لماذا فقيه رباني وحكيم الهي؟

قد يتبادر إلى الذهن .. أو قد يُسأل الواحد منا ( أوحدي العقيدة ) عن مراجعه


ومن ضمن هذه الأسئلة .. التي قد أثيرت فعلاً في أحد الشبكات .. هو ألقاب مراجعنا العظام أعلى الله مقامهم .. وهل هي اعتباطية .. أو لإعطاء هالة مبالغ فيها

نحن نعلم أنها ليست اعتباطية ولا مبالغ فيها .. فمراجعنا العظام لا تنفخهم الألقاب .. ولا يطلقونها جزافاً .. حتى وإن كان المُلَقَّب ( بفتح وتشديد القاف ) هو ولد المُلَقِّب بكسر القاف وتشديدها


فمراجعنا .. أتقى وأورع و أبعد ما يكون عن أن يخصّون أحداً بلقب لمجرد العاطفة الأبوية ..

نأتي مثلاً إلى لقب الحكيم الإلهي .. والفقيه الرباني .. لماذا هذا اللقب المزدوج .. وما دلائله .. وما هي حيثياته ؟

لنسبر غور فكرنا .. ولنطلب من السائِل أولاً أن يضع محمداً و آله نصب عينيه .. وليزِح التعصب جانباً .. وليتأمل الجواب ويحكم بنفسه ..


الحكيم الإلهي : هناك في رأيي سببان على الأقل لمشروعية إطلاق هذا اللقب :

أولهم : أن المولى حفظه الله ( ميرزا عبد الله ) خرّيج كلية الإلهيات .. ومن هنا استحق اللقب لأن خريج الهندسة مهندس .. وخرّيج الطب طبيب .. وخرّيج كلية المعلمين معلم ..

ثانيهما : اختصاصه - كما أبوه وأجداده قدس الله أسرارهم جميعاً - واختصاص جميع أقطاب هذه المدرسة الأوحدية بالحكمة الإلهية .. وسميت حكمة إلهية .. لأن منبعها وقوامها حكمة أهل البيت عليهم السلام .. وليست الفلسفة المستقاة من الصوفية وابن عربي واليونانيين والأغريق وغيرهم ..

لذلك كلّهم حكماء إلهيون .. متمسكون بأن يكون المصدر في التوحيد وفي مقامات أهل البيت عليهم السلام هو ما صدر منهم فقط .. وحين نسمع عن الشيخ الأوحد لقب فيلسوف فإنه لقب مجازي للتعريف عنه إذا كان الآخر لا يدرك معنى الحكمة الإلهية ..

وقد يسأل سائل .. ما داموا هم جميعاً حكماء .. فلم اختص مولاي الميرزا عبد الله بهذا اللقب ..

أقول : كمثل الأئمة عليهم السلام كرماء وقمة الكرم .. وباب الحوائج كلهم كذلك .. وشجعان .. لن تجد ولا ذرة جبن - حاشاهم - ولكن أراد الله إظهار هذه الصفات بشكل أوسع لدى بعض الأئمة .. فنجد الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه اختص بالكرم .. لأن حياته اقترنت بالعطاء .. والإمام علي عليه السلام .. هو المميز في الحروب لذا برزت شجاعته .. ولو قدر الله لبعض الأئمة الحرب .. لرأيت الشجاعة ذاتها .. ولكن هكذا أراد الله ..

وبالمثل مولاي الميرزا عبد الله .. فبالله عليكم .. منذ أن عرفنا هذا العالم .. و لنسترجع جميع الأحداث .. بكل شفافية وتجرد وبعيداً عن هوى النفس .. ألا نرى الحكمة الكبيرة التي أذهلت المخالف قبل المؤالف ؟


كل من رآه وتواصل معه عن قرب يدرك ذلك ... في تحيته .. في حديثه ... في خطبه .. وفي تدوينه المستمر في وريقة صغيرة .. وفي كلماته .. في عباراته .. وكل تصرفاته

بل أذهل حتى الأطباء والطاقم الطبي في لندن قبل وفاة والده ( كما أشار لذلك الفاضل جواد بو خمسين بعد صلاة الجنازة على روح خادم الشريعة ) ..

هذه الحكمة المذهلة .. لم تصدر إلا عن شاب صغير السن ( قياساً إلى المراجع الآخرين حفظهم الله ) تفتقت الحكمة من جوانبه منذ الصغر .. ولا غرو .. ولا عجب ففي التاريخ من رأينا حكمته في صغره .. والأمثلة كثيرة ..

والرواية تقول ( بما معناه ) : من أخلص لله أربعين صباحاً تفتقت الحكمة من جوانبه ( أو كما قالت الرواية بهذ المعنى ..

فهنا لو كنا منصفين .. لرأيناه استحق هذا اللقب بكل جدارة واستحقاق .. ولرأينا شواهد هذا اللقب على أرض الواقع .. ولعلمنا أنه لم يصدر عن عاطفة أبوية .. بل عن معرفة واستحقاق فرض نفسه ..


الفقيه الرباني :

كلمة الفقيه تُطلق على المجتهد .. من هنا كان إصرار المقدس الإمام المصلح جده على إطلاق هذا اللقب للتأكيد على اجتهاده منذ ذلك الوقت .. ومع شهادة والده المقدس بأنه مجتهد مطلق بل وتقليده مفخرة .. ولعمري ما أعظم هذه الشهادتين من هذين المرجعين .. ولا يحتاج من يحصل على مثل هاتين الشهادتين على شهادة غيرهما ..

قال أمير المؤمنين عليه السلام في مضمون الرواية :

الناس على ثلاث .. عالم رباني .. ومتعلم على سبيل نجاة .. وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق ..

فمن وصل هذا الشأن وشهد له مثل هذين الطودين لهو ولا شك من الصنف الأول الذي حاز على الاجتهاد في الفقه والحكمة الكاملة في الفقه الأكبر وهو توحيد الله ومقامات أهل البيت وأسرارهم .. يعني فروع الدين وأصوله ..

فيا أيه السائل تأمل معي وانظر بعين التجرد الخالية من العصبية والهوى .. وقل بنفسك في أي نوع تضع مولاي الميرزا عبد الله ؟

وهل من المبالغة أن نضعه في الصنف الأول ( عالم رباني ) ؟

هذا جواب بسيط .. من مؤمن بسيط .. لكل من هوّل و اشمئز وتحسس من هذه الألقاب ..

منقول للفائدة

اخوكم منصف