بقلم نايت الصغير عبد الرزاق


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


هل انتفض الشعب الليبي لتحكمه ثلة من خريجي “معهد” غوانتامو و قندهار تتلمذوا على يد أكبر كهنة و منظري الفكر الرجعي الظلامي المبني على خرافات دموية تعود الى القرن 14 م ؟


عام مضى على ما أسموه “الربيع العربي” , بحلوه و مره , بانجازاته و نكساته , بشيوخه و عرابيه …و لكن ألم يحن الوقت لتقييم حصيلة هذا الربيع ؟

علينا أولا أن نفرق بين مفهوم الثورات الشعبية كما عرفتها البشرية منذ نشأتها و التمردات المسلحة الانفصالية المبنية على أسس عرقية أو مذهبية و متحالفة مع قوى امبريالية و رجعية متصادمة عقاديا مع مفهوم الثورة,فكيف لها أن تؤمن بها أو تقودها ؟

, هناك تداخل و خلط كبير في المفاهيم جعل الناس تضيع وسط بحر من الدعاية و التحريض و الفتاوى الشيطانية !

الحالتين الليبية و السورية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنطبق عليهما صفة الثورة .

ليبيا اليوم صار يحكمها “ملوك الطوائف” الجدد , بين مجلس انتقالي لا يمثل إلا نفسه و لا يتعدى تأثيره جدران المبنى الفاخر الذي يأويه , و أمراء حرب قسموها إلى مناطق نفوذ و “كنتونات” إقطاعية , ليبيا اليوم لازالت تدفن موتاها , أكثر من خمسين ألف ضحية …لم يقتلهم القذافي و لكن قتلتهم القنابل الفسفورية لطائرات الميراج و التورنادو و الفتاوى الظلامية للقرضاوي و أشباهه .

هل انتفض الشعب الليبي لتحكمه ثلة من خريجي “معهد” غوانتامو و قندهار تتلمذوا على يد أكبر كهنة و منظري الفكر الرجعي الظلامي المبني على خرافات دموية تعود الى القرن 14 م ؟

المثير للدهشة و للعجب أن تجد أشخاصا تربوا على فكرة عبادة الشخصية و الزعيم و المرشد و على “فلسفات” تيمية و قطبية لا تعترف بالآخر و تدعو إلى إبادته …يدعون إلى الثورة و إلى الحفاظ عليها!!

عقائديا و فلسفيا لا يمكن لمن يؤمن بأفكار رجعية و يعادي أي نوع من الاجتهاد و التغيير أن يكون ثوريا , حتى و إن أراد أن يمتطيها , هو يعرف جيدا أن ألد أعدائه هي الثورات التي تنادي بالتغيير الجذري , الحل الوحيد بالنسبة له هو ركوب القطار لتعطيله و تخريبه …و هذا ما يحدث الآن في مصر و تونس !

استبشرنا كثيرا بالثورتين المصرية و التونسية و قلنا أن عهدا جديدا و “ربيعا” بكل ألوان الطيف سيجتاح أمتنا…رأينا شبابا حرا ثائرا يتحدى الرصاص بصدور عارية, أقسموا جميعا أن لا يعودوا إلى بيوتهم حتى يسقط الطغاة, أو يموتوا شهداء…

سقط الطغاة …و ظهرت الشعارات التي كانت مختفية أيام الثورة, بدأنا نرى أعلاما سوداء و خضراء ووجوها لم نرى لها أي أثر من قبل, أين كانت و من الذي “أطلقها” على الثورة ؟ …أعداء الثورات طبعا …فهل ستجد أفضل من ظلامي رجعي لاغتيال ثورة ؟

استيقظ الشعب التونسي من فرحة خلع الطاغية, ليجد بلده قد صارت مرتعا لدجالين يفتون له بختان البنات و فقه الجواري و يحرمون النشيد و العلم الوطنيين و ينادون التونسيين على “الحفاظ” على “مكتسبات” الثورة !! التي لا يدخرون “جهدا” و مالا لشرحها للتونسيين…على رواية بن تيمية و قطب !

شباب الثورة في مصر أيضا ارتكبوا خطأ فادحا بانسحابهم من الميدان و بمعاداتهم للعسكر في الوقت الذي قفزت القوى الرجعية على ظهورهم و عقدت الصفقة تلو الأخرى مع جنرالات مصر …ليصبح أعداء الثورة ثوارا …بقدرة قادر ! و ينادوا بمليونيات “الحفاظ” عليها …ليصبح الذئب أمينا على الخراف و …على الثورة !

خطأ قاتل آخر ارتكبه شباب الثورة في مصر في مليونية الجمعة الماضية حينما تواجدوا مع الرجعية في مظاهرة واحدة و تحت شعار واحد , معاداة العسكر , دخلوا في لعبة و تحالف هدفه الأول إسقاط الجيش المصري الذي أصبح الآن العقبة الوحيدة بالنسبة لقوى الظلام , لإسقاط النظام الجمهوري و إقامة “خلافة’ وهابية إقطاعية على طريقة المشيخات التي تمولهم و تدعمهم.

أظن أن الوقت قد حان للقيام بعمليات تصحيحية للثورات التونسية و المصرية , على شرط أن يستفيدوا من الدروس السابقة و يعرفوا أن فاقد الشيء “و عدوه” لا يعطيه