مليارديريّة الحرس الثوري.. وكبار المهربين التابعين للرئاسة

المافيا الاقتصادية والمشرفون الفاسدون على «المكافحة»



صار يعرف في المجتمع الايراني ان من اكبر الاشخاص ثراء في البلاد هم قادة الحرس الثوري وبعض مراجع الدين وكبار المسؤولين الذين لا يقل ثراء كل منهم عن مليار دولار، فمثلا العميد محصولي و على اثر تجارته غير القانونية مع ابناء صدام حسين بعد الحرب الايرانية العراقية حصل على اكثر من 900 مليون دولار من خلال بيع النفط العراقي ومشتقاته عبر ايران، والشيخ يزيدي حاصل على ثروة لا تقل عن مليار دولار من شركة «دنا» لصناعة اطارات السيارات. ويمتلك انصار احمدي نجاد شركات ومؤسسات مالية وهمية لنهب اموال الدولة والشعب، ويشرف على احدى هذه المؤسسات المدعو رستم آغا خان وهو رئيس المكتب الاعلامي للرئيس احمدي نجاد، وهذه الشركة تطلق على نفسها «المؤسسة الخيرية للتصدير والاستيراد» وهي في الواقع تستورد بطرق غير قانونية (تهريب) كل السلع من دول المنطقة بما فيها الالبسة الاميركية والتركية المعروفة بالجينز.

أبو الحسن فقيه هو الآخر ذو ثراء فاحش ومن انصار احمدي نجاد، حيث يشرف على مؤسسة تصدير واستيراد وله عدة ملفات قضائية ومتهم بالفساد الاقتصادي من قبل السلطة القضائية. ويقول علي رضا جمشيدي المتحدث باسم السلطة القضائية ان 24 من كبار المهربين وناهبي اموال الدولة لهم الآن مناصب عليا في الحكومة ولجميع هؤلاء حصانة لا نقدر على اسقاطها منهم!

ويستغل انصار احمدي نجاد من كبار ناهبي اموال الدولة والشعب اسماء بعض المؤسسات مثل مؤسسة الدفاع عن المعاقين او رعاية الايتام او منظمة حماية العجزة، لتهريب السلع بمليارات الدولارات سنويا، حتى ان بعض التقارير الرسمية كشفت مؤخرا ان اجهزة اعلام احمدي نجاد وخاصة لجنة الاشراف على الانتخابات التي ترأسها العميد محمد رضا نقدي استفادت من اموال تهريب السلع، وان المؤسسة الخيرية للتصدير والاستيراد كانت الممول الرئيسي لهذه اللجنة.

صحيفة «رسالت» المحافظة التابعة لمنظمة المؤتلفة الاسلامية وبعد ان ادركت خطورة المصالح المادية لهذه المنظمة كشفت في الشهر الماضي عن وجود مافيا داخل الحكومة تشرف على تهريب السلع الى ايران بما فيها الالبسة والرز الهندي والباكستاني والبضائع الصينية والاثاث المنزلي والقطع الالكترونية والكهربائية. واشارت الصحيفة الى اسم «المؤسسة الخيرية» بالذات.

انصار احمدي نجاد ردوا على تقارير السلطة القضائية بصورة غير مباشرة من خلال التأكيد على ان تجارة الموبايل التي يشرف عليها رئيس هذه السلطة الشـيخ شاهر ودي تصل سنويا الى اربعة ملـــيارات و600 مليون دولار. ومن المعروف ان شاهرودي يحتكر الهواتف النقالة التابعة لشركة نوكيا في ايران.

والاكثر مدعاة للسخرية في هذا النطاق ان العميد محمد رضا نقدي وبعد الكشف عن تورطه المباشر في مافيا تهريب السلع تم نقله من شركة التهريب وعين رسميا في منصب رئاسة منظمة مكافحة تهريب السلع والعملة الصعبة! فبعد الكشف عن استلام وزير التجارة الاسبق لرشوة بملايين الدولار، وبالتالي نشر وثائق الرشوة في الصحف المحلية، تمت اقالة هذا الوزير وهو عسكر اولادي من وزارة التجارة وتعيينه فورا مشرفا عاما على منظمة اغاثة المحرومين في ايران!

* روز (النهار) *