لعل من يستطيع قراءة ما وراء السطور ، ويمكنه الغوص الى اللب الكامن وراء القشور يمكنه معرفة الدافع الحقيقي وراء حفلة جنون القردة التي أقامها الصرخي لأتباعه . فالصرخي كما يشهد الواقع الخارجي لا يملك أي قضية يمكن أن يشغل بها أنصاره ، أو يتخذها شعاراً يوجه عملهم ، فالوطن والإحتلال الجاثم على صدره لم يعد قضية بالنسبة للصرخي – بل لم يكن هكذا في يوم من الأيام – والقتل اليومي للعراقيين والمسلمين لا يستأهل بنظر الصرخي أن يكون قضية . القضية الوحيدة التي كان يشغل بها أنصاره هي التطبيل لمرجعيته وأعلميته المزيفة ، وحيث إن الناس من طبيعتها السأم – لاسيما وهم يرون عدم جدوى هذا التطبيل – وحيث أن الصرخي جبان يخشى من سطوة الدولة والإحتلال ، إجترحت عقليته الشيطانية حفلة الجنون هذه وزج بها أتباعه من القردة كي لا ينتبهوا يوماً ما الى الواقع الوهمي الذي يعيشونه ؛ أي واقع التطبيل لمرجع لا هم له غير نفسه .
ومن الملفت أن الصرخي لا يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بل يلجأ حتى على مستوى التسمية الى الخداع والتضليل ، فهو يسمي حفلة رقص القردة باسم المباهلة ، ولا أدري هل يسخر من آيات الله ، أم إنه يعتقد فعلاً أن المباهلة هي هذا الجنون نفسه ؟
إن العمل المجنون الذي ابتكره خيال الصرخي المريض يذكرنا بالمسرحيات التي كان يقيمها صدام لعنه الله ولعن أشباهه ، فحين سقطت كل شعارات صدام ولم تبق له قضية يقنع بها الجماهير التي نفضت يدها منه اتجهت سياساته وجهة مسرحية الهدف منها صرف الإنتباه عن خيباته وفشله من جهة ، واشغال الناس بقضية ولو مزيفة من جهة أخرى ، فكانت مسرحية الحملة الإيمانية المزعومة ..و ..و ..الخ . والحق إن الزعماء الفاشلين وحدهم من يقدم على هكذا مسرحيات ، ولكنهم لفشلهم يتصورون أنهم ينقذون أنفسهم بينما الحقيقة هي إنهم يدقون آخر المسامير في نعوشهم ، وما بعدها ليس شئ آخر سوى مزبلة التأريخ ولعنة الله والناس أجمعين .
المفضلات