نتابع الموضوع:

كل ذلك لم يغب عن ذهن الرسول(ص) وتصوراته لماسيحدث ويحصل بعد غيابه!! بل كان يعرفه عين اليقين!!

الرسول الكريم(ص) حريص على أمته، وصونهامن الضياع بعده!! وحريص على نجاح المسار لدعوته، وإنتشاررسالته، وكان يعرف قرب أجله إذ لم يفاجئه الموت، وهوعلى غفلة من أمره!! لذلك حينماأتاه الأنذارالآلهي بالتبليغ بنص الآية67 من سورة المائدة:

(ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين)

بمعنى هناك أمرخطيروهام جدا، ينذره الباري بتبليغه!!

ولطلاب الحقيقة، والباحثين عن الحق، راجعواكتب السيرة المعتبرة، والتواريخ الموثقة، في أي محل ومتى نزلت الآية المتقدمة؟؟ وماذا فعل الرسول (ص)بعد نزول ألآية؟؟ راجعوها بالتفاصيل وعلى مختلف الروايات حتى تستوعبوا جيداالظرف، وحراجة الظرف، وفعل الرسول(ص)!!!! فهنا مفتاح حل الإشكال الذي شطرالأمة الإسلامية إلى شطرين!!!!

الترقيع والتبرير، والإستماتة في محاولة التعمية على الأمر!!! بحجة المحافظة على كرامة فلان!! وحسن نية علان!!! يعد قتلا للحقيقة وإخفائها!!!!!!!!

وبنفس الوقت يجب أن نعرف بإن الدين قناعة، وليس فرضا يفرض بقوة السيف وقعقعة السلاح!! وإلا إنتفى التكليف الشرعي المجزئ المبرئ للذمة، وأنعدم العدل في القصاص والحساب والعقاب!! هذه هي أسس الرسالة التي قامت على التوحيد والربوبية للواحد الأحد. ومن أجدربتطبيقهاوالإلتزام بها غيرصاحبها ونبيها؟؟

لذلك عندما نزلت آية التبليغ، جمع الرسول(ص)الجموع المؤلفة التي خرجت معه في حجة الوداع!!! بإرجاع من تقدم وإستعجال من تأخر، وفي حرالهجير، طرح عليهم بعض الإسئلة وخطب فيهم هذه الخطبة المهمة الفاصلة:

أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته(صرح بصحته غيرواحد من الأعلام،حتى إعترف بذلك إبن حجر، إذأورده نقلا عن الطبراني وغيره في أثناء الشبهة الحادية عشرة من الشبهة التي ذكرهافي الفصل الخامس من الباب الأول من الصواعق ص 25) عن زيد بن أرقم قال:

خطب رسول الله(ص) بغديرخم تحت شجرات، فقال: إيهاالناس يوشك أن أدعى فأجيب(إنما نعى إليهم نفسه الزكية تنبيهاإلى إن الوقت قد إستوجب تبليغ عهده، وأقتضى الأذان بتعيين خليفة من بعده، وإنه لايسعه تأخيرذلك مخافة أن يدعى فيجيب قبل إحكام هذه المهمة التي لابد له من أحكامها، ولاغنى لأمته عن إتمامها) وإني مسؤول(لماكان عهده إلى أخيه ثقيلا على أهل التنافس والحسد والشحناء والنفاق أراد(ص)-قبل أن ينادي بذلك-أن يتقدم بالإعتذارإليهم تأليفا لقلوبهم وإشفاقامن معرة أقوالهم وأفعالهم، فقال: وإني مسؤول، ليعلمواإنه مأموربذلك ومسؤول عنه، فلا سبيل له إلى تركه. وقد أخرج الإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول بالإسناد إلى إبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية:ياأيهاالرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.) وإنكم مسؤولون(لعله إشاربقوله(ص): وإنكم مسؤولون، إلى ماأخرجه الديلمي وغيره- كما في الصواعق وغيرها- عن أبي سعيد إن النبي(ص) قال: وقوفهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي، وقال الإمام الواحدي: إنهم مسؤولون عن ولاية على وأهل البيت، فيكون الغرض من قوله: وإنكم مسؤولون، تهديد أهل الخلاف لوليه ووصيه فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد إنك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا، فقال: إليس تشهدون أن لاإله إلاالله، وإن محمدا عبده ورسوله، وإن جنته حق، وإن ناره حق، وإن الموت حق، وإن البعث بعد الموت حق، وإن الساعة آتية لاريب فيها، وإن الله يبعث من في القبور؟؟ قالوا: بلى نشهد بذلك(تدبرهذه الخطبة من تدبرها، وأعطى التأمل فيها حقه، فعلم إنهاترمي إلى أن ولاية علي من أصول الدين، كماعليه الإمامية، حيث سألهاأولافقال:أليس تشهدون أن لاإله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله؟ إلى أن قال: وإن الساعة آتيةلاريب فيها، وإن الله يبعث من في القبور، ثم عقب ذلك بذكرالولاية ليعلم إنهاعلى حد تلك الأمورالتي سألهم عنهافأقروا بها، وهذاظاهرلكل من عرف أساليب الكلام ومغازيه من أولى الأفهام) قال: اللهم أشهد ثم قال: ياأيهاالناس أن الله مولاي وأنامولى المؤمنين، وأناأولى بهم من أنفسهم( قوله وأناألمولى، قرينة لفظية، على إن المرادمن المولى إنماهوالأولى فيكون المعنى: إن الله أولى بي من نفسي، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ومن كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسهفمن كنت مولاه فهذا مولاه، يعني عليا، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه، ثم قال ياأيهاالناس إني فرطكم، وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ممابين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبركتاب الله عزوجل، سبب طرفه بيد الله تعالى، وطرفه بإيديكم فإستمسكوابه لاتضلواولاتبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبيرإنهمالن ينقضياحتى يراداعلى الحوض(هذا لفظ الحديث عند الطبراني وإبن جريروالحكيم الترمذي عن زيد بن أرقم ، وقد نقله إبن حجرعن الطبراني وغيره باللفظ الذي سمعته، وأرسل صحته إرسال المسلمات ، فراجع ص 25 من الصواعق).

وغيره الكثير من الروايات المتعلقة ببيعة غديرخم، وكلها تصب بنفس المعنى.
ولطلاب الحقيقة راجعوا هذه الوصلة:

http://www.h-alajmi.com/index.php?a...ose&less_id=221

وللموضوع بقية: