[COLOR="Green"][SIZE="5"][FONT="Arial Black"][B] رد على كتاب ( السيف القاطع ) لمؤلفه المدعو محمد الجناحي
يقول الجناحي : (( أما النقاش في أصل المسالة ورجوعه هذا إلى الاستدلال بالروايات يستدعي منه أن يلاحظ عدة أمور أبرزها الاطلاع على علم الرجال فضلا عن علمي الحديث والدراية للتميز في درجة قوة الرواية من ضعفها والذي على ضوءه سيكون الابتناء في الاستدلال ,خصوصا ان هناك روايات يستكشف من متابعة منابعها ومدلولاتها إن فيها ما يشير الى الدس والانحراف وبملاحظة بسيطة وتأمل قليل نجد أن هذا ليس من عمل اي احد غير الفقيه .
وكذلك عند تعارض الروايات (وما أكثره ) والأخذ بما هو ظاهر او اظهر , يحتاج منه الرجوع الى علم الاصول لمعرفة نوع التعارض (وهذا ايضا من عمل الفقيه) )) .
أقول : لم يمنعك أحد من ملاحظة قوة الرواية وضعفها ، ولكن عليك أن تختار المنهج الصحيح في التحقيق أما إعتمادك على علم الرجال وملاحظة موثوقية هذا الراوي أو ذاك من عدمها فهو منهج قاصر لا يحقق مطلوبه .
إذ غاية ما يدلك عليه تتبع أحوال الرواة هو الخروج بنتيجة هي إن هذا الراوي أو ذاك عدل أو غير عدل ، وبالنتيجة الثانية إن في سند هذه الرواية أو تلك رواة كلهم أو بعضهم عدول أو كلهم غير عدول ، ولكن هذه النتيجة ليست هي مطلوبك ، فأنت إنما اتخذت هذا المنهج طريقاً للوصول الى نتيجة هي إن هذه الرواية صحيحة الصدور أو غير صحيحة ، ومعلوم إن هذه النتيجة لا تساوق القول بأن رواة هذه الرواية موثوقون كلهم أو بعضهم أو غير موثوقين ، فالثقة كما هو معلوم يمكن أن ينسى ويسهو ...الخ ويمكن بالتالي أن يخطأ في إيصال مضمون الرواية الصحيح ، وكذلك فإن الكاذب ( أي الذي عُرف عنه أنه يمكن أن يكذب ) يمكن أن يجري على لسانه الصدق .
أما قولك إن هذا عمل الفقيه فأقول هو صحيح على الجملة غير أنه يستلزم بعض الإيضاح ، فقد ولى الزمن الذي تضحكون فيه على عقول الناس، وتقنعوهم بأنهم لا طاقة لهم بمعرفة الروايات الصحيحة من غيرها والروايات المندسة من غيرها، فالفقهاء يعتمدون في ذلك على جهود العلماء المتقدمين وخصوصا المحدِّثين وهم الذي غربلوا الروايات ومحصوها ودونوها في موسوعات حديثية، وهذه الموسوعات والروايات لا يتعسر على الكثير من الناس معرفتها وفهم ما جاء فيها.
فان قلت إن ذلك يحتمل الخطأ من قبل الناس في معرفة ذلك.
أقول: رغم ما في ذلك من المبالغة، فالخطأ حاصل حتى من قبل الذين تسمونهم فقهاء، وبسبب اجتهاداتهم واستحساناتهم وتعقيداتهم التي لا مبرر لها فقد وقعوا في مئات الأخطاء التي ربما لو تركوا المجال لغيرهم لما وقعوا فيها .
فمحاولة تعقيد المسألة وحصرها بالفقيه هي عبارة عن استحمار للناس وحجر على عقولهم، ليأمنوا من النقد العلمي عند الخطأ، ولكي لا تنفضح عوراتهم العلمية.
ثم إن الأئمة (ع) قد وضعوا ضوابط لمعرفة الروايات الصحيحة من غيرها، ولم يقولوا لنا إن فهم تلك الضوابط منحصر بالفقيه لا غير .
، فالفقيه هنا ينبغي أن يكون المقصود به كل متبحر بروايات أهل البيت (ع) لا من يركب رأسه كبعض الأصوليين القائلين بمنهج البحث الرجالي .
