وكيل الأوقاف : وقف المهري عن الخطابة ان ثبتت مخالفته

[جبار]

تسلم «انذاره» بيمينه ودعا شهاب إلى مأدبة عشاء

المعتوق والمهري وشهاب حبايب في لقاء بعد مطلع الفجر

علمت «الوطن» من مصادرها ان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله المعتوق سلّم انذار الوزارة للسيد محمد باقر المهري في شأن ما ورد في الخطبة التي ألقاها في الجمعة قبل الماضية في مسجد الامام علي بن ابي طالب في منطقة العميرية.

وأوضحت المصادر ان السيد المهري زار المعتوق بعد صلاة فجر الأربعاء الفائت في مكتب الوزير حيث تبادلا الأحاديث الودية، وتم احتواء التصعيد بين المهري والوزارة الذي برز في شكل تصريحات صحافية متبادلة من الطرفين.

وقد استلم السيد المهري كتاب الانذار ووقع بنفسه على استلامه في مكتب الوزير.
كما تم احتواء الخلاف بين السيد المهري والوكيل المساعد لشؤون المساجد عبدالله شهاب الذي قبل مأدبة وعزيمة عشاء أقامها السيد المهري له أمس.

[مقاتل]

أزمة السيد المهري.. والأوقاف

خليل حيدر - الوطن

تمرد السيد محمد باقر المهري على توجيهات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، اساء اليه اساءة بالغة، وربما اساء كذلك لقضية حقوق المرأة السياسية، عندما زج بها كـ «مسألة شرعية وديموقراطية»، في اعتراض على تصريح السيد الوكيل المساعد لشؤون المساجد بالوزارة.

واساء ما جاء في بيان السيد المهري الى عدة مواقف وادوار تمت الاشارة اليها في البيان، فقد بدا بيان السيد المهري انفعاليا مبالغا فيه وغير قادر على اقناع عامة الشيعة والسنة، ممن يدركون المسؤولية الخطيرة المناطة بوزارة الاوقاف وعموم تيار الاعتدال والوحدة الوطنية في هذه المرحلة.

ونحن نستغرب كيف يشتكي السيد المهري دائما وفي مقابلات عديدة من التطرف والخطب المتشددة ومن التهجم على بعض الطوائف ومن زراعة التعصب، ثم يشن هذا الهجوم على وزارة الاوقاف بدلا من ان يحاول التفاهم معها، فحتى لو كان خلاف السيد المهري مع الوكيل، فإنه افسد علاقته بمثل هذا التصعيد مع السيد الوزير نفسه، وسيجد نفسه مضطرا للاعتذار عن بعض ما جاء في بيانه وعن عدم تسجيل خطبة الجمعة وعن اخراج مساجد الشيعة عن هيمنة المؤسسات الدستورية والقوانين، التي لا يوافق احد من عقلاء السنة او الشيعة بل المسيحيين على المس بها. ومن هنا فإن الحق كل الحق مع السد وزير الاوقاف عبدالله المعتوق، عندما صرح بأن «جميع المساجد في الكويت شيعية كانت ام سنية، تخضع لاشراف وزارة الاوقاف» (الوطن 16/3/2005).

يقول السيد المهري ان اكثر موظفي وزارة الاوقاف من السلفيين ممن لا نرضى عن توجهاتهم، ولم يكتف بنفي استلامه اي انذار من الوزارة، بل صرح بأنه لن يستلم مثل هذا الكتاب واضاف: «نحن مستقلون غير تابعين لوزارة الاوقاف، وولاؤنا فقط للقيادة السياسية في البلاد وآل الصباح».

وهذه مزايدة سياسية لا داعي لها، وموقف رافض لكل القوانين والمؤسسات التي نخضع لها جميعا، بما في ذلك «تجمع علماء الشيعة في الكويت» الذي يتولى السيد المهري رئاسته.. باسم الولاء والوطنية!! واذا خُيًّر شيعة الكويت بين مؤسساتهم الوطنية وقوانين دولتهم وبين تجمع العلماء الذي يتولى رئاسته السيد المهري فسيختارون الاولى بلا تردد.

ان موقف السيد المهري خاطئ من اساسه، وكان الاجدر به، وهو الذي كما جاء في بيانه «من ذوي المواقف الوطنية المرموقة»، ومن «دعاة الاعتدال والوسطية»، و«وكيل جميع المراجع الدينية»، الا يلجأ لمثل هذا التصعيد، والا يستخدم مثل هذه الحجج الضعيفة والمختلف عليها ضد توجيهات وزارة الاوقاف والرأي العام الكويتي عموما، والجميع يدرك حجم الحريات المذهبية وحرص المسؤولين على عدم الاساءة لأي فئة او جماعة، فلا داعي فعلا لكل هذا التصعيد.
السيد المهري للاسف لجأ الى درجة اعلى من التصعيد السياسي قائلا: «من استفزتهم نتائج الانتخابات العراقية لن يستطيعوا التأثير على اجواء الحرية والديموقراطية في الكويت».

وطرح المهري كما جاء في الوطن، 14/3/2005، «احتمال ان تكون هناك صفقة بين الحكومة وبعض الاسلاميين للتصويت على حقوق المرأة في مقابل منع السيد المهري عن الخطابة والاحاديث السياسية لخطب الجمعة»، أليس كل هذا تهييجا سياسيا مضرا ابلغ الضرر برئيس تجمع علماء الشيعة ووكيل مجتهدي الشيعة في الكويت؟

لقد هاجم السيد المهري وكيل وزارة الاوقاف، وانتقد الوزير نفسه «لعدم اتصاله بنا شخصيا»، واشاد في مكان بالحكومة وبآل الصباح، ليتهم الحكومة في مكان اخر بأنها ربما «تعقد صفقة خلف ظهره مع الاسلاميين»، فهل يعقل لمن هو في مكانة السيد المهري ان يقع في كل هذه المتناقضات وتسيطر عليه هذه الانفعالات؟

باختصار.. فإن رئاسة «تجمع علماء الشيعة»، ووكالة «جميع المراجع الدينية» من رجال الدين الشيعة الكبار ـ وفتاواهم ليست متشابهة بالضرورة ـ مسؤولية ثقيلة جدا، على الاقل بالنسبة لمن وضعوا ثقتهم في السيد المهري، وفي هذه الازمة مع وزارة الاوقاف، فتح السيد ـ للاسف ـ مجالا واسعا لمنافسيه من رجال الدين والفهاء!