أن النظام الاسلامي في أرض أيران , ثبت نفسه و قوي ذاته , بنجاحه في أقامة نظام نموذج للاخرين , من حيث بنية النظام و هيكلته , و من حيث أنطلاقة النظام من فكر أممي انساني مناهض للظلم , و مطالب بالعدالة في كل مكان , بغض النظر عن سلبيات هنا و هناك(راجع مقالة لكي لا يسقط النظام الجزء الاول و الثاني علي هذا الموقع).

أن حساب السلبيات و الايجابيات , يؤكد لنا بشكل قاطع طغيان الجانب الايجابي , فمهما يكن , هذا النظام الثوري ( رغم الاخطاء و السلبيات) أفضل بكل المقاييس من النظام الامبريالي الماسوني السابق , و هذا الامر الاخير أعتقد ان أي محلل سياسي منصف و صادق مع نفسه و مع الاخرين , لا يستطيع أن ينكره و ينفيه.

أن تحليل ما يجري في الجمهورية الاسلامية المباركة علي أرض أيران , أيران الخميني, وأيران الدكتور علي شريعتي , هو أمر يهم الكثيرين , و نحن منهم , و مثلنا الكثيرون , و نحن شخصيا نستخدم قدراتنا الذاتية من قراءة أصدارات النظام , و متابعة أصداراته الثقافية , جنبا ألي جنب مع متابعة ما يصدر و ينشر عن المعارضين و المناهضين للنظام الاسلامي الثوري , وايضا متابعة تحليل المحايدين , مرورا بقراءات المتأمرين الغربيين لما يحدث في أرض الجمهورية الاسلامية المباركة.

و نحن أيضا لا ننسي النزول ألي أعماق الشارع الايراني ( اذا صح التعبير) من أبسط عامل و فلاح , ألي المفكرين و القادة السياسيين , ما أمكننا ذلك , عند وجودنا في العاصمة طهران, لكي نعايش الواقع علي حقيقته المكشوفة أمامنا.

أن ما شد أنتباهي لدي العديد من كتابنا و محللينا بشكل خاص , و العرب بشكل عام , هو كلامهم عن الجمهورية الاسلامية من زاوية واحدة أو زاويتين مع الاسف الشديد, الزاوية الاولي :

هي ما تبثه و تنشره وكالات الانباء الغربية, وهي بطبيعة الحال , و كما يعرف الناس الواعون المطلعون علي مجريات الامور , و كالات أنباء أخبارية تخدم مصالح الامبريالية الرأسمالية الاستكبارية , و بما أن النظام الاسلامي ينطلق من فكر مضاد للامبريالية شعارا و فكرا و حركة, فأن الدعاية و الاخبار و التحاليل التي تبثها تلك الوكالات , هي أخبار تصب في مصلحة الامبرياليين و الماسونيين في العالم , و بما يخدم مصلحتهم و منافعهم في أسقاط نظام الجمهورية الاسلامية , أو علي اقل الحد من تأثيره و أمتداداته علي المحيط الخارجي.

أن هذه الوكالات الخبرية تنظر ألي أرض أيران بعين تريد أسقاط النظام الثوري فيها, و هذه العين ( أذا صح التعبير) , لا تفيد عقولنا الفضولية الساعية الي المعرفة, و النظر بعين الحقيقة العارية من مصلحة هنا , و منفعة هناك لذلك الطرف أو ذاك , القائم بين الثوريين الاسلاميين علي أرض أيران , و الامبرياليين الاستكباريين في العالم.

أن هذا الامر لا ينطبق علي أيران الاسلام الثوري فقط, بل يمتد ألي كوبا ماركس و لينين و غيفارا , لان المسألة لدي وكالات الانباء الغربية , و محركيها الامبرياليين العالميين , ليست مسألة أسلام ضد كفر , أو مسألة شيوعية ضد رأسمالية.

أن المسألة هي في أسلام يتحرك في خط العدالة , و في ماركسية تحاول الحركة علي نفس الخط كذلك, في الشعارات و الفكر و الحركة علي الصعيد الواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي في الاقليم المحلي و العالمي.

أن الامبريالية الرأسمالية الاستكبارية و الماسونية , ليس عندهم أي عقدة من أسلام يختزن الظلم أو ماركسية تختزن الظلم , أن مشكلة هؤلاء هو من أي فكر ينبع عدالة تتناقض و تتعاكس مع الظلم الرأسمالي العالمي , أسلاما كان , أو شيوعية , أو حتي مسيحية تنطلق من الفهم الثوري للاهوت العيسوي( اذا صح التعبير).

فأذن أن ننظر ألي الاخرين من هذه الزاوية , لا يخدم رغبتنا في معرفة الحقيقة.


و نأتي ألي الزاوية الثانية:

و هي النظر ألي الجمهورية الاسلامية , من خلال عقدة طائفية مذهبية , بناءا علي الاختلاف المذهبي( اذا صح التعبير) , و هذه الزاوية التي ينظر منها الكثيرون للاسف الشديد , هي نظرة الذين يعيشون العقدة المذهبية السخيفة للاخر المختلف عنهم , و هي نظرة جاهلية غير واعية , و غير مدركة لما يجري , و هي لذلك غير مطلعة و غير قارئة للفكر الاسلامي الثوري الاممي الذي قدمه و كتبه و نظر له الشهيد الدكتور علي شريعتي , فأستقطب به الجماهير , و قاد ذلك الاستقطاب الامام الخميني , ألي أسقاط النظام القديم.

أن هؤلاء لم يقرأوا , لانهم لا يريدون أن يقرأوا , هؤلاء يريدون أن يعيشوا و يتنفسوا العقدة و المشكلة الطائفية.

و مثل هؤلاء موجودين في بعض و جزء من الاوساط ( داخل بعض الاجنحة الفاسدة داخل النظام الاسلامي و مجاميع أخري بالخارج) ’ هذه الاوساط التي تؤيد عميانيا( اذا صح التعبير)و بلا تفكير أو وعي للنظام الاسلامي, و ذلك ليس لأسلامية النظام و ثوريته العالمية, بل لانهم يعيشون العقدة أيضا , بناءا علي نظرتهم ألي النظام الاسلامي علي أرض أيران , علي أنه نظام شيعي و ما ألي ذلك من أشياء , لا يسندها التأريخ و لا تؤيدها المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها النظام, و من تحركوا في خط أقامته علي مستوي القيادة و القاعدة الثورية في جميع دول العالم.

أن هؤلاء الصفويون هم كغيرهم من السنة الامويون , فالمجموعتان تتنفسان العقدة من الاخر , و تعيشان في جهل و عدم دراية بالفكر الثوري الاسلامي و التأريخ , هم جهلة يعيشان العقدة من الاخر.

لذلك نحن دائما نقول أن التخلف السني الاموي يساوي الصفوية الشيعية , بالكم و الكيف, و هما وجهان لعملة واحدة , صنعت و خلقت ردة الشرق عن الحضارة.

أن النظرة الصحيحة لما يجري في الجمهورية الاسلامية , يجب أن تتم من خلال النظر من جميع الزوايا , نحن لا نقول أن نعيش الانغلاق من هذه الزاوية الغربية التأمرية , أو تلك الزاوية الطائفية , بل ما نريد قوله هو أن ننفتح علي كل الزوايا الاخري, و أن نأخذ بجميع الجوانب , و أن نعيش الحياد التحليلي للامور , و لنقرأ الحقيقة من مصدرها الاساسي , كما نقراها من الاخرين.

أن ما نريده من المخلصين و طلاب الحقيقة , ألا يتم أستهلاكهم في لعبة سياسة دولية يمارسها طرف ضد أخر , بل أن يعيشوا و يتواجدوا خارج اللعبة لتكون لهم شخصيتهم المستقلة في معرفة الحقيقة , لنقول بذلك للاخرين.......كل الاخرين, علي أننا بشر نملك الوعي و عندنا فن معرفة العالم و ما يجري فيه من امور.



الدكتور عادل رضا