توفي أمس الكولونيل البريطاني إيان هندرسون الملقّب بـ«جزّار البحرين»، عن عمر 86 سنة. هندرسون هو الضابط الذي تسلّم إدارة جهاز الاستخبارات البحرينية لمدة 30 عاماً بعد نيل الجزيرة «استقلالها». وبعد أن تقاعد عام 1998، ظلّ يشغل منصب مستشار وزارة الداخلية البحرينية. لكن منذ عام 2000 بدأت صفحات تاريخه الأسود تنكشف للعلن. إذ، اتُّهم عناصر الجهاز الذي أداره بتعذيب

معارضين بحرينيين خلال تحركات منتصف التسعينيات، وبتنفيذ عمليات نهب لبعض القرى البحرينية وتوقيف شبّانها وأطفالها والاعتداء عليهم جنسياً وممارسة شتّى أنواع العنف الجسدي عليهم. وبين عامي 1994 و1998 توفي العديد من المحتجزين البحرينيين في سجون الاستخبارات تحت التعذيب. ويرى البعض أن هندرسون، ذا الأصول الاسكتلندية، هو من بنى أسس مدرسة التعذيب في جهاز الاستخبارات البحريني، ومن لقّن ضباطه أسوأ أساليب العنف التي ما زالت تستخدم حتى اليوم.

وقدّمت بعض المنظمات الحقوقية مثل «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية» تقارير مفصّلة عن عمليات التعذيب في عهد هندرسون تضمنت شهادات معتقلين سابقين اعترفوا بأن الكولونيل البريطاني شارك شخصياً بتعذيبهم. شرطة «سكوتلاند يارد» فتحت تحقيقاً بالاتهامات الموجهة إلى هندرسون عام 2000 وطرح الموضوع في مجلس النواب البريطاني. لكن التحقيقات اختتمت عام 2002 من دون أن يستجوب هندرسون ومن دون أن يوجه اليه أي حكم. وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً في الإعلام البريطاني حينها، واتُّهمت الحكومة بـ«التستّر على أفعال الكولونيل بغية الحفاظ على مصالحها في منطقة الخليج».


وعند إعلان وفاته أمس، احتفل معظم الناشطين البحرينيين على مواقع التواصل الإلكتروني بالخبر وذكّروا بعهد هندرسون «الدموي». ولم يوفّر المعلّقون العقيد البحريني عادل فليفل الذي وصفوه أيضاً بـ«الجزّار»، لكونه قد اشترك مع الكولونيل البريطاني بحملات الاعتقال والتعذيب في تسعينيات القرن الماضي. ونقل عن فليفل قوله في نعي هندرسون: «ذهب الحكيم المتواضع الذي نهض بالأمن وعلّمنا أن النجاح لا يعرف الراحة».

ولهندرسون تاريخ طويل بالـ«تجزير»؛ إذ استحق أرفع وسام بريطاني يعطى لغير جندي، بعد نجاح حملته في كينيا للقضاء على حركة «الماو ماو» المتمردة خلال الخمسينيات والقبض على زعيمها.


(الأخبار)




دوليات

العدد ١٩٨٠ الاثنين ١٥ نيسان ٢٠١٣


http://www.al-akhbar.com/node/181250