مجتهد لا يؤمن بالمرجعية... جنسيته عراقية وجواز سفره إيراني ومقيم في الكويت منذ عشر سنوات


الجابري لنصر الله ....تفقه دينياً لتعرف العمل السياسي...


بعض العلماء استغلوا المنبر الحسيني في الكويت لتصفية حساباتهم مع الآخرين على خلفية نزاعات خارجية

لا مرجعية في الكويت أو غيرها فالمصطلح في التراث الشيعي حديث... والأصل هوالاجتهاد

الهلال الشيعي واقع وأعجب لرئيس جمهورية يقول أنه يسمع عنه لأول مرة وأحيله إلى ما نشره نافع ب¯ »الأهرام« أواخر السبعينات

حسن نصر الله في مأزق... انه يتهم الآخرين بالخيانة ثم يدعوهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية!

للأكراد دولتهم في العراق فما الذي يمنع من إقامة دولة للشيعة وأخرى للسنة

التشيع في مصر مسألة حسمها عبدالناصر بحكمته السياسية وبفتوى الشيخ شلتوت المجيزة للتعقد بالمذهب الشيعي


التجييش والتعبئة الحالية في لبنان تفتقدان الغطاء الشرعي فالضرر واقع على المسلمين والقيادة تفتقد الحكمة


لا نقبل بدور إيراني في العراق كي لا يكون ذريعة للآخرين للتدخل

البهبهاني عممني وأقدم المجتهدين أجازوا والدي بالحديث فأجازني بالرواية

إن أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة فيجب ألا تدخل من الباب الشيعي فالحقيقة الدينية ليست بأيدي السياسيين

تدويل لبنان يشعل شرارة برميل البارود الذي تحدث عنه خادم الحرمين الشريفين

العرب فاشلون ويزيدون الطين بلة في العراق وعاجزون حتى عن استيعاب جيبوتي

جذور الشيعة مصرية ورجال الكنانة هم الذين بايعوا أمير المؤمنين وشيعوا دولته... ونأسف لاندثار موسوعة ناصر الفقهية

الشيعة جزء من مشاريع بلدانهم الوطنية واذا كان ولاء المريض للطبيب فإن ولاء الشيعي لمرجعيته

أهم الظواهر السلبية في المجتمع الكويتي الحساسية الشديدة الى حد المرض بين فئات المجتمع فالانتماء شرطه الحصرية

مع الأسف المجتهدون كثر لكنهم متقوقعون في حوزاتهم وتواصلهم مع الناس ضعيف

الأجواء الكويتية رائعة فالديمقراطية مشرقة والحرية سائدة وخطباء الحسينيات يتحدثون بكل أريحية
التيارات سبب الخلاف الشيعي الشيعي ووكلاء المراجع براء منه


استغرب كثيرا من علماء الدين في لقاءاتهم الصحافية عندما يتركون لمحاوريهم قيادة فكرهم


ليس مدا شيعيا ما يحدث في بعض البلدان العربية... انه مد سياسي يخدم أهدافا معينة



أجرى الحوار ¯ فوزي محمد عويس


ناشد آية الله السيد مسلم الجابري امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ان يتقي الله في اللبنانيين معتبرا في حوار خاص مع »السياسة« ان التجييش والتعبئة الحالية في العراق يفتقدان الى الغطاء الشرعي المتمثل في ضرورة عدم ايقاع الضرر بالمسلمين وحتمية حكمة القيادة وتساءل اين هذان الشرطان على ارض الواقع اللبناني?

واضاف السيد المسلم وهو عراقي الجنسية ويحمل جواز سفر ايراني ومقيم في الكويت منذ عشر سنوات اضاف في مناشدته للسيد نصر الله: »تفقه اولا في الدين لتعرف كيف تعمل في السياسة« وابدى في الوقت نفسه الخشية عليه من ان يلقى مصير الامام موسى الصدر.

واقر السيد مسلم بأن بعض العلماء اتوا من الخارج واستغلوا المنبر الحسيني ومرورا افكارهم وصفوا حساباتهم مع آخرين على خلفية نزاعات خارجية واعتبر ان اهم الظواهر السلبية في الكويت تلك الحساسية الشديدة التي تصل الى حد المرض في العلاقة بين السنة والشيعة لكنه اشاد بالاجواء في الكويت وبسيادة الديمقراطية والحرية في ربوعها.

ونفى ان يكون له دور في تشييع المصريين بالكويت, وقال بأن جذور الشيعة مصرية وان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حسم هذه المسألة بحكمته السياسية وهو يسعى الى الوحدة العربية وذلك عندما اسس لفقه مقارن مع شيخ الازهر الراحل الشيخ محمود شلتوت والذي اصدر فتوى شهيرة تجيز التعقد بالمذهب الشيعي وتساءل اين ذهبت الموسوعة الفقهية التي صدرت في عهد ناصر بناء على هذه الرؤية?
واكد السيد الجابري ان مصطلح المرجعية جديد في التراث الشيعي, مشددا على ان الاصل هو الاجتهاد ولا وجود لهذه المرجعية ونصح ايران بالا يكون لها دور في العراق كي لا يكون ذلك ذريعة للآخرين بالتدخل وقال: اذا كانت تريد ان يكون لها دور في المنطقة فيجب الا تدخل من الباب الشيعي لان الناس ستعرف حتما الحقيقة الدينية والتي ليست بأيدي السياسيين.

وبدأ السيد مسلم الجابري طارحا نفسه كمجتهد مؤكدا ان له انصار اكثر في الكويت يصرون على ان يكون كذلك وفيما يلي حصاد الحوار مع السيد المعمم من قبل السيد البهبهاني.
سماحة السيد: جنسيتك عراقية وجواز سفرك ايراني .. ايه الحكاية?

حكايتي مثل كثيرين غيري فهناك من العراقيين من يحملون جوازات سفر بريطانية وكندية واميركية وغيرها اذ لم يعد من مكان الا وفيه عراقيون خصوصا في العقدين الاخيرين حتى انني سمعت ان بعض العراقيين وصلوا حتى الى القطب الجنوبي.

زدني ارجوك.. متى خرجت من العراق?
عام .1979
ولماذا خرجت وصدام لم يكن قد طغى وتجبر بعد?
في 1979 استشعرنا الخطر وكنت في بغداد مراقبا جيدا للاحداث وكانوا قد سمحوا للناس بأن يعبروا عن مكنون صدورهم اثر قيام الثورة الاسلامية في ايران فتفاءلت الناس لكن لم يشعر الكثيرون منهم بالخطر المتربص بهم ولكني توقعته وخرجت قبل ان يتسلم صدام السلطة بشهور.

دراسة في السربون

الى اين خرجت?
الى باريس اذ كنت على صلة بمستشرق فرنسي وقابلته وزودني بكتاب قبول في الجامعة بباريس حيث احمل شهادة اكاديمية من كلية الفقه وهذا الكتاب

يسمح لي بالحصول على تأشيرة طلابية للدراسة في باريس وهناك مكثت شهرا ثم حاولت دخول ايران ونجحت وذلك لزيارة ارحامنا وبعدها حاولت العودة الى باريس خوفا من ان يشكل وجودي في ايران خطورة على اولادي واهلي في العراق وذلك بعد ستة شهور سادت خلالها الفوضى بإيران وكان التشاؤم هو السمة الغالبة ولكن السفارة الفرنسية رفضت اعطائي تأشيرة دخول وقالوا لابد وان تعود للعراق وتحصل على التأشيرة من هناك لأن العلاقات الفرنسية العراقية كانت آنذاك في اوجها ولم يكن لي ان اعود فهنا ارتضيت ان استخرج جواز سفر ايراني وعرض علي وظائف في ايران ورفضت وعدت الى باريس ثانية وكانت الموافقة على قبولي في الجامعة قد تمت فسجلت فيها واستمرت دراستي 4 سنوات ثم انتقلت الى جامعة السربون حيث اكملت دراستي الى ان حصلت على شهادة الدكتوراه وبعد ذلك حدثت ازمة بين ايران وفرنسا انعكست علينا كمقيمين ايرانيين فدفعنا الثمن.
وما هذا الثمن?

اعادونا الى ايران جبرا وذلك بعد اعتقالنا وكانت العودة هذه بائسة وفي ايران استقبلونا بشكل جيد وأفسحوا لنا مجالا في الجامعة لكن نشاطنا قل الى حد كبير وشعرنا بالعزلة خلافا لما كنا في باريس حيث كنا على صلة بعلماء ومثقفي العالم واستمرت هذه العزلة منذ العام 84 وحتى 1995 وكان نشاطي مقتصرا على الجامعة وحصرت نفسي في الشأن الاكاديمي.

ألم تقرب السياسة?

أبدا وكان لنا صلة مع المراجع الدينية وكنت ممثلا لها في طهران ولكن احد الاخوة نصحني وقال: انت مش بتاع سياسة فلتعمل معنا في التدريس وبقيت الى ان جئت الى الكويت عام 1996 بدعوة والتقيت بأصدقاء رجحوا بقائي فبقيت بعد ان اتخذوا ما يلزم من اجراءات.

ولماذا لم تعمل في الجامعة بالكويت مادمت أكاديميا?
هذا ما اقترحه بعض الاخوة الفضلاء آنذاك وعلى رأسهم الاخ علي المتروك لكني لم ارد تكرار التجربة وفضلت ممارسة العمل المستقل والحر والاجتماعي والمشاركة في النشاطات الثقافية وغيرها.

نكهة علمية

لكنك لم تطل بشكل مكثف على المجتمع الكويتي?
المجتمع الكويتي مع الاسف فيه ظواهر سلبية وأهمها هذا التفرق الموجود فيه وهذا شيء خطير فالحساسية شديدة الى حد مرض ومن خلال تواصلي مع مجتمع الشيعة ارى هذا الموازيك العجيب بحيث اذا كان الانسان في مربع معين ومع مجموعة معينة فلا يستطيع ان يكون له صلة بمجموعة اخرى وفيما عدا هذه الظاهرة فإن هناك ايجابيات كثيرة جدا وردا على سؤالك اقول بأنني اختصاصي (سوسيولوجيا) ومن خلال خلفيتي العلمية والثقافية فإنني متواصل مع هذا المجتمع ولي نشاط في الكثير من المجالات لكنني في الوقت نفسه لا احبذ ان تكون اطلالات رجل الدين او الشخصية العلمية مستمرة.

لكنك صاحب رسالة?
احاول ايصال رسالتي العلمية الى الناس بأسلوبي الخاص وفق المتاح وربما لم تكن لي اطلالات صحافية ولذا كانت تلك النظرة لأنني بصراحة ارى ان اللقاءات الصحافية مع رجال الدين كلها سياسية وأقرب الى السطحية ولم ار معمما راح يخوض في الصحافة الكويتية عن العلم والتاريخ مع الاسف.
ربما لأن اللقاءات الصحافية لابد وان يكون لها طابعا سياسيا اما الخوض في العلم والدين فذلك صفحات متخصصة?
لكننا يا اخي مهمتنا علمية والملاحظ ان الصحافي هو الذي يقود تفكير محاوره ولابد لرجل الدين او العالم ان يعي الى اين هو ذاهب ويصبغ على حديثه نكهة علمية.

وهل ترى فارق كبير بين العلم والسياسة?
هناك فرق كبير جدا وبرزخ بين السياسة والعلم وبرزخ كذلك بين السياسة والدين.
هل تتكلم هنا عن حالة الكويت تحديدا?

اتكلم عما ينبغي يا اخي ان يكون فالسياسة لها اسلوبها وآلياتها والدين له اسسه وآلياته.

لا مرجعية

لكن السياسة تستمد آلياتها من الدين او هكذا ينبغي?
لا ارى بذلك.
قل لنا ما تراه?

نحن نحتاج للدين في العبادة والعبادة ليست بالامر السهل خصوصا عند المسلمين بل هي مسألة جوهرية وقد قال تعالى: »وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون« اذن هدف الوجود هو العبادة وهي التي لم نعطها قسطا من افكارنا.
لعلك اذن توافق على مقولة الرئيس المصري الرحل انور السادات (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة)?
ليس بهذا الشكل او بهذه الحدية لكن اقول بأن الجانب السياسي ينبغي ان نصبغه بصبغة دينية والا فكيف نفسر امر شخصية دينية تتكلم ساعتين دون ذكر الله او للدين, ان هذا تفريغ للدين من مضمونه وذلك شيء خطر بالنسبة للغيورين على الدين.

كيف ترى سماحتكم حال المرجعية في الكويت?
لا مرجعية في الكويت (يقولها ضاحكا).
ما رأيك في ظاهرة وكلاء المراجع في الكويت والآخذة في التزايد?
جميعهم كل المعممين وكلاء مراجع الا انا لست بوكيل.
لماذا?

لم اهتم بالمسألة منذ ان كنت في النجف اذ كان هدفي الدراسة فاما ان احصل على درجة الاجتهاد او على الدكتوراه.

بعد عقد من الزمان من اقامتك في الكويت هل ترى بعدم وجود مرجعية فيها فقط ام ان الامر عام?
لا مرجعية كما قلت في الكويت كذلك لا مرجعية في اي مكان آخر الا في مراكز المرجعية وهذه ظاهرة حديثة مع الاسف فالاجيال التي عاصرت

المراجع والعلماء في القرن الماضي ولن نذهب الى ابعد من ذلك تعريف كيف تتكون المرجعية في مراكزها الطبيعية(الحوزات) وقبل نصف قرن واكثر كان في الكويت مجتهدون واذكر منهم السيد مهدي القزويني والسيد ميرزا حسن والسيد علي شبر رحمة الله عليه وهو مجتهد كبير كذلك في المحمرة وهي جار الكويت كان فيها مجتهدون قبل اقل من نصف قرن واخرهم الشيخ محمد طاهر وهو احد اساتذتنا الكبار وفي الاهواز كان هناك مجتهدون مثل اية الله البهبهاني وكانت الحوزات الاقليمية او المحلية او سمها ما شئت تقود الناس من قريب بلا وكلاء فالانسان يأخذ حاجته من المجتهد مباشرة ويأوى بذلك الى ركن وثيق ولكن الان صار هناك وسائط مع الاسف.
\ هل تعتقد بأن جزءا من الخلاف بين الشيعة والشيعة هو كثرة وكلاء المراجع?
/ الخلاف هو خلاف تيارات لا وكلاء مراجع الذين هم في النهاية مصالحهم مرتبطة بمرجع او اثنين.
بالحديث والرواية