مئات الجثث جمدت في الغرب أملا في إنعاش أصحابها يوما
الإحصاءات غير الدقيقة تقول إن مئات الاشخاص في أوروبا والولايات المتحدة لجأوا إلى عمليات تجميد أجسادهم بعد الممات أملا في إنعاشهم ثانية في يوم ما في المستقبل عندما تتيح التكنولوجيا ذلك، هذا إن نجحت هذه التكنولوجيا.
فقد غمست جثثهم في مغطس مليء بالنيتروجين السائل، وتم تخزينهم بدرجة حرارة 197 مئوية تحت الصفر. ويتمثل التحدي الذي يواجهه العلم في العقود المقبلة في امكانية إنعاشهم بنجاح. وهناك حوالي ألف شخص يعتقدون أن العلم سينجح، وقاموا بالاشتراك مع معاهد غير ربحية وشركات تجارية تساعد على تجميدهم بعد موتهم. وظهرت فكرة التجميد ثم الإنعاش في الفترة بعد عام 1861، عندما قام المؤلف الفرنسي إدموند أباوت بنشر قصة «الرجل ذو الإذن المكسورة»، وهي رواية عن عالم يجمد شخصا ثم ينعشه في ما بعد عندما يتوفر علاج لمرضه. ويعتبر تجميد الإنسان مبدأ شعبيا في هوليوود، إذ تم إنتاج الكثير من الأفلام التي تدور قصتها حول إنعاش شخص ما بعد أن كان مجمدا لفترة طويلة من الزمن.
ويعتبر روبرت إيتنجر الذي يبلغ 83 سنة، الشخص المسؤول عن إخراج التجميد من عالم الخيال، إذ تصور إيتنجر في الثلاثينات من القرن الماضي، مستقبلا متقدما علميا أكثر من اليوم. ولكن التطورات الطبية خلال الثلاثين سنة الماضية، وخاصة تلك التي تتعلق بإنعاش ضحايا السكتة القلبية والغرق، شجعته على الاستمرار. ويقول إيتنجر ان الموت يعتبر نسبيا، إذ يتم إنعاش آلاف الأشخاص كل عام بعد ان عانوا من موت سريري. وفي الاوقات السابقة كان هؤلاء يتركون ليموتوا، سواء ظلوا في تلك الحالة لفترة 20 دقيقة أو 20 سنة، فهذا لا يهم.
ويحتوي مخزن معهد إيتنجر للتجميد على 41 شخصا ميتا، بمن فيهم زوجتاه الاثنتان وأمه.
والمعلوم ان صيانة الجثث عملية سهلة، إذ يجري تخزين الجثث في أسطوانات أو خزانات مستطيلة في أكياس نوم مغموسة بالنيتروجين السائل. ويقوم هو بزيادة كمية النيتروجين كل خمسة أيام، ولكن يمكنه أيضا أن ينتظر لمدة أسبوعين عند الضرورة.
ويطلق على الجثث مصطلح «المرضى»، وهؤلاء الذين دفعوا مبلغ 28 ألف دولار ليتم تجميدهم يعتبرون «أعضاء»، ومعظمهم من الطبقة الوسطى الذين يستخدمون بوليصة التأمين على الحياة لدفع ثمن الحفاظ والصيانة. ويمكن أن يجمد الرأس فقط في مؤسسة ألكور مقابل مبلغ باهظ ولا يجمد إيتنجر إلا أجسادا مكتملة.
المفضلات