نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الخميس 5 أكتوبر 2023


في سابقة تاريخية، تضم اللجنة التحكيمية لجائزة نوبل للطب، وتُعد أرقى الجوائز العالمية في المجال، عالماً عربياً، هو البروفيسور المغربي عبد الجبار المنيرة، والذي اشتُهر بأبحاثه المهمة في علم الأعصاب.

ويعد المنيرة، المختص في علم الأعصاب، أحد أبرز الكفاءات العلمية المغربية. والذي استطاع بفضل نبوغه العلمي ولوج الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وهو ما أشار إليه بالقول: "اختياري لعضوية اللجنة نتيجة لسجلّي البحثي المكثف ومساهماتي الكبيرة في مجال علم الأعصاب".

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


من عبد الجبار المنيرة؟

وُلد عبد الجبار المنيرة عام 1965 بالعاصمة الرباط، وفيها ترعرع ودرس، وصولاً إلى نيل أولى شهاداته الجامعية بجامعة محمد الخامس. وعن هذه الفترة، يحكي المنيرة: "لدي العديد من الذكريات (في الرباط)، وأغلبيتها ذكريات سعيدة لأنني كنت أعيش في وسط عائلي دافئ ولدي أصدقاء كثر كنا نلعب أو ندرس مع بعضنا".

وحاز المنيرة على شهادة بكالوريوس في علم الأحياء من كلية العلوم بجامعة محمد الخامس، لينتقل بعدها للدراسة بفرنسا، بجامعة إكس في مدينة مارسيليا، إذ نال شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب. لينتقل بعدها، في عام 1992، للعيش في السويد، ويصبح أستاذاً للأعصاب في معهد "كارولينسكا" المرموق هناك.

وعن هذا الانتقال من فرنسا إلى السويد، يقول العالم المغربي: "المختبر الذي احتضن أبحاثي لنيل شهادة الدكتوراه، في جنوب فرنسا، كانت تربطه اتفاقية تعاون مع مختبر للأبحاث العلمية في معهد كارولينسكا، الجامعة الطبية في العاصمة ستوكهولم (...) وسارت الأمور بشكل جيد في العاصمة السويدية".

وسطع نجم المنيرة في هذا العلم، إذ ساعدت أبحاثه في فك رموز "كيف تقوم الشبكات العصبية في الدماغ البشري بتحويل النوايا إلى أفعال؟". وتكتسب هذه الأبحاث سريرية وعلاجية بالغة في علم الأعصاب، لكونها تُمكّنه من فهم للأمراض التنكسية العصبية والشلل، والتي ظلت لوقت طويل مستعصية على إدراك البشرية.

وحصل عبد الجبار المنيرة على عدد كبير من الجوائز العلمية الدولية. وفي عام 2010، قلده الملك محمد السادس وسام الاستحقاق الوطني من رتبة قائد.

عربي في لجنة نوبل

وفي عام 2015، أصبح البروفيسور المغربي أول عضو عربي في الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد، وهي المؤسسة المانحة لجوائز نوبل.

وجرى انتخاب عبد الجبار المنيرة من بين 50 عالماً من معهد "كارولينسكا"، لينضم إلى لجنة خاصة من خمسة علماء فقط، وهي المكلفة باختيار الفائزين بجائزة نوبل للطب.

وعن هذا الاختيار، قال المنيرة في حوار أخير له: "من المهم تأكيد أن العضوية في هذه اللجنة تقتصر على الأساتذة المنتسبين إلى معهد كارولينسكا الطبي، كما يجري انتخاب أعضاء لجنة نوبل لإنجازاتهم البحثية البارزة ومساهماتهم".

وفي حوار سابق، شدد العالم المغربي على أنه:

"لم يكن هدفي أن أصبح عضواً في لجنة منح جائزة نوبل، ولم أسع لذلك في مساري الوظيفي، بل كان هدفي دائماً، تنفيذ الأبحاث العلمية بمعايير دولية، والمهم بالنسبة إليّ جودة البحث الأكاديمي الذي أنجزه، ومساهمتي في البحث العلمي".

لكنه لم يخفِ فخره بكونه أول عربي ينضم إلى اللجنة، قائلاً:

"أنا فخور بكوني أول عربي يجري انتخابه لعضوية لجنة نوبل لعلم وظائف الأعضاء أو الطب".

ومُنحت جائزة نوبل في الطب لعام 2023، لعالمين طوّرا تكنولوجيا أدت إلى إنتاج لقاحات "mRNA" المضادة لفيروس كوفيد، وهما المجرية كاتالين كاريكو وزميلها الأمريكي درو وايزمان، حسب ما أعلنته أكاديمية نوبل السويدية يوم الاثنين.