دون ان تؤثر عليها الاحداث الجسيمة كقتل الخلفاء، او عزلهم وسمل اعينهم! فقد برزت في الري - وحاضرتها مدينة قم المشرفة - طاقات عملاقة في الفقه والحديث وغيرهما من علوم الشريعة الاخرى، وفي بغداد - وحاضرتها الكوفة - كذلك.
    لقد اصبحت هذه المراكز التي ارتادها الكليني من اهم مراكز الاشعاع الفكري في العالم الاسلامي وصارت - خصوصا الري وبغداد - ملتقى العلماء والمفكرين العظام من شتى المذاهب والفرق الاسلامية، فقد تنوعت الثقافة، وسادت آراء المذاهب، وتوسعت الدراسة في تلك المراكز كالفقه، والحديث، والتفسير، واللغة، والنحو ، والادب، والتاريخ، وغيرها من العلوم الاخرى كالطب، والفلك، والرياضيات، والجغرافيا ونحوها، وياتي في مقدمة تلك العلوم علوم الشريعة السمحاء التي استوعبها الشيخ الكليني استيعابا كاملا، يشهد بذلك كتابه الخالد «الكافي‏» الذي احتوى من الاخبار - التي اختار روايتها الكليني - ما يشتمل على مختلف العلوم، كالفقه، والحديث، والتفسير، والاصول، والفلسفة، والكلام، والعقائد، والاخلاق،بل وحتى اللغة ظهرت آثارها واضحة في ديباجة الكافي التي ضمنت فقرات من النثر الرائع الذي يعبر عن مدى قدرته اللغوية، وتمكنه من صياغة الكلام بلفظ موجز مع دقة في التعبير خالطها السجع المطبوع الذي كان يمثل ابرز خصائص النثر الفني في القرن الرابع الهجري.
    اسمه:
    هو الشيخ محمد بن يعقوب بن اسحاق، باتفاق جميع كتب الرجال، والتراجم، والتاريخ، وقد شذ ابن الاثير (ت/630ه ) في كتابه الكامل فقال: «محمد بن علي ابو جعفر الكليني، وهو من ائمة الامامية وعلمائهم‏». ولا يبعد ان تكون تسميته ب (محمد) - سيما والمسمي والده، وهو من الشيوخ الاجلاء المعروفين، ومن رجالات العلم والدين - جاءت تيمنا باسم نبينا الكريم(ص)، هذا وقد صادف ان يكون اسمه الثلاثي مطابقا لثلاثة من اسماء الانبياء عليهم الصلاة والسلام.
    كنيته:
    وهي: (ابو جعفر) باتفاق مترجميه قاطبة، ولعل اختياره لهذه الكنية جاء اعتزازابكنية الامام محمد بن علي الباقر (ع) اذ ليس من باب المصادفة اكتناء المحمدين الثلاثة - (الكليني، والصدوق، والطوسي) اصحاب الكتب الاربعة (الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار للطوسي) - بهذه الكنية بعد ان اتفقت اسماؤهم وهم من اخص الموالين للامام جعفر بن محمد الصادق (ع).
    لقبه:
    لقب الشيخ محمد بن يعقوب بالقاب كثيرة، ويمكن تقسيمها على طائفتين: الاولى: ما دل منها على الشيخ الكليني من حيث المكان. الثانية: ما دل منها عليه من حيث الصدق والوثاقة. اما الاولى: فهي على نحوين من الالقاب، وهما:
    النحو الاول: ما دل من القابه على نشاته الاولى وموطنه الاساس، وقد انحصر ذلك في لقبي:
    1 - الكليني: نسبة الى (كلين) - بضم الكاف وفتح اللام - قرية من قرى الري تقع على بعد ثمانية وثلاثين (كيلومترا) جنوبي غرب بلدة الري الحالية شرقي طريق مدينة قم، بينها وبين الطريق خمسة (كيلومترات). وقد اشتبه الفيروزآبادي (ت/1414ه ) ، فنسبه الى (كلين) بفتح الكاف وكسر اللام، وهي قرية من قرى الري ايضا ، وقد حرف لقبه في تاريخ الادب العربي الى (الكوليني) بدلا من (الكليني)، ولعله من المترجم.
    2 - الرازي: نسبة الى الري، وهو من النسب الشاذة التي لا تنطبق مع حروف اصل النسبة (الري); اذ يقتضي ان يكون اللقب وفقا لذلك هو (الريي)، كما هو معروف في صحة اطلاق اللقب عند اقترانه بمكان معين.
    النحو الثاني: ما دل منها على سكنه الاخير واقامته، وقد انحصر ذلك في لقبي: 1 - البغدادي: نسبة الى (بغداد) التي اتخذها مقرا ومقاما. 2 - السلسلي: نسبة الى درب السلسلة الواقع بباب الكوفة ببغداد، اذ اختار له سكنا بهذا الدرب، وبقي فيه حتى الايام الاخيرة من حياته.
    واما الطائفة الثانية من القابه الدالة على الصدق والوثاقة، فان اشهرها على الاطلاق (ثقة الاسلام)، وهناك مجموعة اخرى من القابه يعرفها العلماء خاصة والمتضلعون بهذا الفن لانصرافها عند الاطلاق اليه راسا، وقد جهلها الكثيرون لطغيان (ثقة الاسلام) عليها. وقد يكون السبب الحقيقي وراء اطلاق هذا اللقب على الشيخ الكليني حتى عرف به واشتهر من بين سائر (ثقات الاسلام)، بل وصار له علما وغلب على اسمه هو اتفاق علماء الرجال من اهل السنة والشيعة على وثاقته، اذ لم اقف - بالرغم من التتبع في كتب الرجال - على من مس الكليني بسوء قط من علماء الرجال من اهل السنة.
    اقول: لم يتعرض له احد منهم بجرح قط لا مفسرا، ولا غير مفسر، وهذا يدل‏على حصول الاجماع على وثاقته، كما يدل على ان استحقاقه للقب (ثقة الاسلام) انما كان عن جدارة، ويدل ايضا على ان لثقة الاسلام مكانة مرموقة بين سائر العلماء، لا يمسها احد بسوء الا وقد كذب، وافتضح امره بين اهل الاسلام. وكيف لا؟ وقد عده اهل السنة انفسهم - كما سيوافيك- من المجددين لمذهب اهل البيت(ع) على راس المائة الثالثة. ولادته:
    لم يؤرخ احد من العلماء ولادة الشيخ الكليني‏قدس‏سره، ولكن يمكن القول بانه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، فهو قد اخذ الحديث عن بعض المشايخ من اصحاب الائمة (الجواد، والهادي، والعسكري) (ع)، ولا يبعد ان تكون ولادته في اواخر زمن الامام العسكري(ع)، ويعلم من تاريخ وفاته انه من الطبقتين السادسة والسابعة وان ما بين وفاته ووفاة الامام العسكري(ع) (ت/260ه ) هو اقل من سبعين سنة، وعلى هذا يكون قد ادرك تمام الغيبة الصغرى، بل بعض ايام الامام العسكري (ع). ومما يقرب ذلك انه طلب منه تاليف الكافي ليكون مرجعا للشيعة، ولا يطلب مثل هذا الطلب - غالبا - ممن لم يذرف سنه على الاربعين او الخمسين، هذا مع اتفاق الكل انه صنف الكافي في عشرين سنة زيادة على عدم العلم بتاريخ الانتهاء من تصنيف الكافي، وان كان الظاهر هو قبيل وفاته بمدة قصيرة.
    اسرته:
    تربى الكليني‏رحمه الله في اسرة فاضلة، وارتشف منها - منذ نعومة اظفاره - حب الولاء لاهل البيت (ع)، وعاش في يت‏يكتنفه طيب الاصل كما وصفوه. اما الاب فهو الشيخ يعقوب بن اسحاق الكليني، كان خيرا فاضلا من رجالات العلم والدين في قرية كلين، ولا زال قبره رحمه الله معروفا بهذه القرية وغيرها، مشهورا يزار. واما الام، فقد كانت من اسرة علمية خرجت الكثير من رجالات الفقه والحديث في هذه القرية. كجدها لابيها الشيخ ابراهيم بن ابان الرازي الكليني. وعمها الشيخ احمد بن ابراهيم بن ابان، قال عنه الشيخ الطوسي: «خير فاضل من اهل الري‏» وقد وثقه العلامة الحلي، وابن داود. وابيها الشيخ محمد بن ابراهيم بن ابان، قال عنه الشيخ الطوسي: «خير»، ووثقه العلامة، وابن داود. واخيها الشيخ المعروف علي بن محمد بن ابراهيم بن ابان الرازي الكليني، يكنى ابا الحسن، ثقة عين من عيون هذه الطائفة، له كتاب اخبار الامام القائم (ع)، وثقه جميع من ترجم له من الاعلام، وقتل في طريق مكة قاصدا اداء فريضة الحج، وهو من رجال العدة التي يروي الكليني بتوسطها عن سهل بن زياد كثيرا في الكافي، وهو خال الكليني واستاذه، ومن المحتمل ان تكون ام ثقة الاسلام - كما هو المعتاد في الاسر العلمية - قد اخذت من علم اخيها وعمها وابيها قسطا باعتبار عامل التربية المهم في تكوين شخصية الفرد. فالكليني اذن هكذا كانت اسرته، ومنها تعرف سلامة نشاته في هذا البيت الذي توافرت فيه الاسباب وتظافرت لان تكون للمولود الجديد تربية خاصة، ونشاة جيدة في اسرة جل اهلها من العلماء.
    رحلاته العلمية:
    وجد الكليني في اسرته من اسباب الرقي ما اهله في اوان شبابه الى ملاقاة العلماء في كلين واخذه العلم عنهم، حتى اذا ما اشتد ساعده وهضم ما في كلين من علوم الشريعة راح الى الري وهي من ارقى حواضر العلم ونواديه المعروفة في ذلك العصر، فقد خرجت الري المئات من الفقهاء والمحدثين والمفسرين، ولازال التراث الاسلامي الذي كتب باقلام الرازيين له الفضل في رفد حركة الفكر الاسلامي الى اليوم; ومن اجل تحصيل علوم مشايخ الري من قبل ثقة الاسلام، نراه قد التقى بالكثيرين منهم وحدث عنهم وحدثوا عنه، وتبادل معهم رواية الحديث‏سماعاواجازة. ثم لم يلبث ان غادرها متابعا رحلته في طلب حديث اهل البيت(ع) ، مركزا على احاديثهم (ع)فيما يخص اصول الدين وفروعه حتى جاب بتلك الرحلة اهم المراكز العلمية في بلاد فارس متقلبا من مدينة الى اخرى، والتقى بخلق كثير من المشايخ وحدث عنهم وحدثوا عنه لا سيما في مدينة قم المعروفة يوم ذاك بتشددها وحرصها على حديث اهل البيت(ع)، وصيانته من عبث المغالين والوضاعين، ولهم في ذلك قصص ليس هنا محل الكلام عنها. ويبدو ان الكليني رحمه‏الله كان عازما على رحلة اوسع ومتابعة السفر الطويل في تحصيل آثار اهل البيت(ع)بعد ان لمس فوائد رحلاته الاقليمية وعوائدها الطيبة، وهذا ما نجده واضحا في تحوله الى بغداد عاصمة الخلافة العباسية، ومركز الحضارة الاسلامية، ومستوطن سفراء الامام الحجة (عجل‏الله تعالى فرجه الشريف). هذا بعد ان زار مدن العراق وحدث بها واخذ عن اهلها لا سيما الكوفة، ذلك المركز الاسلامي العريق الذي شع منه حديث علي (ع) الى كل الآفاق. ولعل بغداد كانت منطلقه الى الشام ثم العودة اليها، فقد ذكر ابن عساكر (ت/571ه ) في تاريخه عن الكليني انه قدم دمشق، وحدث ببعلبك وهذا يعني ان وصوله الى العراق اول مرة لا يمكن ان يكون بسنة (327ه ) كما ظنه البعض اعتمادا على اجازة الكليني رواية مصنفاته واحاديثه لتلميذه ابي الحسين عبدالكريم بن عبدالله بن نصر البزاز بباب الكوفة بدرب السلسلة ببغداد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، كما في مشيخة التهذيب، وفهرست الشيخ واي علاقة بين تاريخ منح الاجازة العلمية لشخص ببغداد وبين تحديد زمن دخول المانح الى العراق؟! وكيف يجتمع اللقاء مع مشايخ الكوفة، وسوراء، وبغداد، ثم يرحل منها الى دمشق ويحدث ببعلبك‏ويعود الى بغداد في سنة واحدة وهي سنة (327ه ) ؟ اذ كانت وفاته بسنة (328ه ) على قول سياتي. هذا مع انعدام واسطة السفر السريع في ذلك العصر البهي، وكون تقلبه في تلك المراكز لغاية علمية، مما يتطلب المكوث في كل مركز زمنا. وعلى اية حال، فقد كان لوصوله بغداد الاثر المهم في تحقيق سائر ما سجله من آثار العترة الطاهرة (ع). والى هذا تشير عبارة السيد ابن‏طاووس (ت/664ه ) . قال: «فتصانيف هذا الشيخ محمد بن يعقوب، ورواياته في زمن الوكلاء المذكورين يجد طريقا الى تحقيق منقولاته‏». وهو يعني بهذا الكلام: ان الكليني كان في بلد السفراء، وبوسعه التاكد منهم مباشرة فيما يشك بصحته من الاخبار. ولا يفهم من هذه العبارة غير هذا المعنى.قدس‏سره
    مشايخه:
    تتلمذ الشيخ الكليني‏قدس‏سره على يد الكثير من المشايخ الثقات المعروفين والحفاظ المشهورين من حملة علوم اهل البيت (ع). ولا مجال لذكرهم جميعا فضلا عن ذكر ما قيل بحقهم من كلمات الثناء. منهم الشيخ علي بن ابراهيم القمي، وهو من اهم مشايخ ثقة الاسلام الكليني، اخرج عنه ما يزيد على ربع احاديث الكافي. ومنهم الشيخ محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الهمداني، والشيخ ابو الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي، ومحمد بن احمد الخفاف النيسابوري، والحسن بن الفضل بن يزيد اليماني، والحسين بن الحسن الهاشمي العلوي الرازي، وعلي بن محمد بن ابراهيم بن ابان الكليني، ومحمد بن محمود بن ابي عبدالله القزويني، وحميد بن زياد نزيل سوراء، واحمد بن محمد بن احمد بن طلحة ابوعبدالله العاصمي نزيل بغداد، واحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الكوفي، وكثير غيرهم، على انا اقتصرنا على ذكر من اختلفت القابهم ومناطقهم، والا فمشايخه الاجلاء اضعاف هذا العدد فيما احصيناه.
    تلاميذه:
    من المتعذر حصر تلاميذ الكليني بعدد معين; لان الذي يحدث في مختلف الامصار الاسلامية، لاشك بتعدد مجالسه العلمية التي كانت تضم الكثير من الفضلاء وطلاب العلوم الشرعية، على ان عددا ليس باليسير منهم قد تلقوا كتاب الكافي من مصنفه واستنسخوه، ونشروه، والى نسخهم تنتهي نسخته، ونظرا لسمعته الطيبة، وشهرته وثقته وامانته فقد تتلمذ على يديه مجموعة من علماء اهل السنة، كالفقيه الشافعي محمد بن ابراهيم بن يوسف الكاتب الذي روى كتاب الكافي عن مؤلفه ببغداد، وابي سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى، وابي القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي، وعبدالله بن محمد بن ذكوان.
    ومن تلامذته ايضا احمد بن احمد ابو الحسين الكوفي الكاتب، وابو عبدالله احمد بن ابراهيم الصيمري، وابو الحسن ابن داود، وابو الحسن العقراني، واحمد بن الحسين العطار، واحمد بن علي بن سعيد ابو الحسين الكوفي، واحمد بن محمد بن علي ابو الحسين الكوفي الكاتب، واحمد بن محمد ابن سليمان بن الحسن ابو غالب الزراري، وجعفر بن محمد بن موسى بن قولويه، وعبدالكريم بن عبدالله بن نصر ابو الحسين البزار التنيسي، وعلي بن محمد الرازي، وعلي بن احمد بن موسى الدقاق، وعلي بن عبدالله الوراق، ومحمد بن ابراهيم ابن جعفر ابو عبدالله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب، ومحمد بن احمد المعروف بالصفواني‏يكنى ابا عبدالله مولى بني اسد، ومحمد بن احمد بن محمد بن سنان الزاهري نزيل الري، ومحمد بن الحسين البزوفري، ومحمد بن عبدالله بن المطلب ابو المفضل الشيباني، ومحمد بن علي بن طالب ابو الرجاء البلدي، ومحمد بن علي ماجيلويه، ومحمد بن محمد ابن عصام الكليني ، وهارون بن موسى بن احمد بن سعيد التلعكبري، ومحمد بن موسى بن المتوكل، وغيرهم.
    مؤلفاته:
    للكليني رحمه‏الله مؤلفات غير الكافي - ذائع الصيت- والذي يحز في النفس الما انها تعداليوم كلها - سوى الكافي - من الكتب المفقودة، وهذا هو ما يؤسف عليه حقا، على ان بعضها قد تخطى القرون ووصل بسلامة الى القرن الحادي عشر الهجري - كما تتبعناه - ثم لم يعد له بعد هذا التاريخ عين ولا اثر. وفيما ياتي اسماء مؤلفاته وهي: 1 - كتاب تعبير الرؤيا. 2 - كتاب الرد على القرامطة. 3 - كتاب الرسائل، او (رسائل الائمة (ع)) واما ذكره بعنوان (الوسائل) كما في كشف المحجة للسيد ابن طاووس، فهو مصحف من الناسخ ولعله من غلط المطبعة; لوروده في عدة مواضع من كشف المحجة بعنوان (الرسائل)، وقد اشتبه بعضهم، فعده ثلاثة كتب! وقد تتبعت النقل المباشر عن هذا الكتاب فوجدته قد وصل سالما الى القرن الحادي عشر، وبالضبط الى عصر الفيلسوف صدر الدين الشيرازي (ت/1050ه) ، اذ نقل عنه مباشرة في شرح اصول الكافي 2: 612 - 615 خطبة لامير المؤمنين (ع) مصرحا باخذه من هذا الكتاب ما هو مواضع الحاجة. 4 - كتاب ما قيل في الائمة (ع) من الشعر. 5 - كتاب الرجال. 6 - كتاب خصائص الغدير، او خصائص يوم الغدير. 7 - كتاب الكافي. ويظهر من تعداد كتب الكليني انه كان مقلا في التاليف قياسا الى شيوخ الشيعة كالمفيد، والصدوق، والطوسي، واضرابهم،وعذره في‏هذا هو انه‏رحمه الله‏كان‏منصرفا بكل‏همته وعلمه الى معرفة حديث اهل البيت (ع) الذي لم يجمع في موسوعة كالكافي قبله، ولم ينقح بعضه، بل كان موزعا على مئات الكتب، منها - وهو الاعم الاغلب - ما هو معتبر ومعتمد في ذلك العصر، ومنها ما هو ليس كذلك، مع تفرق هذه الكتب ومشايخ الحديث في معظم امصار الاسلام، ولما كان الكليني هو اول من تصدى لجمع احاديث اهل البيت (ع) من عيونها ومصادرها وحفاظها الثقات; لذا نراه قد استرخص من عمره - لاجل هذه المهمة - عشرين سنة، ولولا الكافي لكانت تلك المدة الطويلة حافلة في التصنيف والتاليف. والحق، انه لو لم يكن للكليني الا الكافي لكفاه فخرا وثوابا على مر العصور، اذ خلد حسنة جارية له الى يوم النشور، وعلى مثل هذا فليتنافس المتنافسون. والكافي كتاب موسوعي، ذكر فيه ما يحتاجه الفقيه والمحدث والمتكلم والمؤرخ وطالب العلم، هذا مع تناوله دقائق فريدة لا توجد في غيره تتعلق بشؤون العقيدة، وتهذيب السلوك، ومكارم الاخلاق. والكتاب - بحسب تصنيف مصنفه - يقع في ثلاثة اقسام وهي:
    1 - اصول الكافي: حظي هذا القسم بعناية خاصة من لدن العلماء، لم يحظ بها - عند الامامية - كتاب في بابه، وذلك لاشتماله على احاديث وابواب لم تذكر في غيره من كتب الحديث عندهم، اذ تعرضت احاديث الاصول من الكافي لمختلف مباحث العقيدة، كالتوحيد، والعدل، والنبوة، والامامة، والمعاد يوم القيامة، هذا مع كثرة الاحاديث الواردة في مجالات معرفية اخرى كالموت، وحياة البرزخ، والبعث، والنشور، والثواب، والعقاب، والجنة، والنار، والسراط، والميزان، والقضاء، والقدر، والجبر، والتفويض، والقدم، والحدوث. مع بيان اهمية العقل، والعلم وفضائله، وقبح الجهل ورذائله، ودرجات الايمان والكفر، واهمية الدعاء في حياة المسلم، وما للقرآن الكريم من فضل عظيم، وآداب العقيدة، الى غيرها من الامور الاخرى التي اهتمت بدراستها كتب الكلام، والفلسفة، والعقائد. وقد رتب الكليني رحمه‏الله احاديث الاصول من الكافي في ثمانية كتب، وهي: كتاب العقل والجهل، وكتاب فضل العلم، وكتاب التوحيد، وكتاب الحجة، وكتاب الايمان والكفر، وكتاب الدعاء، وكتاب فضل القرآن الكريم، وكتاب العشرة.
    2 - فروع الكافي: صنف الكليني (رحمه الله تعالى) احاديث الفروع على اساس تعلقها بمعرفة الاحكام الفرعية الشرعية التي تبحث عادة بكتب الفقه الاسلامي، لذا نرى من الضرورة التعرض الى بيان هيكلها العام في فقه الشيعة الامامية، فنقول: تقسم الاحكام الفرعية عند فقهاء الشيعة الامامية على قسمين وهما: (العبادات والمعاملات). اما العبادات فيدخل فيها: احكام المياه، والوضوء، وآداب التخلي، واحكام الغسل واقسامه، والحيض، والاستحاضة، والنفاس، واحكام الاموات، والتيمم، والنجاسات، والمطهرات، والصلاة، والزكاة، والخمس، والصوم، والاعتكاف، والحج، والعمرة، واعمال المدينة المنورة، والجهاد، والوقف والصدقة، ودخول الوقف والصدقة في العبادات هو لاعتبار نية القربة الى الله‏عز وجل‏ويدخلان‏في قسم‏العقود من‏المعاملات‏باعتبارآخر. واما المعاملات، فتقسم عندهم على ثلاثة اقسام وهي:
    1 - العقود: ويدخل فيها: التجارة وآدابها، والبيع واقسامه من النقد والنسيئة، والسلف ، والصرف، والربا، والبيع، والخيارات، والشفعة، والاجارة، والمزارعة، والمساقاة، والجعالة، والسبق، والرماية، والشركة، والمضاربة، والوديعة، والعارية، والضمان، والحوالة، والكفالة، والدين، والرهن، والصلح، والوكالة، والهبة، والصدقة، والوقف، والسكنى، والعمرى، والوصية، والنكاح وتوابعه كالرضاع، والقسم، والنشوز، واحكام الاولاد، والنفقات، والخلع، والمباراة، والمكاتبة.
    2 - الايقاعات: ويدخل فيها: الاقرار، والطلاق وتوابعه كاحكام العدة والظهار والايلاء واللعان، والعتق، والتدبير، والايمان، والنذور، والعهود.

