2024/04/18



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


تحولت الحرب النفسية اليوم الى أحدى الأبعاد التي لا تنفصل عن الحرب والمواجهات العسكرية، فكلما انخفض مستوى تحقيق الوحدات السياسية للأهداف المحددة في ساحة المعركة، فان من المنطقي ستزداد نسبة اللجوء والحاجة إلى الحرب النفسية وترويج الاكاذيب.


وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، انه خلال الأشهر الأخيرة ومع تحول حرب غزة إلى مستنقع للكيان الصهيوني، شاهدنا مرارا العديد المزاعم من قبل السلطات الإسرائيلية، وخاصة الجنرال "دانيال هاغاري" المتحدث باسم جيش هذا الكيان ، في تبرير اجراءات الاحتلال والأعمال الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي أو الضربات او الأضرار التي لحقت بها هذا الكيان.

ان عملية ايران الانتقامية ضد الكيان الصهيوني في 14 أبريل 2024 زادت من حاجة الكيان الصهيوني إلى السرية والمبررات الكاذبة. ولتبرير هذا الفشل الاستراتيجي وضعف قوة الردع الإسرائيلية ضد إيران، ادلى المتحدث باسم جيش الكيان الصهيوني دانيال هاغاري ، ادلى بأكاذيب تذكرنا باكاذيب "جوزيف غوبلز" وزير الدعاية لحكومة هتلر في ألمانيا النازية.
كان غوبلز يزعم أنه في صناعة الدعاية السياسية، كلما كانت الكذبة أكبر،كلما كانت أكثر قابلة للتصديق. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي، وخاصة دانيال هاغاري، اعتمدوا أيضًا هذا الاسلوب في أنشطتهم.

وقد لا يكون من المبالغة القول إن ادعاء "اعتراض 99 بالمائة من الصواريخ والمسيرات الإيرانية " خلال الساعات الأولى من عملية "الوعد الحق" كان أكبر كذبة نطق بها هاغاري خلال ما يقرب من 200 يوم منذ بداية حرب غزة.

ويمكن التحقق من هذا الادعاء بشكل كامل من خلال المراجعة لعدد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في الهجوم الانتقامي في 14 أبريل/نيسان.

وبحسب ادعاءات وسائل الإعلام الغربية، فإن العدد الإجمالي للصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في هذه العملية يتراوح بين 320 و350.

ومع هذا الافتراض، إذا تم قبول ادعاء هاغاري، فيجب أن نقنع انفسنا بأن ثلاثة صواريخ أو طائرات مسيرة إيرانية فقط قد اصابت الأهداف.

لكن حتى وسائل الإعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أن الصواريخ الإيرانية أصابت 6 أماكن على الأقل في الأراضي المحتلة؛ هذه النقاط الـ 6 هي عبارة عن قاعدة رامون، قاعدة نافاتيم، منطقة عراد، ضواحي مدينة القدس الغربية وأم الفحم والجولان المحتل، كما أن عدد الاصابات بحسب الفيديوهات هي أكثر بكثير مما يدعيه هاغاري،.. في واحدة من مقاطع الفيديو المخصصة لقاعدة نافاتيم، تم عرض 7 اصابات للصواريخ.

أما الكذبة الثانية اللافتة التي ادلى بها "هاغاري" والإسرائيليون خلال معركة "طوفان الأقصى" و شن الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة، وخاصة على المراكز الطبية والصحية في هذا القطاع هو الادعاء بوجود مقر قيادة حماس تحت مستشفى الشفاء.

قامت الأجهزة الدعائية التابعة للجيش الإسرائيلي بالكثير من الدعايات في هذا الصدد. وقد بذلت هذه المساعي بهدف تبرير الهجوم التالي لجيش الاحتلال على هذا المستشفى، ولكن بعد الهجوم واحتلال المستشفى، لم يتمكن الإسرائيليون من إثبات ادعاء وجود مقر القيادة المركزية لحماس تحت هذا المستشفى.

كان التستر في مجال الإعلان عن الخسائر البشرية في إسرائيل و تاييد القتلى والجرحى على مراحل ، أيضا كذبة كبيرة أخرى ضمن مجموعة أكاذيب هاغاري خلال هذه الفترة،.. منذ بداية الحرب، كان هاغاري وفريقه التابع للجيش الإسرائيلي، يقومون بتفنيد الأخبار التي تنشرها فصائل المقاومة في البدء حول القتلى والجرحى من الجيش الاسرائيلي، لكن في كثير من الحالات لوحظ أن عدد القتلى يتزايد بشكل يومي ويقترب إلى العدد الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية، وقد حدث نفس هذا الامر من المرحلة الأولى لهجوم طوفان الأقصى في اليوم السابع من أكتوبر 2023 ، بحيث رفض الاسرائيليون لعدة ايام تاييد عدد القتلى الذين سقطوا في هذا اليوم (أكثر من 1100 شخص).

كما قلص هاغاري عدد القتلى الى 100 شخص، وادعى أن هؤلاء الأشخاص الـ 100 هم من القوات الفلسطينية التي تم اعتبارها بالخطئ إسرائيلية، في حين كانت جميع القوات الفلسطينية التي شاركت في عملية 7 أكتوبر ترتدي الزي الرسمي لفصائل المقاومة.

بشكل عام، يبدو أن الكيان الصهيوني من خلال الاستفادة من تجارب الحروب العالمية الكبرى وتأثير الدعاية على الرأي العام ، يحاول خلق صورة ذات قوة وشوكة للجيشه وبنيته العسكرية للعالم من خلال إطلاق ادعاءات واهية وكاذبة، مع تهميش الجرائم التي يرتكبها جنوده في قطاع غزة، بحيث يمكن التحقق من ذلك بسهولة من خلال ملاحظة حجم الأضرار التي لحقت ببنية جيش الكيان الصهيوني يوم عملية طوفان الأقصى والصور التي نشرت من داخل الأراضي المحتلة لصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية ضربت أهدافًا مختلفة خلال عملية "الوعد الحق".

https://www.tasnimnews.com/ar/news/2...A6%DB%8C%D9%84