عبد المحسن يوسف جمال

.. مرة اخرى تحذر السفارة الاميركية في الكويت من وقوع مزيد من الاشتباكات بين ناشطين متطرفين - كما تسميهم - وقوات الامن بعد الاشتباكات الدامية التي شهدتها البلاد اخيرا.

تحذير السفارة الاميركية في الكويت يأتي للمرة الثانية مع انه وحتى الآن لم تجتمع الحكومة بالمجلس لتعطيه التفاصيل!

هذه التحذيرات نفسها صدرت عن السفارة البريطانية في الكويت ايضا، وخاصة مع وجود مطلوبين طليقين لم تستطع قوات الامن الامساك بهم، رغم حصارها الكامل لمدينة ام الهيمان واشتراك العديد من الوزراء في ادارة هذا الحصار.

واذا اخذنا بعين الاعتبار ان السفارتين اطلقتا التحذير نفسه قبل ساعات من جريمة حولي حول السيارة المشتبه فيها آنذاك. واذا اخذنا بعين الاعتبار ما نشرته الزميلة «السياسة» وحذرت من احتمال تعرض الحسينيات في البلاد لمخاطر بعض المتطرفين، فإنه ينبغي على رجال الامن زيادة الحذر مع اقتراب شهر محرم الحرام الذي يحيي فيه المواطنون الشيعة ذكرى استشهاد الامام الحسين، عليه السلام، حيث تكثر التجمعات في الحسينيات المنتشرة في كل انحاء البلاد.

وعلى الرغم من ان شهر محرم من الاشهر الحرم الاربعة التي حرم فيها الاسلام القتال، فإن هؤلاء المتطرفين لا يراعون حرمة لشيء، وبالتالي فإنهم لن يتورعوا عن ارتكاب الجرائم والاعتداء على الابرياء، خصوصا انهم يكفّرون الآخرين الذين يختلفون معهم.

من هنا فإن من الاحتياط ان تمنع السيارات من الاقتراب مسافة معينة من الحسينيات، وان تكثف الدوريات حولها احترازا من اي طارئ.

وصحيح اننا في الكويت، كما في العراق، بعيدون عن هذا التشنج الطائفي، الا ان المتطرفين سيلعبون على كل الاوتار، في محاولة لتمزيق مجتمعاتنا ولإثارة الفرقة بيننا. لذا، علينا الحذر من ذلك، وحبذا لو سمعنا هذا الرفض من كل الاتجاهات الوطنية حتى تكون رسالة الوحدة الوطنية رسالة واحدة من كل التوجهات.

> ملاحظة:

حان الوقت لكي تعلن وزارة التربية رأيها الصريح في حذف المناهج التكفيرية من الكتب الدراسية، والغاء كل ما يمس بعض المواطنين ومذاهبهم. ويجب ان يكون ذلك في العلن وليس من خلال الاتصالات الفردية والهمس في اذن من يطالب بذلك.. فالشجاعة والرأي الصريح هما اساس محاربة كل الافكار والمناهج التي تسبب التوتر والاضطراب بين ابناء المجتمع.. ولكي يكون الفصل الدراسي مكانا للألفة والمحبة بين الطلاب بدلا من ان يكون من خلال المناهج التكفيرية مكانا للاختلاف والصراع. نريد جوابا علنيا من الاخوة في وزارة التربية، خصوصا ان بعض الاخوة النواب اوصلوا لهم هذه الرسالة بوضوح.

والدور الكبير يقع الآن على اللجنة التعليمية في مجلس الامة لكي تقوم بدورها الوطني في هذا الشأن باجتماع صريح من السيد وزير التربية واركان وزارته.



ajamal1950@hotmail.com