نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

علي البغلي - القبس

انهيار سقف مبنى ديوان الخدمة المدنية الجديد شكل صدمة قوية، بالإضافة إلى الصدمات اليومية التي نتلقاها من تعثر المشاريع الملايينية الجديدة في دولتنا، وعلى رأسها مشروع جامعة الشدادية ذو الـ 13 حريقاً لا غير، وحصى الشوارع، وإفلاس مقاولي المشاريع، وعشرات الأمثلة الأخرى لمشاريع ما زالت مكانك سر منذ سنوات!

ومشاريع أخرى لا ندري كيف تمت إقامتها، والموافقات التي أخذت من المراقبين أثناء عملية الانشاء، ولا كيف تم الانتهاء منها واستلامها، وهي ممتلئة بالعيوب بالعين المجردة غير الخبيرة، ناهيك عن مراقبي البناء والموقعين باستلام مراحل المشاريع في وزارة الأشغال التي يبدو العديد من أعمالها مثل «المشخال».. وأعني هنا أن الكثير من أعمال الوزارة منذ سنوات ممتلئ بالثقوب «كمشخال» أو «مصفى» العيش أو الرز «المشخول» في مطابخنا!

* * *
أسيت لأحوالنا التي تكلم عنها القاصي والداني، بمن فيهم كبار مسؤولينا، وعلى رأسهم وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الذي رأيناه يعاين سقف مجلس الخدمة المدنية المنكوب مع رئيس المجلس الجديد وأحد محافظينا الكرام (محافظ الأحمدي) الذي كتب مقالاً طويلاً منذ أيام يعدد المشاكل التي يعاني منها أهل الكويت من سوء معظم الإدارات الحكومية.

وقلبت عقارب الساعة للوراء منذ عقود، وقبل أن يتم الاستقلال، حيث نهضت الكويت نهضة شاملة على يد مؤسس نهضتها المعاصرة الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه. الشيخ عبدالله السالم طلب التعاقد مع كبريات شركات المقاولات الانكليزية والعربية، وكان التعاقد يتم بطريقة التكلفة + نسبة مئوية (Cost Plus)، وبذلك يضمن المقاول ربحه، ولا يتم المبالغة او المقامرة بعرض سعر مخفض لنيل المناقصة، أو سعر مرتفع للطمع ولرشوة بعض المسؤولين عن الإشراف!

تلك الشركات الشريفة شيدت لنا مباني لا تزال تزهو على مباني القرن الواحد والعشرين لكويت الحاضر، تم بناء مدرسة الصديق التي لا تزال قائمة، وثانوية الشويخ التي أصبحت مدينة جامعية متكاملة، ومنطقة الصباح الصحية.. وغيرها من مبان تاريخية تزهو على المباني الحالية، لان الكويتي والوافد كانا صاحبي ذمة وضمير أيامها، بعكس هذه الأيام التي خف فيها غالباً الالتزام بالذمة والضمير، وتم الاكتفاء بالكثيرين بمظاهر التدين وخشية الله مظهرياً..

أما في الباطن فغالباً ما يكون لكل شيء تخريجه – مع الأسف – ولولا ذلك لما تردت أحوالنا لهذا المنحدر السحيق.

لذلك فنحن نطالب ويجب أن ندعو ربنا يومياً بأن يعود من تسبب لنا بكل هذه المعاناة والأذية إلى دينه وضميره وخلقه القويم وخشية الله من أفعاله، وبأن يغلق ما أمكن من خروم «مشخال» وزارة الأشغال.. أحد أكبر أسباب معاناتنا المعاصرة! والتي تسبب فيها أيضاً تولية أمورنا لغير أهلها!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

• هامش:

نشرت جريدة القبس مشكورة الثلاثاء 26 سبتمبر مقالاً لي بعنوان «حوار بين متقاعد كويتي ومتقاعد ياباني».. وهو حوار خيالي لم يتم في الواقع، ولكنه يشير برمزية إلى الفرق بين العقلية اليابانية والعقلية الخليجية، ممثلة في الموظف المتقاعد الكويتي، الذي يريد 20، حتى الآن، من أعضاء مجلس أمتنا إرجاعه إلى منزله في عز عطائه وشبابه، لمجرد نيل رضاء مجاميع منه لا تحب العمل وتؤمن بمقولة «هل امتلأت مزايا وعطايا»؟! فتجيب: هل من مزيد؟!

علي أحمد البغلي

Ali-albaghli@hotmail.com


http://alqabas.com/441627/