الأربعاء, 10 أكتوبر 2012


التكفير الذي تبناه بعض العلماء في السعودية، يفرخ تكفيرا في السعودية نفسها، يتحول إلى بركان سينشر ثقافة الدم في كل العالم الإسلامي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

للشيخ أبي محمد عاصم المقدسي



وقد جاء في مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله منزل الفرقان، والصّلاة والسّلام على من كانت بعثته ودعوته فرقاً بين أهل الحقّ والطّغيان، وعلى آله وصحبه الّذين كان الحب والبغض والولاء والبراء عندهم أوثق عرى الإيمان.
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً أصحابه: (أهجوا قريشاً فإنّه أشدّ عليهم من رَشقِ بالنّبل).

وفيه قول حسّان: (والّذي بعثك بالحق لأفرينّهم بلساني فري الأديم).

هذا إذا كانت المسألة مسألة هجاء وجواب سبٍّ للمشركين([1]) فكيف إذا كان المقصود الأوّل من وراء ذلك هو تحقيق التّوحيد بالكفر بالطّواغيب والبراءة منها بتعريتها للنّاس وبيان سفهها وكشف زيوفها، لاشكّ أنّ ذلك يكون ساعتئذ من أفضل القرب إلى الله تعالى… فيكون رشقاً بالنبل في سبيل الله ممدوحاً، وفرياً باللّسن لأعداء الدّين محموداً.

وبعد، ،

فهذه ورقات قد جمعتها في عجالة من الأمر وضيق في الوقت لم أفرغ لها كبير وقت ولا كثير جهد.
اضطرني إلى الإسراع في إعدادها وإخراجها ما بَدَرَ واشتهر عن كثير من المنتسبين إلى الدّعوة والعلم بل والجهاد، من الدّفاع عن النّظام السعودي البريطاني الأمريكي الكافر. وممانعة كثير منهم من الكلام فيه، والصدّ عن ذلك والأخذ على يد الطّاعنين عليه، بحجج ومزاعم جوفاء ساقطة… وهذا والله من أعظم الضّلال… فإنّ خبث هذه الدّولة وتلبيسها أمسى بمكان، بحيث أصبح اليوم من أهم المهمّات التّصدي لها وتعريتها قبل غيرها… خصوصاً وأنّ ما سواها في الغالب واضح مكشوف…

أماّ هذه الدّولة الخبيثة، فهي من أشدّ الدّول اليوم ممارسة لسياسة التّلبيس على العباد والاستخفاف بهم واللّعب بعقولهم مدّعية تطبيق الشّريعة الإسلامية ونبذ القوانين الوضعية. ولقد أجادت هذه الدّولة الخبيثة أساليب التّلبيس والتدليس وأحكمتها حتّى انطلى هذا على كثير ممّن ينتسبون للعلم والدّعوة، فشاركوا في التّلبيس والتّرقيع لها، فتجد كثيراً منهم يتكلّمون في الدّول الأخرى وطغيانها ويهاجمون تحاكمها للقوانين الوضعية ويصدرون الكتب والمؤلّفات في هذا الكفر والشّرك المستبين، بل وتقوم هذه الدّولة بطباعة هذه الكتب وتوزيعها على الخلق مجّاناً، حتى يتوهم ويظن المتابع لحماسهم في تلك الكتابات أن حكومتهم التي تطبع لهم تلك الكتب وتوزّعها حكومة تحارب

القوانين وتنبذها وتأبى تطبيقها أو التّحاكم إليها…، وقد أجادت هذه الدّولة هذا الدور التلبيسي وأتقنته، خصوصاً وأنّه لا يكلّفها إلا قليلاً من الرّيالات كأجور طباعة لتلك الكتب وأخرى كرواتب لأولئك المشايخ المأجورين…، وهكذا؛ تلبيس من الحكومة وتلبيس من المشايخ وتلبيس من الدّعاة، حتّى لبّسوا على النّاس دينهم، بل بلغ الأمر من بعض المنتسبين للجهاد أن ينهى عن العمل والجهاد ضدّها، بل والكلام، بحجّة التباس أمرها، وعدم اتّضاحه…).

فيا قرّة عين طغاة آل سعود بأمثالكم ويا فرحتهم بأفهامكم وأفكاركم، فوالله لو اطّلعوا عليكم ووجدوا سبيلاً إليكم لشروكم بالملايين…، هذا والله من أعجب العجب … خصوصاً إذا صدر ممّن أفنى عمره في جهاد الطّواغيت. فكيف يتصدّى للجهاد من لا يعرف واقعه الذي يعيش فيه.

هذا والله من عجائب هذا الزّمان التي لا تنقضي…

إن كان قلبك حيّا غير مفتون
ولو جئته بصحيحات البراهين

إن عشت سوف ترى منها عجائبها
فمن يمُت قلبُه لا يهتدي أبداً

وهلاّ إذ جهلوا أو التبس عليهم حالها، بحثوا وسألوا بدلاً من الصدّ عنها والجدل… (فإنّما شفاء العيّ السّؤال). قال تعالى: }ولا تُجادل عن الّذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيماً{ وقال سبحانه وتعالى: }هآ أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدّنيا فمن يُجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً{.

لأجل هذا ولكي لا يغتر كثير من النّاس بما يلبّسه كثير من الذين يرتدون مسوغ العلماء ممّن باعوا دينهم وذممهم للسّلاطين، كذلك المدعو أبو بكر جابر الجزائري إذ يقول رجماً بالغيب وتقوّلاً على الله وتزكية عليه سبحانه: (وهيهات هيهات أن يتنكر آل سعود لمبدأ الحق الذي أقاموا ملكهم عليه، ووقفوا حياتهم على حمايته ونصرته ونصرة الدّاعين إليه!!



([1]) جواب السبّ والهجاء مشروع مستثنى من عموم النّهي عن سبّ المشركين، فجواب السبّ غير البداءة به والّتي قد تجر سبّهم لدين المسلمين. انظر فتح الباري (باب هجاء المشركين) من كتاب الأدب (547/10).
انتهى