  2. Top | #2

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    رد: من فقهاءنا ثقة الاسلام الكليني

    3 - الاحكام: ويدخل فيها: اللقطة، والغصب، واحياء الموات، والحجر، والكفارات، والصيد، والذباحة، والاطعمة، والاشربة، والميراث، والقضاء، والشهادات، والحدود، والتعزيرات، والقصاص، والديات. وبمراجعة احاديث الفروع من الكافي نجدها قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بسائر تلكم الامور، مع روعة التصنيف الذي وفر للفقيه سهولة مراجعتها، اذ وزعها الكليني‏قدس‏سره على كتب الفروع الفقهية، وهي: كتاب الطهارة، وكتاب الحيض، وكتاب الجنائز، وكتاب الصلاة، وكتاب الزكاة، واما ما يتعلق بالخمس فقد ذكره في آخر كتاب الحجة من اصول الكافي ; لارتباطه بحق الامام(ع)، وكتاب الصيام، وكتاب الحج، وكتاب الجهاد، وكتاب المعيشة، وكتاب النكاح، وكتاب العقيقة، وكتاب الطلاق، وكتاب العتق والتدبير والكتابة، وكتاب الصيد، وكتاب الذبائح، وكتاب الاطعمة، وكتاب الاشربة، وكتاب الزي والتجمل والمروءة، وكتاب الدواجن، وكتاب الوصايا، وكتاب المواريث، وكتاب الحدود، وكتاب الديات، وكتاب الشهادات، وكتاب القضاء والاحكام، وكتاب الايمان والنذور والكفارات.
    هذا وقد بوب الاحاديث في هذه الكتب تبويبا دقيقا، اضاف مسحة جمالية على الكتاب، يستطيع الباحث تلمسها باستخراج اي حديث شاء من الفروع بسهولة ويسر. فلا غرابة اذن في ان يشهد معلم الامة، ومن منحته بغداد كرسي كلامها فيقول عن الكافي: انه من «اجل كتب الشيعة واكثرها فائدة‏».
    3 - روضة الكافي: اختار الكليني قدس‏سره لهذا القسم من الكافي اسم (الروضة); لاشتماله على امور كثيرة يصعب تصنيفها في كتب وابواب. فقد تعرض‏فيه‏الى‏كثيرمن‏الاحاديث‏المفسرة‏لكتاب‏الله‏عز وجل ، مع بيان زهد النبي(ص)، وسيرته العطرة، واقواله الكريمة، مع شي‏ء من قصص بعض الانبياء(ع) ; لاخذ العبرة منها، زيادة على خطب الائمة (ع)، ورسائلهم، وحكمهم، ومواعظهم، مع نتف من الاحداث التاريخية المهمة، وسير بعض الصحابة، وكيفية اسلامهم، مع الكثير من اخبار الصالحين، وآداب المتادبين، ولم ينس فيه رواية ما يتعلق بحقوق المسلمين فيما بينهم، وما جبلت عليه القلوب، ومخالطة الناس، واصنافهم، وامراضهم وعلاجها، كما حشد في الروضة الكثير من احاديث الاخلاق، وآداب المسلم، مع روايته لما يتعلق بآيات الله تعالى الناطقة على وجوده; كالمطر، والشمس، والقمر، والنجوم، حتى يبدو للباحث ان هذا الجزء الحافل بمختلف الاخبار، ونفائس الاعلاق، من عقائد، وتفسير، واخلاق، وقصص، وتاريخ، وجغرافيا، وفلك وطب ونحوها قد جاء اسما على مسماه; فهو كالروضة الندية حقا فيها من كل الورود الرياحين «بيد انها لا تخلو من اشواك - قليلة - وعلى الخبير المنقب ان يتحاشاها». على ان الكليني رحمه‏الله قد التزم في الكافي التزاما عجيبا في رواية النص المنقول عن اهل البيت (ع)، فهو لا يتصرف ابدا في لفظ الحديث، ولا ينقله بالمعنى بتاتا لفرط امانته في الرواية، هذا مع كونه فقيها مجددا قريب العصر من مصدر رواياته. وكتابه الكافي «رزق فضيلة الشهرة، والذكر الجميل، وانتشار الصيت، فلا يبرح اهل الفقه ممدودي الطرف اليه، شاخصي البصر نحوه، ولا يزال حملة الحديث عاكفين على استيضاح غرته، والاستصباح بانواره; وهو مدد آثار النبوة، ووعاة علم آل محمد (ص)، وحماة شريعة اهل البيت (ع)، ونقلة اخبار الشيعة، ما انفكوا يستندون في استنباط الفتيا اليه وهو قمن ان يعتمد عليه في استخراج الاحكام، خليق ان يتوارث، حقيق ان يتوفر على تدارسه، جدير ان يعنى بما تضمن من محاسن الاخبار، وجواهر الكلام، وطرائف الحكم‏». ومن دلائل شهرته: انه طبع اكثر من عشرين طبعة، ولا زالت المكتبة الاسلامية العلمية تحتفظ بجهود عمالقة التشيع بهذا الفن بخصوص ما بذلوه من جهد وعناء حول نص الكافي، من تحقيق، وشرح، وتعليق، وتهميش، وتحشية، وبيان كنوز احاديثه، ودراسة رجاله، وترتيب اسانيده، وتمييز مشتركاته، واختصاره، وترجمته، وفهرسة مطالبه بما يناهز واحدا وثمانين كتابا فيما احصيناه. وهم مع كل هذه الجهود، لم يقل احد منهم بوجوب الاعتقاد والعمل بما بين دفتيه، او الاقرار بصدور كل ما فيه عن الائمة (ع) جزما، ما خلا المحدث الاسترابادي فقط الذي رام ان يجعل كل احاديثه قطعية الصدور بقرائن لا تنهض على ذلك، باعتراف المحدث النوري وكلاهما من الاخباريين. كما ان الكليني قدس‏سره لم يقل: ان كل ما اخرجته في هذا الكتاب صحيحا; ولم يصرح احد من اعلام الشيعة بان الكليني رحمه‏الله لم يخرج الحديث الا عن الثقة، عن مثله في سائر الطبقات، بل غاية ما يستفاد من كلامهم قدس‏سرهم، هو ان اخباره مستخرجة من الاصول المعتبرة التي شاع بين قدماء الشيعة الوثوق بها والاعتماد عليها; اذ كانت مشهورة معلومة النسبة الى مؤلفيها الثقات. واما عن اعراض الفقهاء عن بعض مرويات الكافي فلا يدل على عدم صحتها عندهم، ولا ينافي جلالة الكافي بين كتبهم، اذ رب صحيح لم يعمل به لمخالفته المشهور، كما ان اعراض الفقيه عن خبر لا يدل على ضعفه عنده، فضلا عن غيره، اذ قد يكون وجه الاعراض لدليل آخر، وعلة اخرى لا ربط لها بالضعف المظنون. هذا مع اختلاف مصطلح الصحيح بين قدماء الشيعة وبين متاخريهم على ما هو معروف ومشهور. والكليني قدس‏سره لم يجر في الكافي الا على متعارف الاقدمين في اطلاق الصحيح على كل حديث اعتضد بما يقتضي الاعتماد عليه، او اقترن بما يوجب الوثوق به والركون اليه، كوجوده في كتب الاصول الاربعمائة - وهي اربعمائة مصنف لاربعمائة مصنف من اصحاب الائمة (ع) -، او لوجوده في كتب مشهورة متداولة نقلت عن الثقات الاثبات بالطرق المتصلة باهل البيت (ع)، او لتكرره في اصل او اصلين بطرق مختلفة واسانيد متعددة، او لوجوده في اصل معروف الانتساب الى من اجمعوا على تصديقهم والاقرار لهم بالفقه والعلم، او كان في احد الكتب التي عرضت على الائمة(ع) فاثنوا على مؤلفيها، او كاخذه من احد الكتب التي شاع بين ثقات الطائفة اعتمادها سواء كانت من كتب الامامية ككتاب الصلاة لحريز بن عبدالله السجستاني، وغيره من الكتب المعتبرة، او من كتب غير الامامية ككتاب حفص بن غياث القاضي، والحسين بن عبدالله السعدي، وكتاب القبلة لعلي بن الحسن الطاطري. ولا شك ان تصنيف الحديث ابتداء من عصر ابن طاووس (ت/664ه ) وتطويره على يد العلامة (ت/726ه ) ، كان على اثر فقدان معظم تلك القرائن، فصنفوه الى صحيح، وحسن ، وموثق، وضعيف، ثم حاول المتاخرون تطبيق هذا الاصطلاح على كتب الحديث ومن بينها الكافي، فظن من لا خبرة له ان هذا قادح بالكثير من احاديث الكافي، ولم يلتفت الى ان هذا التطبيق‏لم يلحظ فيه ما جرى‏عليه ثقة الاسلام‏رضي الله‏عنه من اطلاق لفظ الصحيح على ما اقترن بالقرائن المتقدمة التي‏صار فقدان معظمها سببا للتصنيف الجديد. ومن مميزات الكافي ما قاله في الوافي من ان الكليني «ملتزم في الكافي ان يذكر في كل حديث - الا نادرا - جميع سلسلة السند بينه وبين المعصوم (ع)، وقد يحذف صدر السند، ولعله لنقله عن اصل المروي عنه من غير واسطة، او لحوالته على ما ذكره قريبا، وهذا في حكم المذكور».
    اقول: لا تنافي بين النقل المباشر عن اصل المروي، وبين الاحالة على ما ذكر قريبا، لحاجة النقل المباشر - ما لم تكن معاصرة مع صاحب الاصل - الى اتصال الرواية بالاصل، بل الاختصار السندي في تلك الحالات انما هو للاشعار بالنقل المباشر عن الاصل، مع وضوح الطريق اليه، لا لمجرد الاختصار كما اشتبه بذلك البعض، فظن ان القائلين بالنقل المباشر عن اصل المروي، انما هو قول بالارسال والانقطاع!! وفي المقام نكات لا يسع المقام لتفصيلها.
    ومن مميزاته الاخرى كما نبه عليه بعض المحققين: وضع الاحاديث المخرجة الموضوعة على الابواب على الترتيب بحسب الصحة والوضوح، ولذلك احاديث اواخر الابواب لا تخلو من اجمال وخفاء. ولا يضر خروج بعض الاحاديث عن هذا الترتيب، اذ المراد هو الاعم الاغلب. ومنها ايضا: انه لا يورد الاخبار المتعارضة، بل يقتصر على ما يدل على الباب الذي عنونه، وربما دل ذلك ترجيحه لما ذكر على ما لم يذكر. ومنها: روايته عن مجموعة من مشايخه الثقات بلفظ (عدة من اصحابنا) وقد عرف اكثرهم وشخصت اسماؤهم. ونكتفي بهذا القدر عن الكافي، ونعود لشخص مؤلفه فنقول:
    ثناء العلماء عليه:
    ارتقى الشيخ الكليني رضي الله تعالى عنه، مكانا مرموقا ومنزلة عظيمة بين علماء الاسلام، فحمدت سيرته، وسار ذكره، وعظم صيته عندهم، وطارت شهرته اليهم، فكان فقيها مجددا، وعالما متضلعا، ومحدثا ثقة، ومتكلما بارعا، وعقائديا فذا، عبقري التتبع، بصيرا، ناقدا، واسع المعرفة، مفرط النباهة، حاد الذكاء، اجتمعت في شخصه - مع العلم الغزير - صفات المسلم المؤمن الحقة، من ورع، وزهد، وتقوى، وعبادة، كل هذا مع صفاء السريرة، ونفاذ البصيرة، يزينها الولاء التام لعترة خير الانام; ولهذا كان علما من اعلام اهل بيت النبوة ومعدن الوحي ومهبط الرسالة، فاق اقرانه في كثير من العلوم، اذ له القدم الراسخ في الفقه والحديث والكلام، حتى صار مفزعا للعلماء، وموردا عذبا للمحدثين والفقهاء الذين ما فتئوا يذكرونه بكل جميل.
    وفي ما يلي بيان بعض آيات الثناء والذكر الجميل، اما حصرها ابتداء من عصره والى اليوم فهو من المتعذر علينا بهذا البحث; اذ لا نكاد نجد كتابا رجاليا او حديثيا مع كثير من كتب الاجازات والفقه والاصول والكلام خالية من الاجلال والتعظيم لشخصية الكليني الفذة، هذا فضلا عن كلمات كبار العلماء من اهل السنة بهذا الشان، مع اعتراف بعض المستشرقين بفضل الكليني وكتابه الكافي:
    الثناء على الكليني ببعض كتب الشيعة:
    قال النجاشي (ت/450ه ) : «محمد بن يعقوب بن اسحاق ابو جعفر الكليني - وكان خاله علان الكليني الرازي - شيخ اصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان اوثق الناس في الحديث واثبتهم. صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني - يسمى الكافي - في عشرين سنة‏». وقال الشيخ الطوسي (ت/460ه ) في الرجال: «جليل القدر، عالم بالاخبار، وله مصنفات، يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي‏». وقال في الفهرست: «ثقة، عارف بالاخبار، له كتب، منها كتاب الكافي، يشتمل على ثلاثين كتابا». وقال السيد ابن طاووس الحلي (ت/664ه ) : «الشيخ المتفق على ثقته وامانته، محمد بن يعقوب الكليني، تغمده الله - جل جلاله - برحمته‏». وعده المحقق الحلي (ت/676ه ) من اكابر العلماء، واجلاء الرواة في كتابه «المعتبر» الذي ذكر فيه اسماء اعاظم الطائفة من الرواة العلماء، وادرج اسم الكليني معهم. وترجم له‏العلامة الحلي(ت/726ه)واثنى‏عليه بعبائر النجاشي والشيخ الطوسي. واثنى عليه ابن داود الحلي (ت/740ه) بما مر من اقوال عن النجاشي والشيخ الطوسي ايضا. وعده الشهيد الثاني (ت/966ه ) على راس من اشتهروا بالعدالة بين اهل النقل وغيرهم من اهل العلم، مؤكدا على انهم ليسوا بحاجة الى التشخيص على تزكية، ولا تنبيه على عدالة; لما اشتهر - في كل عصر - من ثقتهم، وضبطهم، وورعهم، زيادة على عدالتهم. وهكذا الحال مع جميع اساطين الرجال الذين جاءوا بعد عصر الشهيد الثاني والى الآن، فقد اجمعوا برمتهم على كلمة واحدة الا وهي كون الكليني من اعلام هذه الامة، وسوف نذكر اقوال بعضهم ونشير الى بعضها الآخر لغرض الاختصار:
    قال الشيخ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت/1111ه ) : «الشيخ الصدوق، ثقة الاسلام، مقبول طوائف الانام... محمد بن يعقوب الكليني‏». وقال السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت/1212ه ) : «ثقة الاسلام، وشيخ مشايخ الاعلام، ومروج المذهب في غيبة الامام (ع)، ذكره اصحابنا... واتفقوا على فضله، وعظم منزلته‏». وقال الشيخ عبدالنبي الكاظمي (ت/1256ه ) عن مكانته بين علماء الاسلام من الطرفين: «وهو ثقة، محترم عندهم; فلذا سمي ب : ثقة الاسلام‏». وقال الكنتوري (ت/1286ه ) : «ثقة الاسلام، قدوة الانام، رئيس المحدثين الكرام، المجدد لمنهاج الائمة الهدى (ع) في راس المائة الثالثة، الشيخ الاقدم‏». وفي روضات الجنات للخوانساري (ت/1313ه ) : «هو في الحقيقة امين الاسلام، وفي الطريقة دليل الاعلام، وفي الشريعة جليل قدام، ليس في وثاقته لاحد كلام، ولا في مكانته عند ائمة الانام، وحسب الدلالة على اختصاصه بمزيد الفضل، واتقان الامر: اتفاق الطائفة على كونه اوثق المحمدين الثلاثة‏». وقال الشيخ عباس القمي (ت/1359ه ) : «الشيخ الامام، قدوة الانام، كهف العلماء الاعلام ، ومفتي طوائف الاسلام ، وملاذ المحدثين العظام ابو جعفر ثقة الاسلام‏». وقال ايضا: «شيج اجل، اوثق، اثبت، ابو جعفر محمد بن يعقوب‏»، واثنى عليه في كتبه الاخرى ايضا الى كثير من اقوال العلماء المبينة لمكانة الشيخ الكليني في نفوسهم نذكر منهم: الشيخ عناية‏الله القهبائي (ت/1016ه ) ، والشيخ البهائي (ت/1031 ه ) ، والسيد مصطفى التفريشي (ت/1044ه ) ، والشيخ الطريحي (ت /1085 ه ) ، والمقدس الاردبيلي (ت/1100ه ) ، والشيخ محمد بن اسماعيل المشهور بابي علي الحائري من اعلام القرن الثالث الهجري، والسيد محسن الاعرجي الكاظمي (ت/1227ه ) ، والشيخ النراقي (ت/1319ه ) ، والمحدث النوري (ت/1320ه ) ، والشيخ المامقاني (ت / 1351ه ) ، والسيد حسن بن هادي الصدر (ت/1354ه ) ، والسيد محسن الامين (ت/1371ه ) . هذا، ولكل من المحقق العلامة المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم والمحقق العلامة المرحوم الشيخ علي اكبر الغفاري والشيخ النجفي المعاصر عبدالحسين المظفر، واستاذناالعلامة الدكتور حسين‏علي محفوظ ترجمة ضافية للكليني‏قدس‏سره فيها المزيد من اقوال العلماء القدامى والمتاخرين. ولكاتب هذه السطور كتابان مطبوعان حول ثقة الاسلام وكتابه الكافي حاولنا فيهما دراسة شخصية الكليني وابعادها العلمية، مع دراسة ما قيل حول الكافي وبشكل مفصل. ولا يفوتنا ان نشير الى ما كتبه العلامة المحقق السيد عبدالعزيز الطباطبائي في كتابه الغدير في التراث الاسلامي من ترجمة مختصرة مهمة للشيخ الكليني. الثناء عليه بكتب اهل السنة: ان لجلالة الكليني، ومنزلته، وثقته، وامانته، وعدالته اثرها البارز في بعض كتب اهل السنة; اذ عده بعضهم من المجددين لمذهب الامامية مذهب اهل البيت (ع) على راس المائة الثالثة من الهجرة المشرفة، لما جاء في الحديث الشريف: «ان‏الله تعالى سيبعث لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» منهم: المبارك بن محمد بن الاثير (ت/606ه ) الذي عد الامام محمد بن علي الباقر (ت/114ه ) (ع)، من المجددين لمذهب اهل البيت (ع) على راس المائة الاولى من الهجرة الشريفة، وعلى راس المائة الثانية الامام ابي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا (ت/203ه ) (ع)، وعلى راس المائة الثالثة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالى، وعلى راس المائة الرابعة السيد علي بن الحسين بن موسى الشريف المرتضى (ت/436ه ) رضي الله تعالى عنه. وفي نهاية الدراية للسيد حسن الصدر ما نصه: «وقال الطيبي في شرح مصابيح البغوي: وعن الجزري في جامع الاصول انه قال: ابو جعفر محمد بن يعقوب الرازي، الامام على مذهب اهل البيت (ع)، عالم في مذهبهم، كبير، فاضل عندهم، مشهور، وله ذكر فيمن كانوا على راس المائة الثالثة.. ومن خواص‏الشيعة‏ان لهم على راس كل مائة‏سنة من‏يجددمذهبهم، وكان يجدده [مجدده] على‏راس‏المائتين‏علي بن‏موسى الرضا (ع)، وعلى‏المائة الثالثة محمد بن يعقوب الكليني رحمه‏الله، وعلى المائة الرابعة علي بن الحسين المرتضى. وقال الطيبي في شرح مصابيح البغوي: في الثالثة من اولي الامر: المقتدر بالله، ومن الفقهاء: فلان - الى ان قال - وابو جعفر الرازي الامامي‏». وقال عبدالغني بن سعيد الازدي المصري (ت/407ه ) في المؤتلف والمختلف: «من الشيعة المصنفين مصنف على مذهب اهل البيت (ع)». وفي تاريخ ابن عساكر (ت/571ه ) : «ابو جعفر الكليني الرازي، من شيوخ الرافضة، قدم دمشق وحدث ببعلبك‏عن ابي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي، ومحمد بن احمد الخفاف النيسابوري، وعلي بن ابراهيم بن هاشم. روى عنه ابو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى ... وابو عبدالله احمد بن ابراهيم، وابو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي، وعبدالله بن محمد بن ذكوان‏». ثم اخرج عنه حديث الامام الصادق (ع) قال: قال امير المؤمنين (ع): «اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله‏». وقال عز الدين علي بن محمد بن الاثير (ت/630ه ) : «الكليني، وهو من ائمة الامامية وعلمائهم‏». وقال العلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي: «واثنى عليه الذهبي في المشتبه 2: 553 قائلا: محمد بن يعقوب الكليني من رؤوس فضلاء الشيعة في ايام المقتدر. واطراه باكثر من هذا في سير اعلام النبلاء حيث ترجم له في 15: 280 [برقم: 125] وقال: شيخ الشيعة، وعالم الامامية، صاحب التصانيف ابو جعفر محمد بن يعقوب الكليني، روى عنه احمد بن ابراهيم الصيمري وغيره، وكان ببغداد، وبها توفي، وقبره مشهور». وقال صلاح الدين الصفدي (ت‏764ه ) : «وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم‏». وقال ابن حجر العسقلاني (ت/852ه ) : «وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم‏». و«من رؤوس فضلاء الشيعة في ايام المقتدر». وعده الفيروز آبادي (ت‏817ه ) من فقهاء الشيعة. ومثله الزبيدي الحنفي (ت/1205ه ) قال: «الكليني من فقهاء الشيعة‏». وقال خيرالدين الزركلي الوهابي (ت‏1976م) : «محمد بن يعقوب بن اسحاق ابو جعفر الكليني، فقيه امامي، من اهل كلين (بالري)، كان شيخ الشيعة ببغداد، وتوفي فيها، من كتبه (الكافي في علم الدين) ... صنفه في عشرين سنة‏». الثناء عليه بكتب المستشرقين: لم يقتصر الاعتراف بفضل الكليني على علماء الاسلام وحدهم، بل طارت شهرته الى عالم الاستشراق حتى شهدوا بفضله ايضا، وخير الفضل ما شهدت به الاعداء. قال ت . ژش‏چسچا ذخژخحدچذرا : عن المحمدين الثلاثة اصحاب الكتب الاربعة: «واول هؤلاء المحمدين واعلاهم منزلة هو محمد بن يعقوب الكليني الذي الف كتاب الكافي في علم الدين‏». وقال ذچذدخدرزت دخزچپ : «وفي اوائل القرن الرابع الهجري، كان مجدد فقه الامامية هو ابو جعفر محمد بن يعقوب الكوليني [كذا] الرازي‏».
    وفاته(قدس سره): لعلماء الرجال قولان في بيان تاريخ وفاة الشيخ الكليني رحمه الله تعالى. اولهما: انه توفي في شهر شعبان سنة 329ه، وهو ما اقتصر عليه الشيخ النجاشي (ت/450ه ) ، والشيخ الطوسي (ت/460ه ) في الرجال، واختاره العلامة الحلي (ت/726ه ) وكثير ممن جاء بعده من المتاخرين. وثانيهما: انه توفي في سنة 328ه، وقد ذكر هذا التاريخ واقتصر عليه الشيخ الطوسي في الفهرست، وابن الاثير (ت/630ه ) في الكامل، والسيد ابن طاووس (ت/664ه ) في كشف المحجة، ووقف عليه جملة من المتاخرين. وقد تردد بين هذين التاريخين عدد من العلماء المتاخرين دون ابداء الترجيح بينهما. والظاهر رجاحة القول الاول على الرغم مما ذكره الشيخ في الفهرست; لان كتاب الفهرست هو اسبق تاليفا من كتاب رجال الشيخ للاكثار من الاحالة في الثاني الى الاول، وعليه يمكن عد قوله الاخير في كتاب الرجال الموافق لقول النجاشي هو بمثابة العدول عن قوله السابق في الفهرست.
    ويمكن ان يقال: ان قول الشيخ في الفهرست معارض لقوله في الرجال فيتساقطان، فيبقى قول النجاشي بلا معارض. ولقد وقفت منذ بضع سنين على نص صريح في كتاب اخبار الراضي للصولي المعاصر للشيخ الكليني وكان معه ببغداد، وتوفي الصولي سنة 335ه، يصرح فيه بوفاة الشيخ الكليني في منتصف شعبان سنة 329ه، وللاسف ان هذا الكتاب لم يقع بيدي اثناء تحرير هذا التعريف بالشيخ الكليني.
    مكان الوفاة: اتفقت جميع المصادر المعتمدة - الامامية وغيرها - على حصول الوفاة ببغداد بباب الكوفة، وهي احدى ابواب بغداد من ناحية الجنوب الغربي للمدينة باتجاه الكوفة. وقد اشتبه كل من الدكتور احمد امين المصري (ت/1373ه ) Donaldisin ضحى الاسلام، والمستش رق في عقيدة الشيعة باسم باب الكوفة، فذكرا ان وفاته (قدس سره الشريف) كانت في الكوفة .
    الوداع الاخير: وبعد وفاته (رحمه الله تعالى) ببغداد في الجانب الغربي منها بباب الكوفة، درب السلسلة خرجت اعيان بغداد ووجوهها وجماهيرها لتشييع الجثمان الطاهر، وقد ام الجموع المحتشدة - التي خرجت تودع فقيهها ومحدثها الوداع الاخير - للصلاة على الجثمان الطاهر السيد محمد بن جعفر الحسني المعروف بابي قيراط، وهو من كبار علماء الامامية، ونقيب الطالبيين ببغداد. ولا شك انه كان يومه يوما مشهودا ودعت فيه بغداد علما من اعلامها، ووارت جثمانه الثرى، وهي منطقة (الجعيفر) الحالية ببغداد في جانب الكرخ، وهناك تحقيق عن مكان قبره الشريف تغمده الله‏عزوجل‏برضوانه،وانزل عليه شآبيب رحمته، وحشره مع اهل بيت نبيه(ع).
    (ومن ياته مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى).
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
    منقووووووووووووووول

  3. Top | #3

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي

    السؤال : نعلم أن الامام المهدي – الحجة بن الحسن العسكري – (عج) غاب عن الأنظار عام 260 هجري , وقد مضى على غيبته أكثر من ألف عام , نريد أن نعرف ما هي فلسفة هذه الغيبة الطويلة ؟
    الجواب : ينبغي الالتفات – أولاً – الى أن غيبة الامام عن أعيننا لا تعني أنه يعيش في عالم آخر يغاير هذا العالم , ولا أن وجوده الجسمي تحول الى وجود غير مرئي على غرار أمواج الأثير , بل تعني غيبة الامام (عج) أنه يعيش وسط الناس , وهم لا يعرفونه , فهو يتمتع بحياة طبيعية .
    لكن ما هي فلسفة هذه الغيبة الطويلة ؟ ينبغي الاجابة عن هذا السؤال بما يلي :
    إن استراتيجية الامام المهدي (عج) تختلف تماماً عن استراتيجية الأنبياء والأئمة كافة ؛ وذلك لأن استرتيجيته غير قائمة على التقنين , بل هي استرتيجية تنفيذية – بكل ما للكلمة من معنى – في العالم بأسره , بمعنى أنه مكلف بتطبيق جميع مبادئ وتعاليم الاسلام في ربوع العالم , ونشر وبسط مبادئ العدل والقسط والحق بين كافة أفراد البشر .
    صحيح أن الأنبياء والأئمة – أيضاً – أنجزوا شطراً من هذه الاستراتيجية , لكن نتيجة لعدم وجود الاستعداد الكافي لدى غالبية البشر , لم يتخذ هذا الموضوع أبعاداً عالمية ذات طابع شمولي ؛ فيتوقف بعد تغلغله في شعاع محدد من المجتمعات الانسانية .
    من الواضح أن تطبيق كذا استراتيجية ثورية عالمية , تؤسس لنشر وترسيخ مبادئ العدالة والحق بين الناس في كافة بقاع العالم , تتطلب توفير مقدمات لا يتسنى لها الظهور الى حيز الواقع إلا بمرور الزمن وتكامل المجتمع من جميع النواحي , ونشير فيما يلي الى جملة من هذه المقدمات :
    1- الاستعداد النفسي :
    يجب – أول وهلة – أن تتعطش شعوب العالم وتتهيأ لتنفيذ هذه المبادئ , وطالما لم يتم الطلب من قبل شعوب العالم فان عرض أي نوع من الاستراتيجيات والبرامج المادية والمعنوية لن يكون مجدياً ومؤثراً ؛ حيث لا يسود قانون العرض والطلب في نظام الحياة الاقتصادية فقط , فلا تكون هناك قيمة لعرض البضاعة ما لم يكن لها طلب من الناس , بل إن عين هذا النظام سائد – أيضاً- في عرض البرامج المعنوية والأصول الأخلاقية والمدارس السياسية والثورية , فطالما لم يحصل طلب لهذه الأمور من أعماق قلوب الناس سيؤول عرضها الى الفشل .
    بدهي أن مرور الزمن , وخيبة القوانين المادية , ونشوء المآزق الدولية , وجرّ البشرية الى أعتاب هاوية الحرب , سيعيي الشعوب العالمية , ويوقفهم على حقيقة أن أصول القوانين المادية , وما يسمى بالمنظمات الدولية , لن تجدي نفعاً في حل مشاكل الحياة واشاعة العدل في العالم ؛ بل إن هذا الاعياء والقنوط سيهيأ شعوب العالم لتقبل ثورة جذرية , ونحن نعلم أن هذا الموضوع بحاجة الى مزيد من الوقت لكي تثبت تجارب الحياة المريرة أن تمام الأنظمة المادية والمنظمات الانسانية عاجزة عن تنفيذ مبادئ العدالة , وإحقاق الحق , وتعزيز الأمن والاستقرار ؛ وفي نهاية المطاف , ونتيجة لليأس والقنوط يتولد هذا الطلب لدى البشر بغية تحقق تلك الأهداف الالهية , وتتهيأ الأرضية – تماماً- لعرض ثورة عالمية على يد رجل إلهي وسماوي ([1]).
    2- تكامل العلوم والثقافات الانسانية :
    من جهة أخرى , ثمة حاجة ملحة لتطور العلوم والثقافات الاجتماعية والشعبية في سبيل تشييد حكومة عالمية قائمة على أساس العدل والقسط , ولا يتسنى ذلك بدون التقدم الفكري ومرور الزمن .
    وبعبارة أخرى : يتعذر إقامة حكومة عالمية في شتى أرجاء المعمورة , يحكمها العدل والقانون , ويتمتع فيها جميع البشر بكافة المزايا الفردية والاجتماعية للاسلام , مع الافتقار الى ثقافة متطورة في عموم الشؤون البشرية , ولا يتحقق ذلك بدون وجود ثقافة متكاملة ؛ وهذا – أيضاً – يحتاج الى مرور الزمن .
    3- تكامل وسائل الاعلام العامة :
    من جهة ثالثة , تحتاج حكومة كهذه الى وجود وسائل الاعلام العامة ؛ كي تستطيع من خلال ذلك إبلاغ القوانين والأحكام والمبادئ الانسانية الى الناس بشتى الطرق وفي مدة وجيزة , ولا يتحقق هذا الموضوع – كذلك – بلا تكامل الصناعات الانسانية ومرور الزمن .
    4- تنشئة القوى الانسانية :
    بغض النظر عن كل ذلك , يتطلب تحقيق هدف كهذا , وبناء ثورة كهذه إيجاد طاقة بشرية فعالة وبناءة , يتشكل منها جيش ثورة عالمية , ولا يتأتى إيجاد هكذا أفراد يضحون بكل ما لديهم في سبيل الهدف والحقيقة إلا بمرور الزمن .
    اذا قرأنا في بعض الروايات أن فلسفة طول غيبة الامام هي امتحان واختبار الناس , فربما تكون تلك الروايات ناظرة الى هذه النقطة ؛ لأن الامتحان والاختبار من وجهة نظر الاسلام لا يعنيان الامتحانات العادية وكشف ما هو مكتوم , بل المراد منها تنشئة نفسيات طاهرة وبلورة الحد الأقصى من الاختبار والتدرب لدى الأفراد ([2]).
    إن مجموع هذه الأمور الأربعة ([3]) يتطلب مضي زمن كبير ؛ ليتقدم العالم على كافة الصعد والمستويات , ويتولد الاستعداد النفسي والفكري لدى البشر لتقبل حكومة عالمية ترتكز على أساس الحق والعدل ؛ حينئذ يمكن تطبيق استراتيجية الامام المهدي (عج) على العالم برمته بوسائل وامكانيات خاصة 000 هذه فلسفة الغيبة الطويلة للامام .
    لكن – مع كل ذلك – لماذا يظل الامام مجهولاً ويعيش بشكل غامض , في حين يمكنه الظهور بين الناس حتى وقت تحقق الوعد الالهي بقيامه بالثورة العالمية ؟
    وللاجابة عن هذا السؤال نقول : يعيش الامام على شاكلة بقية البشر وفقاً للسنن الانسانية الطبيعية , بيد أنه يتمتع بطول العمر ؛ ولو عُرف لما اُمن عليه من سوء القوى الشيطانية المتواجدة في كل عصر ومصر , ولقامت بتصفيته والفتك به , كما يثبت لنا التاريخ صحة هذا الموضوع بشأن جميع الأئمة السالفين ؛ ولئن أفل كوكب عمر إمام من الأئمة الماضين على يد الشياطين حل محله إمام آخر , بينما يتفاوت الموضوع حول الامام المهدي (عج) ؛ لأنه آخر الحجج , وينبغي تنفيذ الاستراتيجية الالهية على يديه , وفي هذه الحالة هو مضطر للعيش مختفياً حتى يأذن له الله تعالى بالقيام بثورته الجبارة .
    إن ما قيل آنفاً يتعلق بفلسفة غيبة الامام (عج) وعيشه مستتراً عن الأعين , أما الفوائد المتوخاة من استتاره خلف حجب الغيبة , ومدى انتفاع المجتمعات الانسانية – الآن – من هذا الوجود المقدس , فهذا ما يشكل موضوعاً منفصلاً , يخرج عن إطار السؤال المذكور , وينبغي أن يعقد له بحث مستقل .
    (1) إحدى أهم الدلالات على قيام الامام صاحب العصر والزمان (عج) التي أكدت عليها جميع الأحاديث الاسلامية هي امتلاء الأرض بالظلم والفساد , فتخيم -– على أثر ذلك -–سحب اليأس والقنوط على المجتمعات الانسانية ؛ وفي الحقيقة يثقل الظلم والجور كاهل البشر حتى يعدّهم لتقبل ثورة جذرية بعيدة الأغوار على يد المصلح الالهي .
    (2) حدثت جميع الامتحانات الالهية للأنبياء والأولياء لهذا الغرض , فلئن امتحن الله جل وعلا نبيه ابراهيم (عليه السلام) امتحاناً عسيراً كما قال : » وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ «(البقرة:124) فلأجل هذا الهدف , وليمحص هذا الرجل العظيم في خضم الأحداث كي يثبت صلابته وثباته وجدارته.
    (3) يمكن تلخيص هذه الأمور الأربعة بما يلي : 1- التكامل النفسي . 2- التكامل الثقافي . 3- تكامل وسائل الاعلام العامة . 4- تشكيل جيش الثورة العالمية من مجتمع مضحٍ.
    المصدر :الموقع الرسمي لسماحة الشيخ.
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
    مقووووووووووووووول

