ان العلاقة التي تجمع السيد السيستاني في السيد مقتدى هي علاقة الصداقة الصعبة التي انتقلت من مرحلة التأزم في المسائل القديمة الى الاتفاق على تنظيم الحركة المخلصة في سبيل خدمة المصلحة العامة للاسلام و للمسلمين من الشعب العراقي المظلوم ... اسميها الصداقة الصعبة ... لان الازمة في العلاقة بسبب الجفوة التي ترتبت عن حركة السيد الشهيد الصدر الثاني الاصلاحية و نفور الحوزة التقليدية منه و تعنيفه لها علنا اثار عواطف الخلاف بين التيارين الحركي الصدري و التقليدي السيستاني ... و ليس طعنا بالسيد السيستاني ان رأينا رجحان حركة الشهيد الصدر و لكن تقييما لمصلحة معينة في ضرورة جذب الناس للاسلام و تحبيبهم فيه في ظل نظام اراد فصل الشعب عن هويته الاسلامية و الشيعية و كون ان القيادات في الامة تتحمل مسؤولية التحرك في هذا المجال ... مع اخذ بالاعتبار في ان الظروف مختلفة بالنسبة للجميع و الكل يرى تكليفه من خلال ما تتحمله البيئة المحيطة و القابليات التي تختزنها شخصيته ...

انا اطالب الاخ عادل رضا و الذي عهدناه يأخذ بأسباب الموضوعية في ان يراجع الموقف هنا ... و ليحرك حسن ظنه في مواقف سماحة السيد السيستاني دام ظله دون عواطفه ... فالسيد الصدر الثاني كان يصر و يأكد على احسان الظن بسماحة السيد و حمله على محامل مختلفة تبتغي له العذر كما هو واضح للمتابع لاقوال و كلمات السيد الصدر في خصوص السيد السيستاني ... و كذلك فان سماحة السيد السيستاني يظهر من تحركه الحكمة و النظرة الى المصلحة العامة ... فان كان هناك انتقادا فليكن موضوعيا و ليكن بنائا يخدم المصلحة العامة و ليبتعد الدكتور عن التسقيط اللاموضوعي ... و يبدوا ان الدكتور من مؤيدين السيد الصدر الثالث ... و السيد مقتدى يقول انه ذراع للسيد السيستاني ... فهل يرى ان السيد مقتدى ذراع للدجال!!
نحن لا نقبلها لا على السيد مقتدى و لا على السيد السيستاني و لا على اي شخص مؤمن ما دام ان اسباب احسان الظن فيه و احراز عدالته لم تسقط ... حرمة المؤمن كحرمة الكعبة ... بل اكبر ... فهل يرضى الله بانتهاكنا صغريات الحرمات! ... ناهيك عن كبارها ...
و هذا لا يعني تسقيطنا للدكتور و لكن نرجوا منه المراجعة الدقيقة في هذا المجال ... و كما قال السيد الحسني ان كان يرى هذا في السيد السيستاني فليطرح المسألة بهدوء و عقلانية تدعوا الآخر لتقبل الفكرة ...و ليفعل ذلك مراعيا المصلحة العامة و خدمة الخط الرسالي ...
جعلنا الله جميعا من الممهدين لظهور مولانا الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف ...