شبكة العراق الثقافيه /الكاتب : سيد مرحوم
جميل ان تخرج لنا روايات تتناول السلبيات التي يعيشها المجتمع ليلقي عليها الضوء كما هو حال الكثير من القضايا الاجتماعية وتحديدا التي تستند على مبدأ شرعي ..في زواج المتعة من حيث التطبيق سلبيات لاتنكر والسبب هو عدم تقنينه مثله مثل الزواج الدائم لكي يتلافاها ويخرج من عباءة من يزاوله استغلالا لهذه السلبيات التي تعد اكبر الايجابيات في نظره!..ولكن عرضها من خلال مسلسل وبهذه الطريقة ومن خلال ماتباعته من نص ( وان كنت لا احبذ الحكم قبل مشاهدة الامر الوقوع على كامل تفاصيله كماتقتضي اصول الحكم ) يوحي بنقده كحكم شرعي في اساسه مع انني لم الاحظ حتى الحلقة 28 العلاج الذي سيقدمه العمل في النهاية لجعل الزواج ايجابيا في منطلقه الشرعي وعليه ايجاد الحلول للسلبيات التطبيقية له، الا اذا اراد التعريض به كنوع من انواع الزواج المحللة من الاساس او التشبث في النهاية بتبرير نحن نعرض المشكلة والمجتمع بمؤسساته يبحث عن الحل..قد يكون ذلك مبرارا في بعض الاحيان ولكن تداخل الكثير من العوامل والظروف قد تجعله غير ذلك..فالمسلسل يبث في وسط اجتماعي غالبيته من الاخوة السنة مما تشبعوا بالنظرة الدونية تجاه هذا الزواج وسمعوا عنه الكثير من الحكايات الملفقة من خلال ماتبثه الدعاية الوهابية التحريضية في نزاعها العقدي واسلوبها التشويهي الجدلي مع من يقابلها من الشيعة بذات الاسلوب ، بالاضافة الى ان الواقع الاجتماعي اليوم متأثر بالاوضاع السياسية التي تعيش احتقانا طائفيا خطيرا مما يجعل العمل يدخل تحت خط الاثارة والدعاية المضادة ضد الشيعة كمذهب ومن ثم يلقي باثاره على المواطنين الشيعة في كل الدول الخليجية والعربية .ولاننسى ايضا انه يوحي بأن المسئلة هي مبادرة المرأة له دائما في المذهب الشيعي وليس الرجل وكأن الزواج غالبا مايتم بطلب منها وبسهولة تامة او ان تم منها فسعيا وراء الاموال والتسلية الجنسية معا لا سترا وسدا لباب الوقوع في الحرام المحتم، او يوحي كذلك بأنه دائما ماينطلق فيما بين إمرأة شيعية ورجل سني (وهو نادر نادر كما هي محفوظاتي من الحكايات المتداولة الم يكن شبه مستحيل !!) وليس كما يتم في الغالب من الرجل الشيعي تجاه المرأة الشيعية او غيرها كما يتم في الغالب تجاه السنية ! واعني هنا المجتمعات التي فيها غالبية سنية واقلية شيعية كالخليجية مثلا وهو مايود المسلسل توجيه الخطاب لها..أو يوحي بأنه لايتم في الدائرة المذهبية الشيعية وبشكل مكثف ولايتم كما في العادة بين اولئك الذين يستغلونه من اجل تبرير العلاقات التي تتم مع نساء مشهورات بمزاولة مهنة الزنا (الداعرات) او اللواتي لاينتهين عن كسر المحرمات ووجدوا في هذا اللون حفظا لهم من عيون اهاليهن والمجتمع واثار الزنا السلبية عليهن اجتماعيا لادينيا ! وهي العينة السلبية الغالبية اليوم التي تلحظ اجتماعيا اثناء مزاولة هذا النوع من الزواج الاظطراري الاستثنائي وهو مانلحظه في العلاقات القائمة اليوم وفق هذه النوعية من الزواج حيث الحذر لازال قائما من اغلب الذين يجدون في سلبياته ونفرة المجتمع منه بسببها سببا للابتعاد عنها وعدم التفاعل معها تماما كماهي الكثير من التشريعات الاخرى القائمة اليوم على رغم اباحتها ، فالزواج من المستويات الاجتماعية الاقل رتبة محلل من الناحية التشريعية النظرية والادبيات التي تتناول ذلك بمثالية دينية واخلاقية من محفوظات الجميع ولكننا لانجد واقعا يتفاعل معها بل يصدها ، فالانثى مثلا لو ارادت الزواج من سائق المنزل او الذكر اراد الزواج من خادمة المنزل فسوف تقوم القائمة في المجتمع قبل اسرة المنزل والسبب وبشكل طبيعي هو فاعلية الاعتبارات الاجتماعية الموجودة وقوتها..ما الحظه ان المسلسل يطرح الزواج المنقطع في صورة مشابهة للزواج العرفي من حيث اتحاد الدوافع والاثار السلبية الناتجة عنه ، وعدم توضيح الحل في النهاية لعلاج المسئلة او ايجاد نماذج تعاملت معه بايجابية، والاكتفاء بالاشارة لسلبياته التطبيقية فقط يوحي لي بأن مؤلفه يعيش الذهنية الليبرالية التي لاترى حلا للكثير من التشريعات الدينية المطبقة تطبيقا سلبيا الا اجتثاثها ومنعها منعا باتا حتى لو كان هناك علاجات وحلول لها او كان في عدم ايجادها وتحريمها تحريما كليا الوقوع على أصل المشكلة التي تحاول هذه الاشكال من التشريعات علاجها من الناحية النظرية وبالتالي فهو من النوع الذي يحاول الاستناد على الديمقراطية كنظام في حقه تناول المسئلة من جهة وفلسفتها في علاجها ايضا من جهة اخرى دون النظر للمجتمع وللبيئة الدينية التي تقوم فيها وعليها هذه النوعية من الزيجات ..وأكبر مشكلة يقع فيها الليبراليون في تناولهم لجل المسائل وعدم تحقيقهم النتائج المرجوة لحل المشكلات على الرغم من جديتهم وقوة وفاعلية تناولهم هي هذه الطريقة من وجهة نظري ..وأخيرا ارى ان زواج المتعة ليس ظاهرة حقيقية في المجتمع الخليجي في الدائرة العامة لكي يطرح على عامة المجتمع ولا حتى في الدائرة الشيعية الخاصة بحيث يمثل ازمة اجتماعية حقيقية بالنسبة له بل وعلى سلبياته تطبيقه الكثيره استطاع ايجاد بعض الحلول العملية لبقاء البيوت التي كانت مهددة بالطلاق لاسباب كثيرة منها عدم القدرة على التعدد مع الحاجة له اما جنسيا لاسيما ونحن نعيش هذا الهجوم الجنسي الرهيب بمختلف الطرق والاساليب من دعاية (معجون الاسنان) الى دعاية(مزيل الرائحة) ! وكأن القرن كمايخيل لي قد اصطبغ بصبغة الجنس من اول حدود بلاد البعرة الى آخر حدود بلاد الذرة (واهو كله ذرات كمايقول جورج سيدهم في مسرحية المتزوجون!!) ، اذا فانا اراه مثله مثل الزواج العرفي في المجتمعات الخليجية في دائرتها السنية ، حيث المبادرة قليلة له من قبل من يؤمن به مذهبيا او غير ظاهره ولايمكن قياسها بالعينات التي تزاوله بسلبيات تطبيقية لاتشبه مايود المسلسل التطرق له بتاتا..كما اننا لو سلمنا برؤية مؤلف المسلسل فلا اظن ان الوقت حان في خصوص هذه المسئلة وفي ظل هذه الظروف لعلاجها من خلال الاسلوب التمثيلي وفي موسم عبادي يبغي الهدوء والوحدة والسلام كشهر رمضان المبارك ، بل معالجتها اولا باساليب اكثر علمية وشرعية ومن خلال اساليب المنبر والندوة والمحاضرة والكتاب ، وبعدها ان استفحلت واستمرت الصعوبات يتم التطرق لها وبتنسيق كامل مع العلماء المتخصصين الذين يشعرون بالمشكلة لبيان رأيهم التحليلي في المشكلة وبيان الحلول والطرق الكفيلة لحلها (كما فعل مؤخرا بفتواه الاصلاحية المهمة والجريئة السيد فضل الله حينما دعى الى تقنين الزواج المنقطع لتلافي سلبياته )، وذلك لانتهاج اساليب اكثر واقعية وتأثيرا وحينها قد تكون من بينها المسلسلات . القضايا الاجتماعية التي تتناول الظواهر الاجتماعية المستندة او المتقاطعه مع الشرع لابد ان يؤخذ فيها رأي القائمين على الشرع والا فلايلومن من يبتعدون عن ذلك غضبة المجتمع في اشكاله المذهبية المتعددة ، تماما كماحصل مع سلمان رشدي (بغض النظر عن موضوعية او فاعلية حكم الردة الذي اتخذ ضده ) الذي تناول الاحاديث المروية عن الرسول وعليها دائرة من علامات الاستفهام في رواية له حيث الاثارة والتهكم تحيط بها من كل جانب وبعيدا عن الاساليب العلمية التي يمكن ان تتناولها لتعالج مايدور حولها من لغط وبكل يسر وسهوله لاسيما وانها لم تأخذ كل هذه الضجة تجاه من تناولوها باساليب علمية تحقيقية متخصصة ! ..فطرح رشدي عد تناولا سياسيا وقوبل في رأيي بفتوى سياسية مضادة وان تلبس الاثنان ظاهريا بلباس الفعل ورد الفعل الديني وهو مبرر في الثاني - دون ان اجزم بفاعلية ماقابلها من اسلوب الا انه بالتأكيد تواصل بطبيعية مع مارأه خطا احمرا تجاوزه الاخر المختلف دون رعاية للمباديء والاسس التي يختلف فيها العالم وكأنه يعيش لوحده في هذا العالم وهو ماتبين فيما بعد انها كانت رسالة سياسية اكثر منها فتوى دينية وكان لها ايجابيتها كماكان لها سلبياتها كالدواء الكيميائي الذي لايسلم من اثاره السلبية وان اعطى العلاج !..نعم الفن يتقاطع مع ممارسات المجتمع ووهو عبارة عن اساليب متعددة للتعبير عن ايجابياته وسلبياته ولكنه لابد ان يلحظ اهمية اشراك المجتمع بفئاته ومتخصصيه ومؤسساته المتعلقة بقضاياه في مايتناوله دون تجاهل منه لها ..والا فالاصرار على تجاهل ذلك بحجة الاعلام الحر وعصر الانفتاح ونزع الرقابة وتعددية وسائل القنوات والعرض المختلفة يعني عدم القاء اللائمة على من سيتعامل معه باساليب غير ملائمه تماما كمايفعل من يصر اليوم دخول هذا الامر من باب الفنون وحجة الفن ورسالته التي تساوي الليبرالية المطلقة دون تقنين ولاتقبل المحاسبة او الإيقاف.الزواج المنقطع حكم شرعي . نعم ، يحتاج الى تقنين. نعم ، فيه سلبيات تطبيقية . نعم ، يمكن استغلاله من قبل الرجل لتحقيق مآربه الجنسية دون خسائر كبيرة . نعم ، يمكن ان تظطر له المرأة بسبب الظروف الاجتماعية . نعم ، يمكن ان تقبل المرأة بسلبياته وتعدها عادية قبال ايجابياته كماتراها طالما لم يوفر لها المجتمع بديلا حقيقيا . نعم ، هل يعد مقبولا من قبل المرأة تحديدا دون اسباب اظطرارية حقيقية في المجتمعات العربية الشيعية بشكل واسع وظاهر بخلاف بقية الزيجات الاستثنائية الموجودة في المذاهب الاخرى السنية مثل العرفي والمسيار والمسفار ونية الطلاق والمصياف . لا ، هل يتم مزاولته شيعيا بين اتباع الدائرة الاجتماعية المحترمة الخاصة وبشكل سافر وواضح وبطريقة اشبه بعلاقات الزنا السهلة . لا ، هل يتم في أغلبه استخدامه كبديل مقنع من قبل الرجال والنساء الذين اعتادوا على الممارسات السلبيه الجنسية سابقا وارادوا استغلاله احترازا من عيون التقاليد الاجتماعية . نعم ، هل استمراره بهذه الطريقة وبهذه السلبيات يجعل منه دافعا للزنا والتساهل معه في المستقبل . نعم ، هل هناك فئات تتعاطى معه كدواء لا كفاكهة . نعم ، هل الفئات التي تتعاطى معه كفاكهة اكثر من التي تتعاطى معه كدواء . نعم ، هل اغلبية المجتمعات الشيعية على رغم اقتناعها به شرعا تمتنع عن تطبيقه واقعا برغم حاجتها له بسبب سلبياته التطبيقية في الواقع . نعم ، هل العقلية الذكورية التي يتصف بها المجتمع العربي الشيعي ونظرتهم الدونية للمرأة تجعل من هذا الزواج المنقطع بعيدا عن واقع الممارسة من جهة الاناث او موافقة اهاليهم . نعم ، هل الذين يتعاملون به ظاهريا من قبل الرجال اكثر من النساء داخل الدائرة الشيعية الخاصة . نعم ، هل استفحال الاوضاع ماديا وجنسيا مع عدم وجود بدائل اجتماعية حقيقية يمكن ان تسهل منه لتجعله دواء لطرف وفاكهة لطرف اخر . نعم ، هل يمكن النجاح بتقنينه مع وجود تعددية اجتهادية تقليدية ومنفتحة على قضايا الواقع . لا ، هل ستقل سلبيات هذا الامر اذا استمر الوعي الديني وتزايد . نعم ، هل الدعوة لمنعه قانونيا سيلغيه ويلغي سلبياته. لا ، هل تفهم المجتمع وتقبله لهذا النوع من الزواج في الدائرة الشيعية يمكن ان يساهم في نجاح دعوة تقنين هذا الزواج وحلا حقيقيا للمشكلة الجنسية والمشكلات الاجتماعية من قبيل الطلاق والترمل وغيرها من المشكلات الاسرية المتعلقة بالضغوطات الجنسية وسلبيات تطبيق هذا النوع من الزواج . نعم ...هل وهل وهل..نحتاج لاستبيان كهذا وامور اخرى قبل ان نحكم على الامر او ننتناوله كظاهرة وكاولوية وباسلوب روائي ومن خلال وسيلة تمثيلية طويلة كالمسلسلات ..هذا ما اتصوره..
المفضلات