  4. Top | #4

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    الامام المهدي والدور الرسالي تجاه المجتمع البشري


    المحاضرة للسيد منير الخباز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ))
    صدق الله العلي العظيم.
    الإمام المهدي (عج) والدور الرسالي تجاه المجتمع البشري:
    من المعلوم أن الهدف من ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام) هو إقامة الحضارة الكونية وتحقيق العدالة التامة على الأرض أما الهدف من بقائه العمر الطويل إلى حين ظهوره فهو حفظ الدين عن التحريف لقيام دولته الخاتمية المباركة والتي تكمن خصائصها في الحديث الوارد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجورا)) . لكن هناك من يطرح هذا السؤال: ما هو الدور الذي يقوم به الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) أثناء غيبته؟ منطلقاً من أن الإمامة هي منصب إلهي لابد معها من القيام بدور رسالي معين, فاذا لم يكن الشخص قائماً به فلا معنى لكونه إماماً, لأن الإمامة مساويةٌ للقيام به فاذا كان الشخص غير قادر على أن يقوم بأي دور رسالي, فما الفائدة من جعله إماماً وما المبرر لبقائه مئات السنين دون أن يقوم بأي دور تجاه المجتمع البشري؟
    ربما يقول قائل: إن جعل الإمام الغائب إماماً لغو واللغو لا يصدر من الحكيم تبارك وتعالى لأن اللغو قبيح, فلماذا يجعله الله تعالى إماماً هذه المئات من السنين مع أنه لا يقوم بأي دور رسالي ينسجم ويتلائم مع منصب الامامة وموقعها؟ وإذا كان الإمام في غيبته يضطلع باعباء دور معين فأين نحن من هذا الدور؟ وما هو ربطنا ومساهمتنا ومشاركتنا في تجسيد هذا الدور وتحقيقه؟
    هناك نظريتان تجيبان على السؤال الأول.
    نظريتان حول دور الإمام المهدي عليه السلام في غيبته:
    النظرية الأولى: إن الدور الذي يقوم به الإمام المنتظر القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو عبارة عن الهداية الأمرية.
    النظرية الثانية: إن الدور الذي يضطلع الإمام به اثناء غيبته هو حفظ الدين عن التحريف والتزوير.
    النظرية الاولى: التي ربما تنتزع وتستخرج من كلمات صاحب الميزان السيد الطباطبائي (اعلى الله تعالى مقامه) ومن اجل ان نشرح هذه النظرية لابد ان نذكر أمرين:
    الأمر الأول يذكره (قده) في أثناء بحوثه وهو أن هناك فرقاً بين عالم الخلق وعالم الأمر, فالقرآن الكريم تحدث عن عالمين عندما قال: ((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ)) فهناك عالم خلق وعالم أمر, فما هو الفرق بين الخلق والأمر؟ إفاضة الوجود من قبله تبارك وتعالى إذا كانت إفاضة تعتمد على مادة ومدة فهذه الافاضة تسمى خلقاً وأما إذا كانت إفاضة الوجود إفاضة لا تعتمد على مادة ولا على مدة بل أن المفاض يتحقق بنفس الإفاضة فهذا ما نسميه بالأمر, مثل الجنين في بطن أمه قال تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في‏ قَرارٍ مَكينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً)) , فهذا الوجود قد أفاضه الله في مادة ومدة وهذا الوجود يسمى خلقاً لذلك فالقرآن الكريم يعبر عنه بالخلق فيقول: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ)) , ((أَوَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ)) , أي أفضنا هذا الوجود عليه إفاضة تدريجية تعتمد على المادة والمدة.
    أما إذا كانت إفاضة الوجود إفاضةً دفعية لا تعتمد على مادة ولا على مدة فيتحقق الوجود وينسبغ نوره بمجرد الإفاضة من دون واسطة مادة ولا مدة فهذا ما يسمى بالأمر, مثل قوله تعالى عندما يتحدث عن الروح البشرية الانسانية: ((وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)) ليبين لنا أن وجود الروح يختلف عن وجود الجسد, فوجود الجسد وجود ضمن مادة ومدة أما وجود الروح فهو وجود دفعي لا يستند لمادة ومدة لذلك فوجود الروح يسمى بعالم الأمر وهو يختلف عن وجود الجسد الذي يسمى بعالم الخلق, ولذلك فالآيات القرآنية عندما تتحدث عن عالم الأمر فذلك يعني عالم الإفاضة الذي لا يستند لمادة ولا مدة تتحدث عنه بشكل دفعي كقوله تعالى: ((وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)) , وهو إشارة إلى دفعية الوجود الأمري وتدريجية الوجود الخلقي فهذا هو الفرق بين عالم الخلق وعالم الأمر الذي تحدثت عنه الآية القرآنية كما يرى صاحب الميزان (قده).

