الغريفي:قانون التجمعات الذي قدمته الحكومة إلى البرلمان طبخة خطيرة وعودة لأمن الدولة
صحيفة الوسط:قانون التجمعات طبخة خطيرة لو نضجت ستعيد "أمن الدولة"
شبه السيدعبدالله الغريفي قانون التجمعات الذي قدمته الحكومة إلى مجلس النواب أخيرا بالطبخة الخطيرة التي لو قدر لها أن تنضج فإنها تشكل عودة لما يشبه قانون أمن الدولة. جاء ذلك في كلمة ألقاها في مسجد الصادق بالقفول...حيث قال فيما يخص الامر..
في هذه الأيام تلوح في الأفق إنذارات خطيرة نخشى أن تعصف بالكثير من طموحات هذه المرحلة، وبالكثير من شعاراتها، وبالكثير من أمن الناس واستقرارهم، وبالكثير من حرياتهم.
في هذه الأيام تتحرك في دهاليز السلطة وفي دهاليز البرلمان طبخة خطيرة جدا، لو قدر لها أن تنضج فإنها تشكل عودة لما يشبه قانون أمن الدولة، هذا القانون السيء الصيت الذي أنتج أسوأ الأوضاع وأسوأ المراحل وأسوأ الاحتقانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
إن مشروع قانون التجمعات يحمل في مكوناته انتاجية جديدة تقترب من مكونات أمن الدولة بما يحمله القانون الجديد من مصادرة صريحة للحريات تحت ذرائع ومبررات غير مقبولة... إننا لسنا مع الانفلات وإرباك الأمن والاستقرار... ولسنا مع العبث والفوضى، والاعتداء على الممتلكات والمؤسسات.
ولكننا في الوقت نفسه: لسنا مع قمع ومصادرة الحريات تحت أي مبرر أو ذريعة.
ليس الأمر دائرا بين خيارين لا ثالث لهما: الخيار الأول: الفوضى والانفلات، والخيار الثاني: مصادرة وقمع الحريات.
الأمر ليس كذلك، كما يحاول أن يؤكده مشروع القانون الجديد للتجمعات والمسيرات... إننا ننصح وبكل حب وإخلاص من أجل أمن هذا البلد واستقراره أن لا يتورط أعضاء البرلمان بإقرار قانون من هذا النوع سيتحملون مسئولية نتائجه وآثاره الخطيرة.
وفي الختام لنا كلمة قصيرة عن المجلس الإسلامي العلمائي:
المجلس خطوة جادة في اتجاه ترتيب البيت العلمائي من أجل النهوض بدور أكبر، في مرحلة تفرض توحيد الجهود، وتجميع الطاقات، ومواجهة كل التحديات.... ومن الطبيعي أن مشروعا في مستوى المجلس العلمائي لن تكون ولادته بلا مخاض عسير... وإن مشروعا يحمل أهدافا كبيرة كما هي أهداف المجلس العلمائي الصريحة الواضحة لن تكون انطلاقته بلا إرهاصات، وبلا إثارات، وبلا تحديات.
إن المشروعات المفصلية في حركة الأمة والتي تهدف إلى صوغ واقع جديد يتجاوز المألوف، ويتحدى السائد المغلوط، إن هذا النمط من المشروعات من الطبيعي جدا أن يكون حولها جدل واختلاف، إلا ان هذا لا يبرر أن تتجمد الانطلاقة، وأن تتوقف الحركة.
إن ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية التي تزامنت مع الولادة الميمونة لهذا المجلس لن تغير شيئا في قناعتنا وإصرارنا على الاستمرار في هذا المشروع المبارك، مادمنا نؤمن كل الإيمان بالأهداف الكبيرة التي يترسمها المجلس العلمائي والتي تصب في مصلحة هذا الوطن وفي خدمة قضاياه، وفي الدفاع عن قيمه وثوابته وهويته الإسلامية، وفي حماية أمنة واستقراره، وفي تأكيد وحدة أبنائه... إننا لا نتهم أولئك الذين يعارضون هذا المشروع، فلهم رؤيتهم، ولهم قناعاتهم، ولكن ما نتمناه على اخوتنا أن يتحروا الدقة فيما يطلقون من كلمات وتصريحات، وما نتمناه على اخوتنا أن ينصفونا، وأن يحسنوا الظن، فذلك أقرب للتقوى... لا نرفض النقد، ولا نرفض التقويم، فلسنا معصومين، ولسنا أكبر من أن نخطئ، ولكن ما نسمعه ونقرأه لا يصب في مسار النقد البناء، والتقويم الهادف.
نحن ندعو إلى الحوار من أجل معالجة كل الإشكالات، بعيدا عن الحسابات الذاتية والتشنجات والانفصالات، وبعيدا عن السجالات الصحافية، والمزايدات الإعلامية، والتي كثيرا ما تقود إلى مزالق الهوى، وحب الذات، والنزوع نحو الشهرة ورغبة الانتصار ولو بغير حق.
هناك من تغريه السجالات، ويعمل على إذكاء الخلافات والتناقضات في داخل الصف العلمائي لأهداف وأغراض ليست خافية على أحد.
فما أحوجنا في هذا الظرف الصعب إلى الحذر كل الحذر، وأن ينصف بعضنا بعضا، وأن يعذر بعضنا بعضا، فيما لا نملك الحجة الواضحة على خطأه.
إننا نقول لاخوتنا وأحبتنا الذين خالفونا الرأي في مسألة المجلس العلمائي: لكم قناعاتكم، ونحن لا نتهم دوافعكم، بل ونتفهم قلقكم ومخاوفكم، ولا نشك أنكم تحملون كل الإخلاص لهذا الخط، ولهذه الطائفة، ولكل الوطن.
ولكن ما يؤلمنا أن تنطلق التصريحات هنا أو هناك، وفيها شيء من الجور والاتهام غير المبرر للقائمين على هذا المشروع، والذين لم يكن رائدهم في ذلك إلا الخير والإصلاح، ولم يجد هؤلاء النفر الذين انتظمت إرادتهم وأنتجت هذا التشكل العلمائي المبارك، إلا هذا الخيار في هذه المرحلة الصعبة بكل تحدياتها وإرهاصاتها وإشكالاتها.
يا اخوتنا في الخط والأهداف: ما المشكلة في أن تنتظم جهود وقدرات عدد من العلماء، ليكونوا عشرة، عشرين، خمسين، أليست هذه خطوة في اتجاه التوحد الأوسع، مادامت هناك بعض المعوقات أمام هذا التوحد الأشمل... وخصوصا أن القائمين على المجلس العلمائي لم يزعموا لأنفسهم أنهم يمثلون كل الساحة العلمائية
http://www.alghuraifi.org/lecture.ph...f99ae4a872263f