عبدالمحسن يوسف جمال

18 أغسطس 2020

ويتجدد اللقاء مرة اخرى بين المؤمنين في هذه الارض ومعشوقهم عاشق الشهادة، وامامهم سيد الشهداء، من احبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال «حسين مني وانا من حسين» وقال «أحب الله من أحب حسينا» وهو واخوه الحسن قرة عين والديهما امير المؤمنين علي والزهراء البتول ابنة المصطفى وحبيبته فاطمة، وما ادراك ما فاطمة.

جاءت ذكرى ابي الشهداء الخالدة على الارض ما دام في الارض رمق حياة، والملهمة للاجيال ثورتها على الباطل، وانتفاضتها على الزيف والخداع. الحسين مات ليحيي امة جده، ويزرع فيها الامل مشوبا بالعزة والكرامة. كيف لا وهو الذي تشرب الحكمة من جده ابي القاسم الذي وصل الى «قاب قوسين او ادنى» ومن ابيه الذي قال عنه الحبيب «علي مع الحق والحق مع علي» ومن امه الزهراء الصابرة المؤمنة وجدته ام المؤمنين خديجة حبيبة المصطفى ورفيقة دربه ومن اخيه الحسن الزكي الناصح الامين. عرفه المؤمنون منذ نعومة اظفاره فاحبوه، وعاشوا معه فاقتدوا به، واستشهد فاصبح نبراسا لهم الى قيام الساعة.

فأي نسب كريم هذا، واي سيرة مشرفة هذه. فكيف لا يعشقه اهل الايمان ومحبو الشهادة وقد عرفه احرار العالم من كل الملل والنحل فاتخذوه دليلا لحريتهم، ونبراسا لنضالهم ضد الظلم والجور والانحراف. «إهٍ» يا ابا عبدالله فكم من وسام شرف تقلدته، وكم من قلب مؤمن تعلق بك فسار في درب الشهادة، وكم من شاعر يتفاخر بان افضل قصائده التي كتبها عن نبلك وتضحيتك، وكم من اديب يتباهى ان قلمه سطر جانبا من حياتك وسيرتك العطرة.

اجتمع كل هؤلاء ليكتبوا ادبا اطلقوا عليه اسم «أدب الطفّ» والذي يزداد مع الايام والدهور ليصبح صراطا مستقيما لمحبي الشهادة، ووساما رفيعا لعشاق الحب الإلهي، ونبراسا لطلاب الذوبان في الحب الحقيقي. وها هي ذكراك تتجدد وهي التي لا تُخْلَق ابدا، فهنيئا لقلب دعاك مواسيا فتأوه، ولدمعة عين مؤمنة ذكرتك فذرفت، ولزفرة عشق ذكرتك فحنت، ولعاشق ابى الا ان يلحق بك في درب الشهادة مبتسما ومفتخرا على اقرانه. «إهٍ» يا حسين، يا ابا الاحرار، وابا الشهداء وملهمهم، وسيد شباب اهل الجنة. سنعيش في ذكراك ما اشرقت شمس وانار قمر، وصدق من قال وهو المحب «كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء»،

فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.

عبدالمحسن يوسف جمال


للمزيد: https://alqabas.com/article/5794517