لا توجد آراء غريبة أو دخيلة على المذهب لدى سماحة السيد فضل الله دام ظله ، إلا أن هؤلاء المتظاهرين بالقدسية يعتبرون أن المذهب هو أفكارهم وآرائهم فقط حيث يختصرون بكل استعلاء المذهب في شخوصهم .
إن مسألة كسر ضلع الزهراء ع لم يكن السيد فضل الله هو الوحيد الذي أثار الشكوك حول مروياتها وملابساتها التاريخية ، فقد سبقه العديد من العلماء ممن لا تعميهم العصبية المذهبية وضيق الأفق عن ما تحتويه المرويات من تناقض ، كالشيخ المفيد والسيد عبد الحسين شرف الدين والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد هاشم معروف الحسني .
أما موضوع لحم الأرنب فقد تجاهل المصلح حقيقة أن أحد المراجع وهو سماحة الشيخ الخالصي قده وهو قائد ثورة العشرين قد أباحه مطلقاً ولم يقل أحد أن الخالصي خارج عن المذهب أو يعارض الأئمة لأن الجميع يدركون أن المعيار هو مدى مصداقية المرويات في نقل آراء الأئمة ولا يمكن لمرجع شيعي أن يعارض من يعتقد بعصمتهم ، أما القول بعدم عصمة الأئمة فلا داعي للرد عليه أصلا لأنه إدعاء مفضوح ومشكوف في كذبه ودجله .
إن هذه الأساليب لا تعد غريبة عن هؤلاء الذين يكتبون من تحت الأغطية الوثيرة لتشويه رجال كانوا دائماً على استعداد للكفاح العلمي والجهادي من أجل مبائهم ومن أجل مذهب أهل البيت ع ، في سبيل الحفاظ على مكانة مدعي القدسية والعلم الذين لا يجيدون الكلام سوى في الحيض والنفاس والأحلام والمنامات هذا الهذيان الذي يطلقون عليه جزافاً اسم الروحانية والعرفان ، وذلك لأن سلبيتهم هذه أصبحت في مأزق منذ ظهور هذا الجيل الضخم من العلماء المكافحين الذين استعادوا لمذهب أهل البيت ع ثوريته ونضاليته المعبرة بالفعل عن جوهر المذهب .
يمكننا أن نسأل المصلح ماذا فعل هؤلاء المفكرين والمخرجين لسماحة السيد من المذهب للشيعة في أي مكان في العالم ؟ في لبنان كان الشيعة وهم الطائفة الأكثر عدداً لا قيمة سياسية لهم والآن وبعد وجود سماحة السيد فضل الله دام ظله والسيد موسى الصدر قده أصبحوا الطائفة الأقوى والأكثر سيطرة على الأوضاع هناك ، أين كان هؤلاء من هذه الأحداث ؟
أين كانوا أثناء الثورة الإسلامية في إيران ؟ أو في أي وقت من أوقات كفاح العالم الاسلامي والمستضعف ضد الامبريالية والاستكبار ؟
الواقع أنهم لم يكن لهم وجود مؤثر في هذه الأوقات الحرجة كما أنهم لا وجود مؤثر لهم الآن بينما العالم الشيعي يواجه التحديات في كل مكان فلا مشكلة لديهم سوى السُنة والوهابية فقط ، وما أسخفها من مشكلة .
تحياتي
باباك خورمدين
المفضلات