كتابات - ناهدة رمان


(وقضى الذكر ان لاتعبد الانثى الا اياه) - الكاتبة



مناهج التعليم في المجتمع الذكوري تجعل الاخصاب البشري اسفل درجة في سلم اهتماماتها وخارج التخصص وقبل مراحله المتقدمة لاتتلقى الاجيال علوم لها قيمة ولا تحصل على ثقافة في هذا المجال ويتساوى في العمى العلمي الاناث والذكور مع ان حياة المجتمعات لايمكن لها ان تنفك من قضية الاخصاب لانه حياة المجتمع البشري وغير البشري لكن ايضا يحمد لوزارات التربية والتعليم انها تعلمنا كيف تتزاوج الضفادع والخنافس والدعاسيق وذباب التفاح وكيف تتلقح نباتات القرع واشجار النخيل ولابد من الاشارة الى ان الامر يظل محصورا بالنباتات والحشرات ولايجاوزه الى الثدييات او اللبائن لان ذلك محظور حتى لايحرك غريزة الجنس عند افراد النوع البشري من فصيلة العرب.



بعد الوليمة الطويلة العريضة ومايرافقها من اتلاف للثروة وبعد الزمن الثمين الضائع وسط الاهتمام بالتفاصيل التافهة وفي عجالة يضع احدهم فمه في اذن الذكر ليقول له مالذي يتوجب عليه فعله ويرفده بمعلومة او معلومتين ربما ان ضررهما اكثر من نفعهما وقيمتهما العلمية صفر ودائما يكون لتلك المعلومات بعد اجتماعي ولا يتعلقان بالصحة او المعرفة الجنسية.



اما الانثى التي يكاد شعرها ان يتقطع من المط وبشرتها تكاد تتمزق تحت الحك والجلي واضافة المساحيق فقد تذهب الى اخطر دور في حياتها باعتبارها حاضنة الاخصاب ووعائه والقيمة عليه والراعية لسلوك المجتمع والموجهة لنزعاته النفسية تذهب الى هناك وهي لاتعرف من امرها أي شئ فهل بالهتكم هذه مجتمعات ستقوم لها قائمة وهي تعلم ذكورها ركوب الحمير ورمي القوس ولعب النرد والطاولة ولاتعلمهم اسس الاخصاب وتعلم اناثها كيفية التخفي خلف الابواب عند قدوم الضيف وكيفية اخفاء وجوههن وايديهن واصواتهن وتعزف عن تعليمهن شيئا عن وظائف اعضائهن .

لو قدر لنا مراجعة المناهج في الدول التي يقوم فيها الذكور باستخدام سلاح الدين لمنع دخول التربية الجنسية الى المدارس لوجدنا انها تخلو من التربية الدينية والعلمية في المجال الجنسي ولوجدنا امرا غريبا بالكاد يمكن تصديقه فمع انهم يحكمون باسم الله والقران الا انهم في الوقت نفسه يمنعون القران ولغته من دخول المدارس ولو لم يفرضوا المنع على القران لوجدنا انه يشق طريقه كاداة معرفية في مجال الاخصاب دونما خجل او وجل او استحياء ومعلوم ان المنطق الديني يقول ان الله لا يستحي من الحق ولايستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة.



في مناهج المملكة العربية السعودية ومصر واليمن ودول الخليج والعراق والاردن وسوريا وليبيا والجزائر وكل الدول العربية كم مرة يمكن لنا ان نصادف في مراحل التعليم مادون الجامعي التخصصي مصطلحات لها علاقة بالاخصاب كان تكون كلمة زواج او نكاح او حيض او مباشرة؟ والجواب معروف انه لاشئ الا ان يكون درس تاريخ يتحدث عن زواج ذلك الملك او الزعيم او طلاق سوريا عن مصر او زواج اليمن الشمالي من اليمن الجنوبي او حمل الامة العربية بالزعيم الاوحد او مخاض امتنا الاسلامية او العرس الوطني والعرس القومي وعروس الثورات والزواج الكاثوليكي بين اميركا وقطر.



هل تصدقون ان مسميات الاخصاب ومسميات الجنس تستخدم في السياسة لكنها ممنوعة في مجالها؟ يعني انه في درس الاحياء عيب جدا ان يقال ان انثى البشر تتلقح بهذا الطريقة من قبل الذكر لكن في درس الانشاء يمكن ان نقول ان افكار زعيمنا تلاقحت مع افكار ومبادئ الثورة الفرنسية فكان حملا مقدسا وولادة ميمونة وبامكانكم العثور على هكذا نصوص في دفاتر تلاميذنا .



بعملية مسح مبسطة نجد ان السلاح الذي يرفعونه بوجوهنا لمنع الثقافة الجنسية من دخول المدارس وهو القران نجده يدينهم ويكذب دعواهم والحقيقة ان الجانب المتعلق بالاخصاب في القران ممنوع من دخول المدارس في النظم العلمانية والدينية على حد سواء يعني بصراحة شديدة ان القران كتاب ممنوع على التلاميذ الى ان يتم غلق منافذ التفكير ليدهم عندها لن تؤثر فيهم كلماته الا بصورة مقلوبة.



هل يريدون احصاءات ؟ وهل من الحكمة والمنطق الانشغال بمحاججة الذكوريين ؟



كلمة زواج ومايشتق عنها وردت 47 مرة في القران وتكررت كلمة نكاح 5مرات و14ورد اشتقاق النكاح ووردت كلمة ملامسة بمعنى تلاقي الانثى والذكر جنسيا 2وبنفس المعنى وردت كلمة رفث1وبنفس المعنى مباشرة وردت1وكذلك التماس2ووردت نية الفعل الجنسي المراودة 5مرات وكذلك راود 2وغشي وحملت4 واثقلت وترضع ويئسن واذا استمرينا بالبحث ووصلنا الى الولادة والحمل والرضاع يكون القران كتابا متوافرا على عناصر تربوية في مجال الاخصاب تتناسب وكونه كتابا غير تفصيلي وغير مختص فلم منعوا كل هذا ولم جعلوا أي كلمة تتعلق بالجنس مسورة ومسيجة بالشكوك والرغبات والسخرية والهزء وقتلوا كل مصطلح وحملوه فوق مايحتمل واغلقوا الافواه وقطعوا الالسن وحولوا الناس الى قطيع من البغال لاتفقه من حياتها الجنسية شيئا ؟



الجهل بمجال الجنس صار فضيلة الفضائل لذلك تكثر العاهات والتشوهات وانحدر الوضع الاخلاقي اضافة الى الوضع الخلقي بالفتح وتحول المجتمع الى مجتمع ذئاب يستفزه صوت نعال المراة وعطرها ولون ملابسها ويريد الزنا بها على قارعة الطريق لايعرف منها غير اعضائها التناسلية وصارت كلها على بعضها عورة ولا ادري لم الانثى عورة كلها للذكر ولايكون الذكر عورة للانثى سوى ان المقياس هو الذكر لافوقه ولا تحته وهو لايساوي حفنة نخالة يقضي يومه بالمقهى يلعب الطاولة والنرد ويكتب قصائد الغرام وحينما تخطف امامه اخته او ابنة عمه تبعها واوسعها ضربا الا انه مجتمع بلا معنى ولن يخرج قرص رغيفه من الارض مالم يخرج الانثى من السجن ويصير فلاحا وليس سجانا .



Nahid_ro18@hotmail.com