صفقة نووية محتملة بين أمريكا وإيران قد تنزع فتيل الحرب، إليك ما نعرفه عنها، ولماذا تغضب إسرائيل؟
صفقة نووية محتملة بين أمريكا وإيران قد تنزع فتيل الحرب، إليك ما نعرفه عنها، ولماذا تغضب إسرائيل؟
عربي بوست
تم النشر: 2023/06/04
https://arabicpost.net/wp-content/up...tty-images.jpg
مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تعثرت(Getty images)
صفقة نووية محتملة قد يكون التفاوض حولها جارياً سراً حالياً بين الولايات المتحدة وإيران، وهي صفقة تقلق إسرائيل، رغم أنها قد تنزع فتيل الأزمة الحالية، التي قد تتطور لحرب بسبب البرنامج النووي الإيراني.
وفي حين لا تتحدث الولايات المتحدة وإيران إلى بعضهما بشكل مباشر، فقد اعتمدتا على الاتحاد الأوروبي وسلطنة عُمان وغيرهما للعمل على ما قد يكون ممكناً في ظل غياب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران).
وقد تتضمن هذه الصفقة المحتلة شكلاً من أشكال تخفيف العقوبات، وإلغاء تجميد ما يصل إلى 7 مليارات دولار من التمويلات المستحقة لإيران، مقابل وقوف طهران عند الحد الأقصى لأنشطة التخصيب الذي يمنعها من إحراز مزيد من التقدم نحو سلاح نووي محتمل، حسبما ورد في تقرير لموقع موقع Al-Monitor الأمريكي.
زيارة سلطان عمان لطهران تؤشر إلى صفقة نووية محتملة وتقلق إسرائيل
وأثارت الزيارة التي قام بها سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، وهو شريك ومُحاوِر تثق به واشنطن وطهران، إلى طهران الأسبوع الماضي،
بما في ذلك اجتماعه مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في 29 مايو/أيار،
تكهنات بأنه قد يكون هناك المزيد من الزخم للدبلوماسية الأمريكية الإيرانية غير المعلنة.
هذه التكهنات لا تستبعد صفقة نووية محتملة تنزع فتيل الأزمة بين طهران والغرب.
https://arabicpost.live/wp-content/u...4-1024x683.jpg
المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي
يلتقي بالسلطان العماني هيثم بن طارق في طهران في 29 مايو/أيار 2023
- مكتب المرشد الأعلى الإيراني / WANA (وكالة غرب آسيا للأنباء) عبر رويترز
ولعبت عُمان دوراً فعالاً في الدبلوماسية الأمريكية والإقليمية مع إيران، بما في ذلك إطلاق سراح وتبادل المعتقلين الغربيين هناك. بعد زيارة السلطان هيثم،
أفرجت إيران عن مواطن دنماركي ومواطنين نمساويَّين من الاحتجاز بعد وساطة عمان. ويأتي إطلاق سراحهما في أعقاب إطلاق سراح مواطن بلجيكي وموطنين فرنسيَّين في مايو/أيار.
ويعتمد أي تقدم في الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية في نهاية المطاف على عودة المواطنين الأمريكيين الثلاثة المحتجزين هناك -سياماك نمازي وعماد شارجي ومراد طهباز.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلمح لاستعداد إيران للتعاون رغم تقدم برنامجها النووي
تشير أحدث التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب برنامج طهران النووي، إلى ما يمكن أن يكون نهجاً إيرانياً بعد خطة العمل الشاملة المشتركة فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا غداً الإثنين 5 يونيو/حزيران. ووفقاً للتقديرات السرية التي عُمِّمَت على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع.
وزادت إيران مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 27% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقد يكون لديها وقود كافٍ لصنع سلاح نووي في غضون أسبوعين أو أقل، وفقاً لتقارير صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
طهران ما زالت تلتزم بالخط الأحمر الأمريكي
وبخلاف ذلك، تقف إيران عند خط أحمر أمريكي بشأن توسيع التخصيب بما يتجاوز 60 إلى 90%، أو درجة تصنيع الأسلحة، لتجنب عقوبات مفاجئة من جانب الأمم المتحدة أو ما هو أسوأ من ذلك.
في غضون ذلك، تعلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الملفات القديمة المتعلقة بقضايا الأنشطة النووية غير المُعلَنة، وقد وافقت إيران على إعادة تركيب الكاميرات ومعدات المراقبة في المنشآت الرئيسية.
ويشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران قد تكون مستعدة للعمل ضمن قيود التزامها كعضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في غياب خطة العمل الشاملة المشتركة، على افتراض أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل العمل نحو إغلاق ملفات الحماية المتبقية.
إسرائيل تشعر بالقلق من تقارير الوكالة الدولية واحتمال وجود قنوات خلفية مع واشنطن
تشعر إسرائيل بالقلق من تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحتمال وجود دبلوماسية للقنوات الخلفية بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لديَّ رسالة واضحة جداً لإيران وللمجتمع الدولي. ستفعل إسرائيل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".
في غضون ذلك، نظَّم حزب الله اللبناني الموالي لإيران استعراضاً غير مسبوق للقوة في منتصف شهر مايو/أيار في جنوب لبنان، وهو يأتي، كما يقول الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت، على خلفية التهديدات المتصاعدة من قبل إسرائيل ضد إيران، و"تجدد التلميحات عن الاستعدادات لهجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية".
ولكن التنسيق الأمني بين تل أبيب وواشنطن ما زال قوياً
ورغم المخاوف الإسرائيلية، يبدو التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إيران على مستواه العالي كما كان دائماً.
أمضى قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة، الجنرال مايكل كوريلا، الذي يشرف على جميع القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة، ثلاثة أيام في إسرائيل خلال الأسبوع الماضي.
وكان كبار مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي (رئيس الشاباك رونين بار، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي) جميعهم في واشنطن هذا الأسبوع لمناقشة الشأن الإيراني وقضايا أخرى مع نظرائهم الأمريكيين.
https://arabicpost.live/wp-content/u...4-1024x683.jpg
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز
وقد استمع القادة الإسرائيليون لشهادة أمام الكونغرس في 23 مارس/آذار ألقاها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، قال فيها إن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لأربع أو خمس قنابل نووية في "أقل من أسبوعين"، وهو تقييم تعرفه الاستخبارات الإسرائيلية جيداً، حسبما كتب الصحفي بن كسبيت.
ويضيف كسبيت: "ما أذهل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية هو ادعاء ميلي أنه بمجرد أن تنتج إيران ما يكفي من اليورانيوم العسكري، يمكنها صنع سلاح نووي في غضون عدة أشهر أخرى".
قلق في الخليج من عدم وضوح نهج واشنطن
مع تنحية إدارة بايدن لخطة العمل الشاملة المشتركة جانباً، تفضِّل الإدارة اتباع نهج دبلوماسي تجاه إيران يعطي الأولوية لخفض التصعيد ووقف الصراع في المنطقة وملفاتها النووية.
ورغم أن الولايات المتحدة عزَّزت موقفها الرادع الشامل ودعمت المبادرات الإقليمية لنزع فتيل التوترات مع إيران، بما في ذلك الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات في مارس/آذار، إلا أن عواصم الخليج غير مرتاحة بشأن ما يعتبرونه عدم وضوح بشأن السياسة الأمريكية في المنطقة،
خاصةً بعد أن استولت إيران على ناقلتي نفط في 27 أبريل/نيسان و3 مايو/أيار.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في 31 مايو/أيار إنها سحبت مشاركتها من تحالف القوات البحرية المشتركة، رغم أن الولايات المتحدة لم تتلقَّ لم تتلق إخطاراً رسمياً بالانسحاب.
قد لا تمانع إدارة بايدن في الضغط الإسرائيلي والتهديد باستخدام القوة لإبقاء إيران تحت السيطرة؛ حتى تصل إلى نوع من التفاهم الدبلوماسي مع طهران.
في الوقت الحالي، قد يكون الترتيب لحد أدنى من الاتفاق هو الاحتمال الأكثر واقعية، بالنظر إلى الرياح السياسية المعاكسة في كل من واشنطن وطهران، وبعض القلق بشأن النوايا الأمريكية والإيرانية في المنطقة.