ومثله القول بمسألة التعارض ، ونزيد هنا أن حل التعارض لا يستلزم نظريات علم الأصول العقلية ، فأهل البيت (ع) وضعوا قواعد كافية وافية في معرفة صحيح الحديث وحل المتعارضات ، ولعل اشهر هذه الروايات رواية عمر بن حنظلة رواها أئمة الحديث الثلاثة وغيرهم فرواها الشيخ الكليني في باب اختلاف الحديث بسنده الى عمر بن حنظلة قال : سألت ابا عبدالله (ع) عن رجلين من اصحابنا بينهما منازعة في دين او ميراث فتحاكما الى السلطان والى القضاة . أيحل ذلك ؟
قال (ع) : من تحاكم اليهم في حق او باطل فأنما تحاكم الى الطاغوت .
وما يحكم له فأنما يأخذ سحتا" وان كان حقا" ثابتا" له لأنه اخذه بحكم الطاغوت وقد امر الله ان يكفر به قال تعالـى : ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفر به ) النساء آية - 60 .
قلت : فكيف يصنعان ؟
قال : ينظران الى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا ليرضوا به حاكما" فأذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فأنما استخف بحكم الله وعلينا رده ، والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله . قلت فإن كان كل رجل اختار رجلا" من اصحابنا فرضينا ان يكونا الناظرين في حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم ؟
قال : الحكم ماحكم به اعدلهما وافقههما واصدقهما في الحديث واورعهما ولا يلتفت الى ما حكم به الآخر .
قال : قلت : فأنهما عدلان مرضيان عند اصحابنا لايتفضل واحد منهما على الآخر ؟!
قال : فقال : ينظر الى ماكان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكمنا به المجمع عليه من اصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند اصحابك فأن المجمع لاريب فيه وإنما الأمور ثلاثة أمر بيّن رشده فيتبع وأمر بيّن غيه فيجتنب وأمر مشكل يرد علمه الى الله والى رسوله ، قال رسول الله (ص) (( حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن اخذ الشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم )) .
قلت : فأن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم ؟
قال : ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامة ، قلت جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنّة ووجد احد الخبرين موافقا" للعامة والآخر مخالفا" لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟
قال : ما خالف العامة ففيه الرشاد . فقلت : جعلت فداك فأن وافقهما الخبران جميعهما ؟
قال : ينظر الى ما هم أميل ، حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر .
قلت : فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا" ؟ قال :إذا كان ذلك فأرجه حتى تلقى ، فأن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات)) . [أصول الكافي ج1 ص88 ] . ويوجد غيرها من الروايات .
ويقول : (( وفيما يلي سنستعرض أهم هذه الروايات وهي روايات المهديين (علما إن كل رواياتهم ضعيفة) وسنناقشها سندا ودلالة إنشاء الله تعالى وسأضع خطا ــ تحت كل اسم ضعيف او لم يثبت توثيقه في كتب الرجال )) .
أقول وهذه مجموعة من الأحاديث تنهي عن مسلك فقهاء آخر الزمان في تحقيق أسناد الروايات وصولاً – بزعمهم – الى العلم بصدورها ، وقد قام أحد الأخوة الأنصار بتحقيق أسنادها مبالغة منه في إتمام الحجة على أتباع منهج التحقيق السندي .
(( عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: ( والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم للذي ( الذي ) إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله إشمأز منه وجحده وكفَّر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا ) الكافي ج 2 ص 223/ مختصر بصائر الدرجات ص98/ وسائل الشيعة (آل البيت) ج27 87/ مستدرك الوسائل ج1 ص80/ الكافي ج2 ص223/ البحار ج2 ص186.
1- محمد بن يحيى العطار القمي: قال عنه النجاشي في رجاله ص 353 رقم946: ( محمد بن يحيى أبو جعفر العطار القمي، شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث. له كتب، منها: كتاب مقتل الحسين [ عليه السلام ]، وكتاب النوادر، أخبرني عدة من أصحابنا، عن ابنه أحمد، عن أبيه بكتبه ).
2- أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري: قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص 68: ( ... شيخ قم ووجهها وفقيهها غير مدافع ... ). وقال العلامة الحلي في خلاصة الاقوال ص 61: ( وأبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها غير مدافع، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقي السلطان بها، ولقى أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري ( عليهما السلام )، وكان ثقة، وله كتب ذكرناها في الكتاب الكبير ).
وقال عنه المحقق الخوئي في معجمه: ( أحمد بن محمد أبو جعفر: أحمد بن محمد بن عيسى :أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري. روى عن الحسين بن سعيد، ... إلى أن قال: أقول: هو أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري الآتي .... الى أن قال:902 - أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي: أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله الاشعري. ثقة، له كتب، ذكره الشيخ في رجاله: في أصحاب الرضا عليه السلام. وعده من أصحاب الجواد، قائلاً : أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري. من أصحاب الرضا عليه السلام، ومن أصحاب الهادي عليه السلام، قائلاً: أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي. وقال النجاشي: أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك ابن الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الاشعري ، من بني ذخران بن عوف ابن الجماهر بن الاشعر، يكنى أبا جعفر ) معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 3 ص 9 – 85.
3- الحسن بن محبوب: قال الشيخ الطوسي الفهرست ص 96 رقم162: 2: ( الحسن بن محبوب السراد، ويقال له: الزراد، ويكنى أبا علي، مولى بجيلة، كوفي، ثقة. روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، وروى عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وكان جليل القدر، ويعد في الأركان الأربعة في عصره ).
4- جميل بن صالح: قال النجاشي في رجاله ص 127 رقم329: ( جميل بن صالح الاسدي ثقة، وجه، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ).
5ـ أبو عبيدة الحذاء: قال النجاشي في رجاله ص 170رقم 449: ( زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء كوفي، ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ... و مات في حياة أبي عبد الله ( عليه السلام ) ) .
* عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله (ع) يقول لك اني قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا اني قلته فلا تكذب به فانك انما تكذبني ) مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 76 وفي طبعة أخرى ص 234 / البحار ج2 ص211.
1- أحمد بن محمد بن عيسى: قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص 68: ( ... شيخ قم ووجهها وفقيهها غير مدافع ... ). وقال العلامة الحلي في خلاصة الاقوال ص 61: ( وأبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها غير مدافع، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقي السلطان بها، ولقى أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري ( عليهما السلام )، وكان ثقة، وله كتب ذكرناها في الكتاب الكبير ).
2- الحسين بن سعيد: وثقه الطوسي في رجاله ص355، فقال: ( .... صاحب المصنفات الأهوازي، ثقة ). وقال الطوسي في الفهرس أيضاً: ( ... ثقة، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث (ع)... وله ثلاثون كتاباً وذكر أنه روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى ). ووثقه العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص114، فقال: ( ثقة، عين، جليل القدر ). وورد في اسناد كتاب كامل الزيارات ص47+ ص128 وغيرهما. وورد في اسناد تفسير القمي ج1 ص107 وغيرها.
3- محمد بن خالد البرقي: وثقه الشيخ الطوسي في رجاله ص363، فقال: ( ثقة، من أصحاب الرضا (ع) ). ووقع في اسناد كامل الزيارات ص352+ ص319+ ص318 وغيرها. وقال عنه المحقق الخوئي في المعجم ج17 ص69: ( وقع في اسناد تفسير القمي ،قوله تعالى: ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) وكذلك في كامل الزيارات الباب الأول في ثواب زيارة الرسول (ص) والإمام الحسين (ع) ).
4- عبد الله بن جندب: قال عنه الطوسي في رجاله ص340: ( عربي كوفي، ثقة ). ووثقه العلامة الحلي، وأثنى عليه ثناءاً كثيراً كثيراً، راجع خلاصة الأقوال ص193.
5- سفيان بن السمط: قال عنه الشيخ الطوسي في رجاله ص220: ( البجلي ، الكوفي أسند عنه ). وعلق المحقق الداماد على كلام الطوسي قائلاً: ( ويظهر من ذلك جلالته كما لا يخفى على المتبحر ) اثنا عشر رسالة ج7 ص28.
وهو من مشايخ ابن عمير الذي لا يروي إلا عن ثقة، راجع الكافي ج6 ص504، وأيضاً من مشايخ أحمد بن محمد بن أبي نصر البيزنطي، راجع الكافي للكليني ج2 ص380. وقد أكثر عنه النقل الثقة عبد الله بن جندب، وهذا قرينة واضحة على وثاقته كما لا يخفى على المطلع .
* الصفار حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السناني عن أبي الحسن (ع) انه كتب إليه في رسالة: ( ... ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب الينا هذا باطل وان كنت تعرفه خلافه فانك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة ) بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ص 558/ الكافي ج8 ص25/ البحار ج2 ص209.
1- الصفار: وثقه النجاشي وغيره.
2- محمد بن الحسين: وثقه النجاشي ص334، وكذلك الشيخ الطوسي في رجاله ص79+ ص391، ووقع في اسناد كتاب كامل الزيارات ص63+ ص47+ ص210.
3- محمد بن اسماعيل بن بزيغ: وثقه النجاشي ص330 رقم 893. واعتبر العلامة الحلي أحد الطرق به صحيحاً حيث قال في كتاب مختلف الشيعة ج4 ص170: ( ثقة، صحيح، كوفي ... ).
4ـ حمزة بن بزيغ: وثقه العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص121. وقال آخرون بأنه واقفي وهذا لا يضر بالاعتماد على قول ما دام ثقة في نقل الحديث، كما نص على هذا الأئمة الأطهار (ع) وعلماء الرجال.
5ـ علي السائي: هو علي بن سويد السائي، لأنه هو نفسه الذي كاتب الإمام الرضا (ع) وأجابه برسالة من ضمنها هذا الحديث. وثقه الشيخ الطوسي في رجاله ص359 رقم 5320. وذكر توثيقه المحقق الخوئي في معجمه رجال الحديث ج13 ص58 رقم 8202.
*أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن اسماعيل، عن جعفر بن بشير، ( عن أبي الحصين ) عن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) أو عن أبي عبد الله (ع) قال: ( لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئي ولا قدري ولا حروري ينسبه إلينا فانكم لا تدرون لعله شئ من الحق فيكذب الله فوق عرشه ) المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقى ج 1 ص 230/ علل الشرائع ج2 ص395.
1ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي: بن أبي عبد الله: قال النجاشي : ( ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتباً منها المحاسن ... ). وروايته عن الضعفاء لا تضرنا في هذا الحديث لأنه رواه عن محمد بن إسماعيل وهو ثقة. وذكر الطوسي نفس ما ذكر النجاشي، الفهرس ص62. وذكر المحقق الخوئي في المعجم ج2 ص15 رقم 383: ( انه وقع في اسناد تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) ). ووقع أيضاً في اسناد كامل الزيارات لابن قولويه ص164 رقم 210+ ص256 رقم 384+ ص535 رقم 823.
2ـ محمد بن اسماعيل بن بزيغ: قال النجاشي ص330: ( كان من صالحي الطائفة وثقاتهم كثير العمل له كتب منها كتاب ثواب الحج ... وقال محمد بن عمرو الكشي: كان محمد بن اسماعيل بن بزيغ من رجال أبي الحسن موسى وأدرك أبا جعفر الثاني (ع) ). وقال الطوسي في رجاله ص364: ( ثقة، صحيح، كوفي ... ).
3ـ جعفر بن بشير: قال النجاشي ص119: ( أبو محمد البجلي الوشاء من زهاد أصحابنا وعبادهم ونساكهم وكان ثقة وله مسجد في الكوفة باقٍ في بجيلة الى اليوم، وأنا والكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها ومات جعفر رحمه الله بالأبواء سنة 208. كان أبو العباس بن نوح يقول كان يلقب فقحة العلم، روى عن الثقات ورووا عنه ... ). وقال الطوسي في الفهرست ص92: ( البجلي ثقة جليل القدر ... ). وقد وقع في اسناد كامل الزيارات ص 45+ ص66+ ص183 وغيرها، وكذلك في تفسير القمي ج2 ص256، بل قيل إنه لا يروي إلا عن الثقات، راجع معجم الخوئي ج1 ص68.
4ـ أبو الحصين الأسدي: واسمه زهر بن عبد الله الأسدي: قال النجاشي ص167: ( زهر بن عبد الله الأسدي ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) له كتاب ... ). وقال العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص153: ( زهر بن عبد الله الأسدي ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) ).
5ـ أبو بصير: غني عن التعريف بوثاقته.
وللاختصار سأذكر بعض الروايات بدون التعرض للتحقيق السندي، ولأن الصحيح في علم الدراية هو: إن الخبر إذا كان موافقاً لأخبار صحيحة، يعتمد عليه حتى لو كان ضعيف السند أو بلا اسناد أصلاً. وبهذا يؤخذ بكل الروايات الموافقة للروايات السابقة والتي اثبتنا صحة سندها، بل إن الموضوع الذي نحن بصدده يرقى الى أقوى مراحل القطع واليقين، لتواتر الروايات وصحتها، فلا يمكن للمطلع على علم الدراية رد هذه الروايات أو التشكيك بها إلا إذا كان من المعاندين الذين يجادلون بلا برهان.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ( من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة ، فإذا بلغكم عني حديث لم تعرفوا فقولوا: الله أعلم ) بحار الأنوار ج 2 ص 212.
وعن النبي صلى الله عليه وآله: ( من كذب عليَّ متعمداً أورد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتاً في جهنم ) نفس المصدر السابق.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : ( يا جابر حديثنا صعب مستصعب أمرد ذكوان وعر أجرد لا يحتمله والله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن، فإذا ورد عليك يا جابر شيء من أمرنا فلان له قلبك فاحمد الله، وإن أنكرته فرده إلينا أهل البيت، ولا تقل: كيف جاء هذا ؟ وكيف كان وكيف هو ؟ فإن هذا والله الشرك بالله العظيم ) بحار الأنوار ج 2 ص 208.
وعن أبي عبد الله ( ع ) قال قال ما على احدكم إذا بلغه عنا حديث لم يعط معرفته ان يقول القول قولهم فيكون قد آمن بسرنا وعلانيتنا ) مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 76. ملاحظة: إن القانون العام عند أهل البيت هو عدم رد الأحاديث بأي سبب كان وهذه هي الضابطة العامة، وعند التعارض هناك ضوابط هي:
*إذا كان الحديث معارضاً لمسلمات الكتاب والسنة يترك، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع : ( ... فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ... ) بحار الأنوار ج 2 ص 225.
*إذا تعارض ما روي عن الشيعة وما روي عن العامة يؤخذ بما روي عن طرق الشيعة، عن الصادق (ع): ( .... دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم..) الكافي ج 1 ص 23.
*إذا ورد مثلا عن الإمام الصادق (ع) وورد حديثا آخر عن نفس الإمام(ع) معارضا للحديث الأول في حالة عدم معرفتنا بمن هو الأول ومن هو الأخير نأخذ بأي منهما كما ورد عن الصادق (ع) حينما سئل عن تعارض الأخبار عنهم فأي خبر يؤخذ، فقال: ( ... فبأيهما أخذتم من باب التسليم وسعكم ) الكافي ج1 ص23.
*إذا ورد حديث عن الصادق (ع) مثلا وورد حديث آخر عنه (ع) معارض للأول وعرفنا المتقدم من المتأخر نأخذ بالمتأخر، عن الصادق (ع) : ( أرأيت لو حدثتك بحديث العام ثم جئتني من قابل فحدثتك بخلافه بأيهما تأخذ؟ قلت اخذ بالخير. فقال له الصادق (ع): رحمك الله ) الكافي ج1 ص87.
*إذا جاء حديث عن الصادق (ع) مثلا وورد حديثا آخر معارضا له عن الإمام المهدي (ع) نأخذ بحديث الأخير، عن الصادق (ع) حينما سئل : إذا جاء حديث عن أولكم وحديث عن اخركم فبأيهما نأخذ؟ فقال بحديث الأخير ) مختصر ببصائر الدرجات ص221.
إن أهل البيت (ع) وجهونا إلى الإيمان بحديثهم والتصديق به وهو من أعظم درجات اليقين والإيمان ويؤكدون على التفقه في أحاديثهم :
عن أبي عبد الله (ع) قال: ( تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم ) الكافي ج2 ص 215.
وعن الصادق (ع) (الراوية لحديثنا يبثه في الناس ويسدده في قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد ) بصائر الدرجات ص16.
وعن رسول الله (ص): ( يا علي إن أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجبتهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض )
كمال الدين واتمام النعمة للصدوق ج1 ص273. الزام الناصب ج1 ص310.
وهناك الكثير من الروايات التي تمنع من رد الرواية وتؤكد على التسليم لها إلا ما خالف القرآن والسنة الثابتة، تركنا التعرض لها للاختصار، فمن أراد
الإحاطة فعليه بمراجعة المطولات من كتب الحديث )) .
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع
المفضلات