بقلم : الشاعرة والكاتبة العراقية بلقيس حميد حسن

موظفة لسنوات طوال في المكتبة المركزية الهولندية في لاهاي - هولندا


من خلال عملي في المكتبة المركزية لمدينة لاهاي، رأيت ما يعجب من امرنا كعرب.. فالكتب التي تشتريها المكتبة بأغلى الاثمان ونعمل عليها فترة طويلة لتذهب الى رفوف المكتبة جاهزة للاستعارة، نراها تفقد يوما بعد آخر، حتى انهم افرغوا رفوف المكتبة العربية من مؤلفات هامة كثيرة بل أغلب الكتب الفلسفية التي تحرك عقول الناس بالنقاش والبحث طلبا للحقيقة.

ادهشني قلة الاستعارة لجمهور العرب والذين أثبتوا أنهم أقل اهتماما بالكتاب وخاصة حينما يختلف الكاتب أو الباحث مع توجهاتهم فيقومون بتمزيق بعض الأوراق أو الشخبطة عليها بشتائم وكلام غير لائق ويشوهون الكتاب الصامت بين ايديهم.

لكن الذي ادهشني اكثر هو انه في يوم نادتني احدى الموظفات في القسم الذي يحتوي على المجلات المعروضة للاستعارة لتريني ان مجلة سيدتي وبأعدادها الكبيرة الموجودة بالمكتبة قد مزق جزء من غلافها بذات الطريقة؟ انها هولندية ولاتعرف قراءة اللغة العربية ولاتعرف مايقصدون من هذا التمزيق المنظم, انهم يمزقون حرفي التاء والياء ليصبح العنوان سيد.. كنت في حيرة من امري ولم اصدق انهم يرون كلمة سيدة كثيرة على المرأة لأن السيد هو الرجل فقط ولاتستحق المرأة هذا الوصف.