هل أخطأ 'حزب الله' كما أخطأت 'حماس' في السلطة؟

انسحاب ودي من الحكومة و'المشكلة' سعد الحريري


بيروت - نبيه البرجي


هل أخطأ 'حزب الله' كما اخطأت حركة حماس في الوصول (او المشاركة) في السلطة؟
رأيان داخل الحزب، والمصادر المقربة تقول ان الرأي الغالب هو الانسحاب من الحكومة، ولكن دون احداث صدمة، لأن البلاد لا تتحمل ذلك. ايضا مع الاحتفاظ بعلاقات مع زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري. القربى من دمشق لا تعني داخل 'حزب الله' اي مس بشخصية الرئيس رفيق الحريري. كل الذين التقوا امين عام الحزب حسن نصرالله سمعوا منه كلاما حزينا، حوله، مع التذكير ب 'مواقفه المشرفة' وان كان هناك استغراب حيال مواقف وسائل اعلام تابعة لتيار المستقبل.

الذين يقولون بالبقاء في الحكومة، يشيرون الى ان القوة التمثيلية للحزب يجب ان تترجم داخل السلطة التنفيذية، واذا كان محمد فنيش قد غرق في هموم الكهرباء التي باستطاعتها 'ان تبتلع حتى نابليون بونابرت'، كما كان يقول الوزير الراحل جورج افرام، فإن وزير العمل طراد حمادة يعمل لثورة حقيقة داخل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي تحول الى مزرعة للفساد والاثراء غير المشروع، وانتهاك حقوق الناس وبهدلتهم في الطوابير، كما لو انها طوابير الاعاشة في الحرب العالمية الثانية.

نقطة الضعف
نقطة الضعف عند 'حزب الله' هي العلاقة مع سوريا، التي كانت دائما نقطة القوة. صور آية الله الخميني، وآية الله خامنئي تظهر في كل المناسبات. هذه مسألة حساسة وتثير حساسية الافرقاء الآخرين، لكن نصرالله اكد في العديد من المرات على عروبة المقاومة واسلاميتها. ترعرع في عائلة تحب جمال عبدالناصر، ووقف مع الفدائيين الفلسطينيين، لا مجال البتة للرجل ان يخرج من جذوره.
لكن الامور بدأت تأخذ منحى دقيقا، نافذون في الحزب يعتبرون انه 'كلما اقتربنا منهم تقدموا خطوة اضافية نحو الحصار'.

وحين اطلق ابو مصعب الزرقاوي تصريحاته الشهيرة ضد 'حزب الله' منذ عشرة ايام فقط، كان هناك من يقول ان كلام الرجل الذي لقي حتفه ليل الاربعاء ينطلق من خلفيات معينة مع ان الواضح ان الساحة اللبنانية هي غير الساحة العراقية، وان احتمالات الفتنة بعيدة، وبعيدة كليا، تحدث سعد الحريري وحسن نصرالله طويلا حول 'الموضوع المستحيل'، الضوابط محكمة جدا، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني يضطلع بدور مهم في ما يتعلق بالخطب داخل المساجد والتي تحض على الوحدة بين المسلمين، بل وعلى الوحدة بين اللبنانيين.

مشروع موسى الصدر
الثابت ان هناك داخل الحزب من يعتقد ان ثمة من دخل في اللعبة الكبيرة، يتابعون كيفية نشر الاخبار او بثها او نقلها، يتساءلون، يتوجسون فالخريطة تبدو مشتتة. الجميع يصرخون في وجه الجميع لان احدا لا يستطيع ان يقدم شيئا للبنان واللبنانيين.

لكن داخل قاعة الحوار هناك أصوات بعيدة عن منطق الثأر او اثارة الغرائز. غسان تويني الذي وصفه النائب بطرس حرب ب 'استاذنا جميعا' استعار مشروع الامام موسى الصدر الذي يقبل بناء جيش نظامي وجيش شعبي، وعلى اساس تحصين الحدود ثم تحويل القرى المهددة الى قرى محصنة على ان يصبح كل مواطن جنديا وتحل الميليشيات وترسل الى الجنوب وتدمج بالناس.
واذ اشاد بنصر الله رفض التمييز بين التكتيك (المقاومة) والاستراتيجية (الجيش)، معتبرا المطلوب ان يصبح لبنان دولة مقاومة ايده في ذلك رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الذي دعا الى تثبيت شعار 'الدولة اللبنانية دولة مقاومة'.

الخطة الدفاعية
رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع رأى ان 'يوظف' سلاح 'حزب الله' واخذ ثمنه حلولا طارحا 'ضمانات' بإنشاء قوة دولية في حدود 15 الف جندي تابعين للأمم المتحدة معززة بقوات جوية وبحرية تكون مهمتها رادعة وليست مراقبة على غرار ما كانت في كوسوفو.
هذا مع اقامة منطقة عملانية تشمل كل الحدود مع اسرائيل وتشملها قوات برية من الجيش وتنتشر على نحو غير معروف من دون ثكن ومظاهر عسكرية، وتعتمد اسلوب المقاومة ولكن يتولاها الجيش على ان يحل 'حزب الله' قواته ويشكل عناصر احتياط لهذه القوات عند الضرورة، وتكون هذه العناصر بأمرة الجيش.

جعجع قال: انه يتحدث باسم قوى 14 آذار، وان كانت هذه افكاره فيما لجنبلاط افكاره التي وردت في 18 صفحة فولسكاب، وتقوم على ثلاثة محاور حصرية السلاح، وتطبيق اتفاقية الهدنة، ووضع قرار الحرب والسلم بيد الدولة.

زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري قال: 'الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان مع المقاومة، وانا مع المقاومة ونحن نعرف مدى قيمة المقاومة، التي لا تزال تقوم بعمل مميز ومشكور، والمهم هو الاجماع على الخطة الدفاعية، ولا اعتقد ان هناك اي فريق على الطاولة يفكر ضد مصلحة البلد'.
اضاف: 'ان خطة السيد نصر الله هي خطة متكاملة، ولكن فيها ثغرة واحدة هي انه لا توجد ضمانات والحرب برهنت حتى الآن انها لم تتوقف الا بالسياسة، حتى في الطائف كان هناك قرار سياسي فوقفت الحرب'.