يسرد رجل الأعمال محمد الحموري قصته عندما كان موظفًا مرموقًا في إحدى الوزرات الكويتية قانعًا بوظيفته، إلى أن يدور حديثٌ عابر مع صديقه صاحب محل الفلافل، ويبدأ مغامرة تحوله إلى رجل أعمال بارز.

قال رجل الأعمال محمد نور الحموري في حديثه لإذاعة أس بي أس عربي 24 يسرد قصة نجاحه: إنه نشأ وترعرع في مدينة الخليل الفلسطينية لعائلة عدد أفرادها كبير من الأخوة والأخوات، ومتنقلا بين مدينتي الخليل والقدس.


عند بلوغه 18 عامًا وتخرجه من الثانوية العامة، قرر أن يشق طريق حياته التعليمية، فدرس في مدينة حلب الهندسة.


كان حلم التجارة كامناً لديه، فقد بدأ تجارة صغيرة بين تركيا وسوريا تغطي احتياجاته في ذلك العمر الفتي.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


توجه إلى الكويت ليعمل مهندسًا ناشئًا في وزارة المياه والكهرباء من عام 1966 إلى عام 1973حتى تدرج ليصل لرتبة عالية في الوزارة، قانعًا بدخل وظيفته ووظيفة زوجته، لكنه أوضح: "رغم أن الدخل المادي من الوزارة كان جيدًا، لكن في كل إجازة سنوية نسافرها نرجع مديونين، ونعود لنبدأ التحويش من جديد".



اللحظة الفارقة:

في إحدى جولات رجل الأعمال محمد نور الحموري في الكويت، التقى صديقًا له فتح محلًا للفلافل والفول والحمص، ويقول: " سألت صديقي من باب الفضول، هل العمل مُجد ماديًا ويستحق العناء؟ فكان رده إنَ ما تحصل أنت عليه في وظيفتك بشهر أنا أحصله في اليوم". عندها قرر أن يُطلق الوظيفة بلا رجعة ويبدأ غمار الأعمال.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أول مشروع بدأه كشريك مع صديق لمصنع حديد للمنشآت برأس مال صغير لا يتجاوز 7000 دينار كويتي، بعدها ذاع صيت المصنع ونجحت الأعمال.


"رجل الأعمال الناجح يوزع استثماراته"، جملة استند عليها الحموري في حياته المهنية، إذا تنوعت استثماراته بعد المصنع ليتوجه نحوقطاع النقليات الكبيرة والشحن، ثم تجارة العقارات، فإنتاج الألبان واللحوم على المستوى الإقليمي العربي ومن ثم العالمي.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الهجرة إلى أستراليا:

تتكون أسرة رجل الأعمال محمد نور الحموري من ابنتين وولد، و إحدى بناته قررت الهجرة إلى أستراليا التي أحبها وأحب نظام العمل بها.


لكن الصدفة جعلته يُقرر نقل أعماله إلى أستراليا، إذ انتشرت في الثمانينيات موجة مرض جنون البقر في أوروبا مما تعذر عليهم استيراد اللحوم وتوزيعها على الدول العربية، مما اضطره للبحث عن مصادر موثوقة، فاهتدى إلى أستراليا، وبدأ مشروعه بالاستيراد منها.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


رجل الأعمال محمد نور الحموري عضو ناشط في المجتمع الأسترالي بأطيافه كافة، فهو مشارك فاعل في أنشطة الجمعيات الخيرية كتوزيع الأضاحي لوجه الله تعالى، كما شارك كعضو شرف في الجمعية الأردنية الأسترالية في حملة "الكراسي المتحركة المجانية للأطفال" التي أسسها النائب البرلماني الأسترالي شوكت المسلماني لتوزيعها على المحتاجين في الأردن وفلسطين ومصر.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


كما أنه عضو مؤسس في جمعية رجال الأعمال الأردنيين، وجمعية رجال الأعمال العرب، وعضو جمعية الصداقة الأردنية الأمريكية، عضو قطاع الثروة الحيوانية بالقطاع الخاص في الأردن، عضو الاتحاد العربي الأوروبي للغرف التجارية وعضو في عدة جمعيات خيرية.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لا يؤمن رجل الأعمال المهاجر محمد نور الحموري بالحظ، بل بالمثابرة والمحاولة والشغف بالعمل، لأن الوظيفة ومعاشها مردود لتعيش في تدبير أمور حياتك فقط، بينما الاستثمار هو التطورو الارتقاء نحو آفاق عليا. لذلك ينصح الشباب الطموح قائلا:
"كن أنت من يدفع الراتب لك ولغيرك، لا أن يدفعه لك الآخرون".
وفي توضيح له، بين المغامرة والمخاطرة في الأعمال، قال على من يدخل التجارة أن يعشق مجاله، وأن تكون خطواته مدروسة بعناية متدرجة.

ناصحًا من يرغب دخول مغامرة الاستثمار بقوله:
"لا تخطو خطوة كبيرة توقعك في بداية سيرك المهني، بل اجعلها على قدرك وإمكانياتك".
على الصعيد العائلي والحياتي، لا تزال مدينة الخليل الفلسطينية ماثلة أمام عينيه، فهي مدينة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، المدينة التي لا يجوع أهلها ولا زوارها، لأن أهل الخير فيها يقدمون يوميًا مجانًا لوجه الله تعالى وجبة لأي محتاج في تكية سيدنا إبراهيم الخليل على مدار العام يأكلها الغني والفقير.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


يمضي رجل الأعمال محمد نور الحموري الوقت بالإضافة إلى العمل والسفر، مع الأولاد والأحفاد، وكذلك مع مجموعة من أصدقائه في سيدني في ناد يجمع أبناء الجالية الفلسطينية والأردنية والعرب للعبة "الطاولة" أو النرد، فهو ضليع بها وله صولات وجولات في مسابقات بين الأقران معتبرًا إياها لعبة تحدي العقل.