    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
    منقوووووووووووول

  5. Top | #5

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    الانتظار

    الانتظار
    مجيد الحيدرى

    تساءل الكاتب السيد الحيدري في مقاله الذي يحمل عنوان «الانتظار» عن معنى الانتظار الذي كثرت التوصية به والحديث عنه، فانك لم تسمع بهذا الكلام الرفيع على مستوى لسان رسول الله صلى الله عليه و آله او على لسان واسطة الفيض علي عليه السلام اللذان لقبا انفسهما بابوي هذه الامة - فحسب، بل تسمعه عن كل المعصومين عليهم السلام الذي الف سمعك حديثهم، حيث اوقفوك على ضرورة واهمية الانتظار .
    فماهي وظائفنا في هذا المقطع الزمني؟
    وكيف نعد انفسنا لاستقبال هذا الضيف العزيز؟
    لقد وضع الكاتب - للاجابة عن ذلك - بين يدي القراء عدة عناوين عقد البحث فيها عسى ان يكون له نصيب - ولو يسيرا - في‏نيل هذا الغرض الهام وفي سبيل توضيح قضية الانتظار وجعلها اكثر شفافية، واليك العناوين التي تعرض لها الكاتب، وهي كالتالي:
    1- حقيقة الانتظار:
    ليس الانتظار بمعنى الانزواء والتحرز عن معاشرة الناس، وليس هو رفض الطواغيت والاعتراض عليهم، بل هو سلوك وعمل مقدام، ومن هنا عبر عنه في لسان الروايات بانه افضل واحب الاعمال .
    2- ضرورة الانتظار:
    يبلغ الاعتقاد بظهور المصلح الاكبر والتاهب والاستعداد لنهضة عالمية كبرى درجة من الاهمية اعتبر فيها الائمة (ع) الانتظار نوعا من الاستراتيجية التاريخية الهامة والحساسة في هذه البرهة الزمنية، وان الحياة الواقعية للشيعة رهينة تلك المرحلة الخطيرة .
    3- ابعاد الانتظار:
    ان الرسالات العظمى والامور الخطيرة بحاجة الى ثوابت وقواعد راسخة، كما انها بحاجة الى تهيؤ واستعداد مسبقين، وان لهذا التهيؤ حدود وابعاد ينبغي للانسان ان يحسب لكل منها حسابا خاصا .
    4- اصول الانتظار:
    يختلف معنى الانتظار الذي نفهمه عن معناه الرائج والمسلم لدى جميع الاديان، وعليه فلابد من البحث عن اصول اخرى للانتظار .
    5- آداب الانتظار:
    الا يكون منتظر ظهور الامام (ع) لا اباليا بل لابد ان ينعكس ذلك على سلوكه وجميع حالاته، وان عليه ان يحاول تحقيق تلك الآداب .
    6- آثار الانتظار:
    الانتظار والتهيؤ يستتبعان الصبر في مواجهة المشاكل، والذكر قبال الفتن، والبصيرة عند الشبهات .
    7- انتهاء امد الانتظار:
    واخيرا ينتهي امد الانتظار ويطلع الفجر ويزول الظلام .
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
    منقووووووول

  6. Top | #6

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    من فقهاءنا الشيخ ابن قولويه

    الشيخ جعفر بن قولويه القمي (قدس سره) (القرن الثالث الهجري - 367 هـ)
    اسمه وكنيته ونسبه:
    الشيخ أبو القاسم، جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي.
    ولادته:
    لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلاّ أنّه ولد في القرن الثالث الهجري بمدينة قم المقدّسة.
    أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
    1- والده، الشيخ محمّد بن قولويه القمّي.
    2- أخوه، الشيخ علي بن قولويه القمّي.
    3- الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني.
    4- الشيخ محمّد بن الحسن الصفّار.
    5- الشيخ علي بن بابويه القمّي.
    6- محمّد بن جعفر الزراري.
    7- محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
    8- محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار.
    9- محمّد بن عبد الله الحميري.
    10- محمّد بن الحسين الجوهري.
    11- محمّد بن أحمد المصري.
    12- الشيخ محمّد بن همام الأسكافي.
    13- الشيخ محمّد بن عمر الكشّي.
    تلامذته: نذكر منهم ما يلي:
    1- الشيخ محمّد بن محمّد المفيد.
    2- الشيخ الحسين بن عبيد الله الغضائري.
    3- الشيخ أحمد بن عبدون.
    4- الشيخ هارون بن موسى التلعكبري.
    5- الشيخ أبو طالب ابن غرور.
    6- الشيخ محمّد الصابوني.
    7- الشيخ أحمد بن محمّد بن عياش.
    8- الحسين بن أحمد بن المغيرة.
    9- حيدر بن محمد السمرقندي.
    10- علي بن بلال المهلبي.
    11- الشيخ محمّد بن أحمد القمّي، المعروف بابن شاذان.
    أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
    1- قال الشيخ النجاشي: (إنّك حينما تصف أيّ شخص بكلّ علم وجمال تجد أكمله وأفضله عند ابن قولويه).
    وقال أيضًا: (وكان من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الفقه والحديث).
    2- قال الشيخ الطوسي: (شخصية ثقة، وله مؤلّفات كثيرة على عدد أبواب الفقه).
    3- قال السيّد ابن طاووس: (هو من الرواة الصادقين ومتّفق عليه في أمانته).
    4- قال السيّد بحر العلوم في الرجال: (إنّه أوّل من هذّب الفقه، واستعمل النظر، وفتق البحث عن الأُصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى).
    مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
    1- كامل الزيارات.
    2- مداواة الجسد لحياة الأبد.
    3- الصلوات.
    4- الجمعة والجماعة.
    5- قيام الليل.
    6- كتاب الرضاع.
    7- كتاب الصداق.
    8- كتاب الأضاحي.
    9- كتاب قسمة الزكاة.
    10- كتاب العدد.
    11- كتاب النوادر.
    12- كتاب تاريخ الشهور والحوادث فيها.
    وفاته:
    توفّي الشيخ ابن قولويه (قدس سره) عام 367 هـ، ودفن بجوار قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) في مدينة الكاظمية.
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
    منقول

  7. Top | #7

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    بمثل هؤلاء يعجل الظهور


    حكى أحد العلماء: كنت جالساً قرب تل الزينبية وبجانبي رجل واقف، وفي الأثناء وقعت عيني على المرحوم آية العظمى السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر مراجع زمانه للشيعة أنه خرج مع مرافقيه من حرم الإمام أبي عبد الله الحسين (ع).. فالتفتّ إلى الرجل وإذا به انطلق منفعلاً نحو السيد الأصفهاني وهو يقول بصوت عال: "سوف أشتمه بئس شتيمة"!..

    وقد دقائق رأيته عاد باكياً وعليه آثار الخجل والندامة!.. سألته عن السبب لهذه المفارقة العجيبة بين الموقفين؟..
    فقال: لقد شتمت السيد حتى باب منزله، وهو لا يرد، عند الباب توقف وطلب مني انتظره، دخل ثم رجع وبيده مبلغاً من المال، أعطاني ذلك وقال لي: راجعنا لدى كل مضيقة تعترضك، إذ أخشى أن تراجع غيرنا فلا يقضي حاجتك.. ولكن لي إليك حاجة واحدة!.. وهي أنني أتحمل كل شتيمة موجهة إليَّ شخصياً، ولكن أرجوك أن لا تشتم عرضي وأهل بيتي، فإني لا أتحمل ذلك..

    وأضاف الرجل وهو يرتعش: "إن هذه الكلمات التي قالها لي السيد الأصفهاني تركت أثراً بالغاً في أعماقي، حتى كدت أخرّ إلى الأرض، وهذه دموعي جرت بلا إرادة مني، وإني أشعر برعشة في أعماقي كما تراني".بالفارسية پندهائى أز رفتار علماى اسلام
    وهكذا كان السيد مثالاً للحلم والعفو والكرم، ومصداقاً للحديث النبوي الشريف: "خير أمتي من إذا سُفِه عليهم احتملوا، وإذا جُني عليهم غفروا، وإذا أُوذوا صبروا".
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php

    منقووووول

  8. Top | #8

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    32

    إذا كنا هكذا ليس ببعيد أن يعجل الظهور

    اذا كنا هكذا ..ليس ببعيد ان يعجل الله تعالى الظهور!!!!.

    كان المرحوم السيد علي القاضي – استاذ العلامة الطباطبائي في العرفان والذي تقدمت ترجمته – من الناحية العملية آية عجيبة .. ويعرف أهل النجف وخصوصاً أهل العلم الكثير من قصصه.. كان في منتهى الفقر، وكانت عائلته كبيرة، وكان في منتهى التسليم والتفويض والتوحيد، بحيث لم تخرجه هذه العائلة درة عن مساره.
    حدثني أحد أصدقائي في النجف، وهو فعلاً من أعلامها فقال: ذهبت ذات يوم إلى دكان بائع الخضار، رأيت المرحوم علي القاضي منحنياً ينتقي الخس إلا أنه على عكس المتعارف، كان يختار الخس الذابل ذا الأوراق الخشنة.
    وقفت أتأمله بدقة إلى أن نهض من الانتقاء، وقدم الخس لصاحب الدكان ليزنه.. ووضعه السيد تحت عباءته ومضى، وكنت عندها طالباً شاباً، وكان المرحوم القاضي رجلاً مسناً.. فتبعته وقلت له: مولاي!.. لدي سؤال.. لماذا اخترت بعكس الجميع الخس غير المرغوب فيه؟..
    قال: عزيزي، هذا الرجل بائع فقير، وأنا أساعده أحياناً، ولا أريد أن أعطيه شيئاً بلا عوض لأحفظ له عزته وماء وجهه أولاً، ولا يعتاد على "الأخذ" مجاناً فيتكاسل في الكسب ثانياً.
    وبالنسبة لنا لا فرق بين الخس الطري والناعم أو هذا الخس، وأنا أعلم أن هذا الخس لن يشتريه منه أحد، وعندما يقف دكانه ظهراً سوف يلقي بها بعيداً، ومنعاً لتضرره وخسارته فقد اشتريت هذا منه
    http://www.m-mahdi.com/forum/index.php

    منقوووووووول

  9. Top | #9

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    اللقب
    عضو موقوف
    معدل المشاركات
    0.02
    المشاركات
    140

    رد: إذا كنا هكذا ليس ببعيد أن يعجل الظهور

    Xxxxxxxxxxx


    Xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان