إسرائيل تصف الرئيس الإيراني بـ "المارق" وتهدد برد عسكري ينهي تهديده

أحمدي نجاد مجددا: "الهولوكوست" خرافة والحضارة الغربية مقيتة


اوغل الرئيس الايراني المتشدد محمود احمدي نجاد في حربه الكلامية ضد اسرائيل متجاوزا تصريحاته السابقة بالتشكيك في وجود محرقة نازية لليهود في الحرب العالمية الثانية الى انكارها بشكل مطلق باعتبارها مجرد خرافة وهو ما اثار ردود فعل غربية غاضبة وعاجلة فيما هددت اسرائيل باللجوء الى وسائلها الخاصة لحماية وجودها من الرئيس الايراني الذي وصفته بالمارق.

ووصف احمدي نجاد في خطاب بثه التلفزيون الحكومي مباشرة امس محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية بانها »خرافة« واقترح مجددا اقامة دولة اسرائيلية في اوروبا او الولايات المتحدة او كندا او حتى الاسكا.
وقال في تجمع لعدد كبير من الاشخاص في محافظة سيستان بالوشستان (جنوب غرب) ان الغربيين »اخترعوا خرافة ان اليهود تعرضوا لمجزرة وجعلوا ذلك فوق الله والديانات والانبياء«.
واضاف »اذا شكك احدهم في بلادهم بالله فانهم لا يفعلون شيئا لكن اذا انكر خرافة مجزرة اليهود تبدأ ابواق الصهاينة والحكومات التي تعمل لحسابهم بالزعيق«.

وقال الرئيس الايراني موجها كلامه الى الغربيين »اذا كان ما تقولونه صحيحا انكم قتلتم واحرقتم ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية اذا كنتم ارتكبتم هذه المجزرة فلماذا يكون على الفلسطينيين دفع ثمنها?«.

وتابع »لماذا جئتم تحت ذريعة هذه المجزرة الى قلب فلسطين والعالم الاسلامي? لماذا خلقتم النظام الصهيوني المصطنع«?.
وقال احمدي نجاد ان »اقتراحنا هو التالي: اعطوهم قطعة ارضكم في اوروبا او الولايات المتحدة او كندا او الاسكا ليقيموا (اليهود) دولتهم«. واضاف "كونوا على ثقة بانكم اذا فعلتم ذلك فان الشعب الايراني لن يحتج عليكم بعد الان وسيدعم قراركم«.

واشار نجاد مجددا الى انه يتعين ان يتمتع الشعب الفلسطيني الذي ينتمي الى ارض فلسطين منذ قرون بحق تقرير مستقبل وطنه والا يكون هذا الحق لمن يحتلون هذا الوطن.
واضاف قائلا: »الغرب يقول ان الرئيس الايراني يتفوه بالكثير من الاشياء الفظيعة وانه غير متحضر ويعربون عن ادانتهم لي اذا كانت حضارتكم تنطوي على العدوان ضد بلدان لا ذنب لها وكذلك على كبت الاصوات المنادية بارساء العدل وايضا على توسيع رقعة الفقر من اجل تحقيق الرفاهية في بلدانهم فإنني امقت هذا النوع من الحضارة«.

واشار نجاد الى ان الثقافة الاسلامية تسير على درب السلام والعدالة لكل البشر في مختلف انحاء العالم دون تمييز وذلك على عكس الادعاءات الغربية في هذا الشأن.
من جهة ثانية صرح الرئيس الايراني المحافظ المتشدد ان ايران لن تتراجع »قيد انملة« في شأن برنامجها النووي, عشية مفاوضات مع الدول الاوروبية يفترض ان تبدأ في 21 ديسمبر.
واضاف »جربنا موقفكم في الماضي ولن تخدعنا دعاياتكم الاعلامية الكاذبة« ملمحا بذلك الى وعود الاوروبيين بتسليم ايران وقودا نوويا في حال تخلت عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وعلى الفور عبرت وزارة الخارجية الاسرائيلية عن املها في ان تفتح تصريحات احمدي نجاد »اعين العالم« على حقيقة النظام الايراني و»تزيل الاوهام« في شأن هذا النظام.وقال المتحدث باسم الوزارة مبارك ريغيف ان »اسرائيل تذكر مجددا بأن الملف النووي الايراني يجب ان ينقل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مجلس الامن الدولي« لفرض عقوبات على ايران.

واضاف المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية: »يظهر هذا الرجل من خلال تصريحاته انه خارج عن العرف الدولي وعن آداب السلوك المتعارف عليها دوليا كما يظهر نفسه على انه عنصر سياسي مارق«.
ورأى: »ان التصريحات تبين الطريقة الملتوية التي ترى القيادة الايرانية الحقيقية من خلالها وتنظر عبرها الى العالم.. اننا نأمل في ان تصبح هذه التصريحات بمثابة جرس انذار لهؤلاء الذين لا تزال تساورهم اضاليل في شأن طبيعة النظام الحاكم في طهران«.

من جانبه اعلن الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان اسرائيل تملك الوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها في وجه ايران.
وقال رعنان غيسين »الحمد لله اسرائيل تملك الوسائل الكفيلة بافشال نظام ايران المتطرف لن يكون هناك »حل نهائي جديد« في اشارة الى المحرقة.
واضاف غيسين »نأمل ان يدرك العالم من خلال هذه التصريحات طبيعة هذا النظام خصوصا ان البرنامج النووي الايراني ودعم هذا البلد للارهاب الدولي لا يشكل خطرا على اسرائيل وحدها بل على الحضارة الغربية برمتها«.

وشدد المتحدث على ان »اسرائيل هي الكيان الالفي للشعب اليهودي وستبقى كذلك الى الابد شاء الرئيس الايراني ام ابى«.
الى ذلك دان الاتحاد الاوروبي مجددا »من دون لبس« تصريحات الرئيس الايراني حول اسرائيل معتبرا انها لا تتناسب مع »جدال سياسي متحضر«.

وقال وزير الشؤون الاوروبية البريطاني دوغلاس الكسندر للبرلمان الاوروبي في ستراسبورغ ان »الرئاسة (البريطانية للاتحاد) كانت واضحة في ادانة تصريحات الرئيس الايراني احمدي نجاد حول اسرائيل التي قال انه يجب ازالتها من الخارطة ثم انكر محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية ودعا الى نقل اسرائيل الى اوروبا«.
واضاف ان »هذه التصريحات غير مقبولة ابدا وندينها من دون تحفظ ولا مكان لها في نقاش سياسي متحضر«.