العرب اعداء الكتاب واعداء الثقافة
العرب اعداء الكتاب واعداء الثقافة
أوراق الكتب تختلط بالدماء والجثث المتفحمة بتفجير في بغداد
بغداد- وكالات
اختلطت أوراق الكتب المتناثرة مع الدماء والجثث المتفحمة على جانبي شارع المتنبي العريق في قلب بغداد الذي استهدف الاثنين 5-3-2007 بانفجار سيارة مفخخة أوقع ما لا يقل عن 26 قتيلا و42 جريحا.
وقال محمد سلمان شقيق صاحب مكتبة عدنان الشهيرة "بحثت عن أخي في ثلاثة مستشفيات ولا زلت أجهل مصيره"، مضيفا "المشكلة الكبيرة أن جميع الجثث عبارة عن قطع سوداء يصعب التعرف عليها بسبب الحروق التي تعرضت لها".
وقال نعيم الشطري, مسؤول مزاد الكتب في سوق الجمعة إن "هذا العمل جرى فقط في زمن هولاكو واليوم يحدث مجددا من قبل المجرمين القتلة الذين استرخصوا حياة الأبرياء".
وأضاف الشطري الستيني وهو يبكي أن "قتل الكتاب أخطر من قتل الإنسان لأن الإنسان له عمر أما الكتاب فيبقى خالدا وقد حرقوه". وأكد أن "الإرهابيين يحاولون قتل المعرفة في هذا البلد وهم يقتلون الطلبة في الجامعات واليوم يقتلون الكتاب في اعرق شوارع بغداد التاريخية".
وروى مراسل فرانس برس الذي وصل إلى مكان الانفجار أن أوراق الكتب المتناثرة اختلطت بالدماء والجثث المتفحمة على جانبي الشارع، مشيرا إلى أن النيران لا تزال تلتهم المكتبات التاريخية التي يشتهر بها شارع المتنبي.
وأضاف أن الانفجار وقع بالقرب من جامع الحيدر خانة في وقت يشهد هذا الشارع ازدحاما شديدا. ويشهد شارع المتنبي طيلة أيام الأسبوع ما عدا الجمعة بسبب حظر التجول المفروض في هذا اليوم, حركة نشطة من رواده الصحافيين والمثقفين الذين يجدون ضالتهم في البحث عن الكتب والمصادر.
وقد وقع الانفجار على مقربة من التجمع الثقافي العراقي وهو عبارة عن قاعة يتجمع فيها المثقفون والادباء, انشئ نهاية العام 2003 واصبح ملتقى للكتاب والادباء. وقال حجي علي صاحب مقهى الشابندر وهو ملتقى الشعراء والادباء والصحافيين "هذه كارثة انسانية".
واضاف الحاج الذي وقف امام مقهاه الذي تحطم زجاجه بسبب قوة الانفجار ان "هذا المكان معرفي بعيد عن العنف واليوم حولوه الى هشيم وحطام". وتابع "لطالما كان هذا المكان يقود حملة توعية ضد العنف والمفروض ان يكون خارج دائرة الصراع والكثير من العرب والاجانب من اصدقائنا لازالوا يزرونا هنا".
وقال محمد حميد صاحب احدى المكتبات التاريخية القديمة "لقد احترقت مكتبتي التي تضم موسوعات وكتب تاريخية نادرة ودينية مهمة جدا غير موجودة الا في بغداد", وراح يبكي وهو يردد "لا حول ولاقوة الا بالله".
وأضاف أن "هذه الكتب تعتبر مصادر بحث علمية وأدبية للكثير من طلبة الدراسات العليا". وقال الصحافي جمال كريم الذي يعمل في قسم ثقافي في إحدى الصحف المحلية وهو يبحث عن أصدقائه "الجميع لم يرد على مكالماتي, مما زاد من مخاوفي على حياتهم".
وأضاف أن "المجرمين استغلوا هذا الثغرة في الشارع الذي يبدو انه خارج الخطة الامنية". وكان هذا الشارع الذي يعود إلى أواخر العصر العباسي, يعرف أولا باسم "درب زاخا" وقد اشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن أعرق المؤسسات الثقافية منها مدرسة الامير سعادة الرسائلي ورباط ارجوان (تكية دينية).
وقد اطلق عليه اسم المتنبي في 1932 في عهد الملك فيصل الاول تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة ابو الطيب المتنبي. وكان يعرف ايضا باسم "شارع الاكمك خانة" اي المخبز العسكري.
وكان من اشهر رواد هذا الشارع المستشرقان الفرنسيان لوي ماسينيون (1883-1962) وجاك بيرك (1910-1995) والاديب المصري زكي مبارك (1891-1952) الذي كان يسكن في 1938 في منطقة الحيدرخانة القريبة من الشارع والشاعر السوداني محمد الفيتوري.
ومن الشعراء العراقيين الذين كانوا من رواد شارع المتنبي, محمد مهدي الجواهري (1899-1997) وبدر شاكر السياب (1926-1964) وعبد الوهاب البياتي (1926-1999). وقبل 15 عاما وفي ظل الحظر الدولي الذي فرض على العراق وافقر اهله, تحول هذا الشارع الى "بورصة ثقافية" تنظم كل جمعة وتعرض خلالها اشهر الكتب والمصادر وتنتعش فيه مكتبات الرصيف الذي يفترش اصحابها جنبات الشارع طوال ساعات النهار.
والى صفته "الاقتصادية" هذه, كان شارع المتبني يشكل ملتقى العديد من الادباء والمثقفين العراقيين من باقي المحافظات الذين كانوا يزورونه كل يوم جمعة ويلتقون زملاءهم في بغداد. لكن حظر التجول منعهم من ذلك.
وشهد هذا الشارع قبل ثلاثة اشهر عملية احراق مقصودة للكتب والمؤلفات قام بها اصحاب المكتباب وباعة الارصفة احتجاجا على فرض حظر التجول في يوم الجمعة. واطلق المحتجون عبارة "حرائق المتنبي" على تجمعهم الاحتجاجي مطالبين الحكومة العراقية والمسؤولين برفع حظر التجول المفروض على العاصمة كل يوم جمعة والذي تسبب في شل الحياة الثقافية التي كان يشهدها الشارع في يوم العطلة الاسبوعية.
أقترح على السلطات الهولندية أن تطرد أي لاجىء يمزق كتابا حتى يكون عبرة لمن يعتبر ومن لا يعتبر
قرأت حديثا لاحد المشايخ الكويتيين بأن عمر بن الخطاب كان يمنع الكتب حفاظا على عقائد الناس كما يزعم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات